قائمة المحتويات
وبإسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وعنه، عن محمد بن الحسين، وعلي بن السندي والعباس كلهم، عن صفوان، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقام بالمدينة عشر سنين لم يحج، ثم أنزل الله عليه (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق) الحج 22: 27.">(1) فأمر الموذنين أن يؤذنوا بأعلى أصواتهم بأن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يحج من
(2) عامه هذا، فعلم به من حضر المدينة وأهل العوالي والاعراب، فاجتمعوا
فحج لحج (هامش المخطوط).">(3) رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وإنما كانوا تابعين ينتظرون ما يؤمرون به فيتبعونه، أو يصنع شيئا فيصنعونه، فخرج
رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أربع بقين من
ذي القعدة، فلما انتهى إلى ذي الحليفة فزالت الشمس
اغتسل، ثم خرج حتى أتى
المسجد الذي عند الشجرة فصلّى فيه الظهر، وعزم
(4) بالحج مفردا، وخرج حتى انتهى إلى البيداء عند الميل الاول فصف الناس له سماطين، فلبّى
بالحج مفردا، وساق الهدي ستا وستين بدنة أو أربعا وستين، حتى انتهى إلى
مكة في سلخ أربع من
ذي الحجة فطاف بالبيت سبعة أشواط،
وصلى ركعتين خلف مقام إبراهيم، ثم عاد إلى الحجر فاستلمه، وقد كان استلمه في أول
طوافه ثم قال: إن الصفا والمروة من شعائر الله فابدأ بما بدء الله به، وإن المسلمين كانوا
يظنون أن السعي بين الصفا والمروة شيء صنعه المشركون، فانزل الله تعالى: (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن
حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن
يطوف بهما)
(5) ثم أتى الصفا فصعد عليه فاستقبل
الركن اليماني فحمد الله وأثنى عليه ودعا مقدار ما تقرأ
سورة البقرة مترسلا، ثم انحدر إلى المروة فوقف عليها كما وقف على الصفا
(6) حتى فرغ من سعيه، ثم أتى جبرئيل وهو على المروة فأمره أن يأمر الناس أن يحلوا إلا سائق هدي، فقال رجل: أنحل ولم نفرغ من مناسكنا؟ فقال: نعم، فلما وقف
رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالمروة بعد فراغه من السعي أقبل على الناس بوجهه فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن هذا جبرئيل ـ وأومأ بيده إلى خلفه ـ يأمرني أن آمر من لم يسق هديا أن يحل ولو استقبلت من أمري مثل الذي استدبرت لصنعت مثل ما أمرتكم، ولكني سقت الهدي، ولا ينبغي لسائق الهدي أن يحل حتى يبلغ الهدي محله، قال: فقال له رجل من القوم: لنخرجن حجاجا وشعورنا
(7) تقطر؟ فقال له
رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما إنك لن تؤمن بعدها أبدا، فقال له
سراقة بن مالك بن جشعم
(8) الكناني: يا رسول الله، علمنا ديننا كأنما
(9) خلقنا اليوم، فهذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أم لما يستقبل؟ فقال له
رسول الله (صلى الله عليه وآله): بل هو للابد إلى
يوم القيامة، ثم شبك أصابعه بعضها إلى بعض وقال: دخلت العمرة في
الحج إلى
يوم القيامة، وقدم
علي (عليه السلام) من اليمن على
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو
بمكة، فدخل على
فاطمة (عليها السلام) وهي قد أحلت فوجد ريحا طيبة، ووجد عليها ثيابا مصبوغة، فقال: ما هذا يا فاطمة؟ فقالت: أمرنا
رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فخرج
علي (عليه السلام) إلى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مستفتيا ومحرشا على
فاطمة (عليها السلام) فقال: يا رسول الله إني رأيت فاطمة قد أحلت، عليها
ضرب على الواو، وكتب في الهامش: (و ـ مضروب).">(10) ثياب مصبوغة، فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا أمرت الناس بذلك، وأنت ياعلي، بما أهللت؟ قال: قلت: يا رسول الله: إهلالا كاهلال
النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم)، فقال له
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كن على إحرامك مثلي، وأنت شريكي في هديي، قال: فنزل
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بمكة بالبطحاء هو وأصحابه، ولم ينزل الدور، فلما كان يوم التروية عند زوال الشمس أمر الناس أن يغتسلوا ويهلوا
بالحج، وهو قول الله الذي أنزله على نبيه: (فاتّبعوا ملة إبراهيم)
(11) فخرج
النبي (صلى الله عليه وآله) وأصحابه مهلين
بالحج حتى أتوا منى فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء الاخرة والفجر، ثم غدا والناس معه، فكانت قريش تفيض من المزدلفة وهي جمع ويمنعون الناس أن يفيضوا منها، فأقبل
رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقريش ترجو أن يكون إفاضته من حيث كانوا يفيضون، فأنزل الله على
نبيه (صلى الله عليه وآله) (ثم افيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله)
(12) يعني إبراهيم وإسماعيل وإسحاق في إفاضتهم منها ومن كان بعدهم، فلما رأت قريش أن
قبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد مضت كأنه دخل في أنفسهم شيء للذى كانوا يرجون من الافاضة من مكانهم حتى انتهوا إلى نمرة وهي بطن عرنة بحيال الاراك فضربت قبته، وضرب الناس أخبيتهم عندها، فلما زالت الشمس خرج
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعه قريش
(13) وقد
اغتسل وقطع التلبية حتى وقف
بالمسجد، فوعظ الناس وأمرهم ونهاهم، ثم صلى الظهر والعصر بأذان واحد وإقامتين، ثم مضى إلى الموقف فوقف به فجعل الناس يبتدرون أخفاف ناقته يقفون إلى جنبها فنحاها، ففعلوا مثل ذلك، فقال: أيها الناس، إنه ليس موضع أخفاف ناقتي بالموقف، ولكن هذا كله موقف، وأومأ بيده إلى الموقف، فتفرق الناس وفعل مثل ذلك بمزدلفة، فوقف حتى وقع القرص قرص الشمس، ثم أفاض وأمر الناس بالدعة حتى إذا انتهى إلى المزدلفة وهي المشعر الحرام فصلى المغرب والعشاء الاخرة بأذان واحد وإقامتين، ثم أقام حتى صلى فيها الفجر وعجل ضعفاء
بني هاشم بالليل، وأمرهم أن لا يرموا الجمرة جمرة العقبة حتى تطلع الشمس، فلما أضاء له النهار أفاض حتى انتهى إلى منى فرمى جمرة العقبة، وكان الهدي الذي جاء به
رسول الله (صلى الله عليه وآله) أربعا وستين، أو ستا وستين، وجاء
علي ((عليه السلام) بأربعة وثلاثين، أو ستّ وثلاثين، فنحر
رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ستا وستين، ونحر
علي (عليه السلام) أربعا وثلاثين بدنة، وأمر
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يؤخذ من كل بدنة منها جذوة
(14) من لحم، ثم تطرح في برمة
(15) ثم تطبخ فأكل
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منها
وعلي (عليه السلام) وحسيا من مرقها، ولم يعط الجزارين جلودها ولا جلالها ولا قلائدها، وتصدق به، وحلق وزار البيت ورجع إلى منى فأقام بها حتى كان اليوم الثالث من آخر أيام التشريق ثم رمى الجمار ونفر حتى انتهى إلى الابطح، فقالت عائشة: يا رسول الله، ترجع نساؤك
بحجة وعمرة معا، وأرجع
بحجة، فأقام بالابطح وبعث معها عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم فأهلت بعمرة، ثم جاءت وطافت بالبيت وصلت
ركعتين عند مقام
إبراهيم (عليه السلام)، وسعت بين الصفا والمروة، ثم أتت
النبي (صلى الله عليه وآله) فارتحل من يومه ولم يدخل
المسجد المسجد الجرام (هامش المخطوط).">(16)، الحرام ولم يطف بالبيت، ودخل من أعلى
مكة من عقبة المدنيين، وخرج من أسفل
مكة من ذي طوى.
ورواه الكليني، عن
علي بن إبراهيم، عن أبيه،
ومحمد بن إسماعيل، عن
الفضل بن شاذان جميعا، عن
ابن أبي عمير، عن
معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله، إلا أنه قال: كما وقف على الصفا، ثم انحدر وعاد إلى الصفا فوقف عليها، ثم انحدر إلى المروة حتى فرغ من سعيه، وترك قوله: ثم أتى جبرئيل وهو على المروة إلى قوله: مناسكنا، فقال: نعم، ثم ترك قوله: ومحرشا على فاطمة، ثم قال: قر على إحرامك مثلي، وذكر بقية الحديث مثله
(17).
المصادر
التهذيب 5: 454 | 1588، وأورد ذيله في الحديث 1 من الباب 4 من أبواب مقدمات الطواف.
الهوامش
2- في الكافي: في (بدل) من (هامش المخطوط).
3- في الكافي:
لحج (هامش المخطوط).
4- في نسخة: وأحرم (هامش المخطوط).
6- في الكافي زيادة: ثم انحدر وعاد إلى الصفا فوقف عليها: ثم انحدر إلى المروة (هامش المخطوط).
7- في الكافي: ورؤوسنا (هامش المخطوط).
8- في المصادر والكافي: جعشم.
9- في الكافي: كأنا (هامش المخطوط).
10- كتب في المخطوط (وعليها) ثم
ضرب على الواو، وكتب في الهامش: (و ـ مضروب).
13- في المصدر: ومعه فرسه.
14- كذا في النسخ بالجيم، وحذوة: هي القطعة من اللحم (النهاية 1: 357).
15- البرمة: القدر المتخذة من الحجر (النهاية 1: 121).
16- في الكافي:
المسجد الجرام (هامش المخطوط).