وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن المبارك، عن عبدالله بن جبلة، عن إسحاق بن عمار قال: دخلت على أبي عبدالله (عليه السلام) فنظر إليّ بوجه قاطب، فقلت: ما الذي غيرك لي؟ قال: الذي غيرك لإخوانك، بلغني ـ يا اسحاق أنك ـ أقعدت ببابك بوابا يرد عنك فقراء الشيعة، فقلت: جعلت فداك، إني خفت الشهرة. قال: أفلا خفت البلية أو ماعلمت أن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أنزل الله عزّ وجّل الرحمة عليهما فكانت تسعة وتسعين لأشدهما حبا لصاحبه، فإذا توافقا غمرتهما الرحمة (1) وإذا قعدا يتحادثان قالت الحفظة بعضها لبعض: اعتزلوا بنا لعل لهما سر او قد ستر الله عليهما فقلت: أليس الله عزّ وجّل يقول: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) (2) فقال: يا إسحاق ان كانت الحفظة لا تسمع فإن عالم السر يسمع ويرى.