أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في كتاب (الاحتجاج): عن الرضا (عليه السلام) قال: قال علي بن الحسين (عليهما السلام): إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه وتماوت في منطقه، وتخاضع في حركاته، فرويدا لا يغرنكم، فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا وركوب المحارم (1) منها لضعف نيته (2) ومهانته وجبن قلبه، فنصب الدين فخا لها، فهو لا يزال يختل الناس بظاهره، فان تمكن من حرام اقتحمه، وإذا وجدتموه يعف عن المال الحرام فرويدا لا يغرنكم، فان شهوات الخلق مختلفة، فما أكثر من ينبو عن المال الحرام وإن كثر ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة فيأتي منها محرما، فاذا وجدتموه يعف عن ذلك فرويدا لا يغرنكم حتى تنظروا ما عقده عقله، فما أكثر من ترك ذلك أجمع ثم لا يرجع إلى عقل متين، فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله، وإذا وجدتم عقله متينا فرويدا لا يغرنكم حتى تنظروا أمع هواه يكون على عقله، أو يكون مع عقله على هواه، وكيف محبته للرياسات الباطلة وزهده فيها، فان في الناس من خسر الدنيا والاخرة بترك الدنيا للدنيا، ويرى أن لذة الرياسة الباطلة أفضل من لذة الاموال والنعم المباحة المحللة، فيترك ذلك أجمع طلباً للرياسة ـ إلى أن قال ـ ولكن الرجل كل الرجل نعم الرجل هو الذي جعل هواه تبعا لامر الله، وقواه مبذولة في رضاء الله، يرى الذل مع الحق أقرب إلى عز الابد من العز في الباطل ـ إلى أن قال ـ فذلكم الرجل، فيه فتمسكوا، وبسنته فاقتدوا، وإلى ربكم به فتوسلوا، فانه لا ترد له دعوة، ولا تخيب له طلبة. ورواه العسكري (عليه السلام) في تفسيره عن علي بن الحسين (عليه السلام)، مثله العسكري (عليه السلام): 53 | 27.">(3).