محمد بن علي بن الحسين قال: نزلت المتعة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عند المروة بعد فراغه من السعي: فقال: أيها الناس، هذا جبرئيل ـ وأشار بيده إلى خلفه ـ يأمرني أن آمر من لم يسق هديا أن يحل، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم، ولكني سقت الهدي، وليس لسائق الهدي أن يحل حتى يبلغ الهدي محله، فقام إليه سراقة بن مالك بن خثعم الكناني سراقة بن مالك بن جعشم الكناني (هامش المخطوط).">(1) فقال: يا رسول الله، علمنا ديننا، فكأنما خلقنا اليوم، أرأيت هذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أو للابد؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا، بل لأبد الأبد، وإن رجلا قام فقال: يا رسول الله نخرج حجاجا ورؤوسنا تقطر؟ فقال: إنك لن تؤمن بهذا أبدا، وكان علي (عليه السلام) في اليمن فلما رجع وجد فاطمة (عليها السلام) قد أحلت فجاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مستفتيا ومحرشا على فاطمة (عليها السلام)، فقال أنا أمرت الناس بذلك، فبم أهللت أنت يا علي؟ فقال: إهلالا كاهلال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): كن على إحرامك مثلي، شريكي في هديي، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) ساق مائة بدنة فجعل لعلي (عليه السلام) أربعة وثلاثين، ولنفسه ستة وستين، ونحرها كلها بيده، ثم أخذ من كل بدنة جذوة وطبخها في قدر وأكلا منها وحسيا من المرق، فقالا: قد أكلنا الان منها جميعا، ولم يعطيا الجزارين جلودها ولا جلالها ولا قلائدها، ولكن تصدق بها.
المصادر
الفقيه 2: 153 | 665، وأورد قطعة منه في الحديث 21 من الباب 40، ونحو ذيله في الحديث 3 من الباب 43 من أبواب الذبح.
الهوامش
1- في نسخة: سراقة بن مالك بن جعشم الكناني (هامش المخطوط).