وعنه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن النبي (صلى الله عليه وآله) كان اذا بعث اميرا له على سرية أمره بتقوى الله عزّ وجلّ في خاصة نفسه ثم في اصحابه عامة ثم يقول: اغز بسم الله وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، لا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا ولا متبتلا في شاهق، ولا تحرقوا النخل، ولا تغرقوه بالماء، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تحرقوا زرعا لانكم لا تدرون لعلكم تحتاجون إليه، ولا تعقروا من البهائم مما (1) يؤكل لحمه إلا ما لابد لكم من اكله، وإذا لقيتم عدوا للمسلمين فادعوهم إلى إحدى ثلاث فإن هم أجابوكم إليها فاقبلوا منهم، وكفوا عنهم: ادعوهم إلى الاسلام فإن دخلوا فيه فأقبلوا منهم وكفوا عنهم، وادعوهم إلى الهجرة بعد الاسلام فإن فعلوا فأقبلوا منهم وكفوا عنهم، وإن أبوا ان يهاجروا واختاروا ديارهم وابوا ان يدخلوا في دار الهجرة كانوا بمنزلة اعراب المؤمنين يجري عليهم ما يجري على اعراب المؤمنين ولا يجري لهم في الفيء ولا في القسمة شيئا إلا ان يهاجروا (2) في سبيل الله، فإن ابوا هاتين فادعوهم إلى إعطاء الجزية عن يد وهم صاغرون، فإن اعطوا الجزية فاقبل منهم وكف عنهم وإن ابوا فاستعن بالله عزّ وجلّ عليهم وجاهدهم في الله حق جهاده، وإذا حاصرت اهل حصن فأرادوك على ان ينزلوا على حكم الله عزّ وجلّ فلا تنزل بهم (3) ولكن انزلهم على حكمكم ثم اقض فيهم بعد ما شئتم، فانكم إن انزلتموهم على حكم الله لم تدروا تصيبوا حكم الله فيهم ام لا، واذا حاصرتم اهل حصن فإن آذنوك على ان تنزلهم على ذمة الله وذمة رسوله فلا تنزلهم ولكن انزلهم على ذممكم وذمم آبائكم وإخوانكم، فانكم ان تخفروا ذممكم وذمم آبائكم وإخوانكم كان ايسر عليكم يوم القيامة من ان تخفروا ذمة الله وذمة رسوله (صلى الله عليه وآله). ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب(4)، وكذا الذي قبله.