وفي (عيون الأخبار) وفي كتاب (العلق) بالإسناد الآتي (1) عن الفضل بن شاذان، عن الرضا (عليه السلام) ـ في حديث العلل ـ: إنما وجب الوضوء على الوجه، واليدين، ومسح (2) الرأس والرجلين (3)، لأن العبد إذا قام بين يدي الجبار فإنما (4) ينكشف من جوارحه، ويظهر ما وجب فيه الوضوء، وذلك أنه بوجهه (يستقبل، و) (5)يسجد، ويخضع، وبيده يسأل، ويرغب، ويرهب، ويتبتل (6)(7)، وبرأسه يستقبله في ركوعه وسجوده، وبرجليه يقوم ويقعد. وإنما وجب الغسل على الوجه واليدين، والمسح على الرأس والرجلين، ولم يجعل غسلا كله، ولامسحا كله، لعلل شتى: منها: أن العبادة العظمى (8) إنما هي الركوعوالسجود، وإنما يكون الركوعوالسجود بالوجه واليدين، لا بالرأس والرجلين. ومنها: أن الخلق لا يطيقون في كل وقت غسل الرأس والرجلين، ويشتد ذلك عليهم في البرد، والسفر، والمرض، و (9) الليل، والنهار، وغسل الوجه واليدين أخف من غسل الرأس والرجلين، وإنما وضعت الفرائض على قدر أقل الناس طاقة من أهل الصحة، ثم عم فيها القوي والضعيف. ومنها لا: أن الرأس والرجلين ليس هما في كل وقت باديان، وظاهران، كالوجه واليدين، لموضع العمامة والخفين، وغيرذلك.
المصادر
عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 104|1، وعلل الشرائع: 257|9. وفي المصدرين اختلاف مع ما اورده المصنف، اشير الى بعضه ولم يشر الى جميعه، فليلاحظ.
الهوامش
1- يأتي الاسناد في الفائد الأولى من الخاتمة|383.
2- ليس في العيون.
3- في المصدر زيادة: قيل.
4- في العلل: قايما.
5- ليس في العيون.
6- يأتي معنى المسألة والرغبة والرهبة والتبتل باليدين من أبواب الدعاء إن شاء الله في الأحاديث من 1 إلى 8 من الباب 13 من أبواب الدعاء، (منه قده في هامش المخطوط).