وفي (المجالس) بالاسناد الآتي (1) قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ فسأله أعلمهم عن مسائل، وكان فيما سأله ـ أن قال: أخبرني لاي شيء أمر الله بالوقوف بعرفات بعد العصر؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله): إن العصر هي الساعة التي عصى آدم فيها ربه، ففرض الله عزّ وجلّ على أُمّتى الوقوف والتضرع والدعاء في أحب المواضع إليه، وتكفل لهم بالجنة، والساعة التي ينصرف بها الناس، هي الساعة التي تلقى فيها آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم. ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله): والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا إن لله بابا في سماء الدنيا يقال له: باب الرحمة، وباب التوبة، وباب الحاجات، وباب التفضل، وباب الاحسان، وباب الجود، وباب الكرم، وباب العفو، ولا يجتمع بعرفات أحد إلا استاهل من الله في ذلك الوقت هذه الخصال، وإن لله مائة ألف ملك مع كل ملك مائة وعشرون ألف ملك، (ينزلون من الله بالرحمة على أهل عرفات) (2)، ولله على أهل عرفات رحمة ينزلها على اهل عرفات، فاذا انصرفوا أشهد الله ملائكته بعتق اهل عرفات من النار، واوجب لهم الجنة، ونادى مناد انصرفوا مغفورين: فقد ارضيتموني ورضيت عليكم (3)... الحديث.