محمد بن الحسين الرضي الموسوي في (نهج البلاغة) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لبعض أصحابه لما عزم على المسير إلى الخوارج فقال له: يا أمير المؤمنين، إن سرت في هذا الوقت خشيت أن لا تظفر بمرادك من طريق علم النجوم فقال (عليه السلام): أتزعم أنك تهدي إلى الساعة التي من سار فيها انصرف (1) عنه السوء، وتخوف الساعة التي من سار فيها حاق به الضر، فمن صدقك بهذا فقد كذبالقرآن، واستغنى عن الاستعانة (2) بالله في نيل المحبوب ودفع المكروه، وينبغي في قولك للعامل بأمرك أن يوليك الحمد دون ربه، لانك ـ بزعمك أنت ـ هديته إلى الساعة التي نال فيها النفع وأمن الضر، ثم أقبل (عليه السلام) على الناس فقال: أيّها الناس، إيّاكم وتعلّم النجوم إلا ما يهتدى به في بر أو بحر، فإنها تدعو إلى الكهانة (3)، والكاهن كالساحر، والساحر كالكافر، والكافر في النار، سيروا على اسم الله.