الحسن بن علي بن شعبة في (تحف العقول) عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام) انه قال في جواب مسائل يحيى بن اكثم: واما قولك: ان عليا (عليه السلام) قتل اهل صفين مقبلين ومدبرين، واجاز (1) على جريحهم، وانه يوم الجمل لم يتبع موليا، ولم يجز (2) على جريح، ومن القى سلاحه امنه، ومن دخل داره امنه.. فإن اهل الجمل قتل امامهم ولم يكن لهم فئة يرجعون اليها وانما رجع القوم إلى منازلهم غير محاربين ولا مخالفين ولا منابذين، ورضوا بالكف عنهم، فكان الحكم فيهم رفع السيف عنهم والكف عن اذاهم اذ لم يطلبوا عليه اعوانا، واهل صفين كانوا يرجعون إلى فئة مستعدة وامام يجمع لهم السلاح والدروع والرماح والسيوف ويسني لهم العطاء ويهيئ لهم الانزال، ويعود مريضهم ويجبر كسيرهم، ويداوي جريحهم، ويحمل راجلهم، ويكسو حاسرهم ويردهم فيرجعون إلى محاربتهم وقتالهم، فلم يساو بين الفريقين في الحكم، لما عرف من الحكم من قتال اهل التوحيد، لكنه شرح ذلك لهم، فمن رغب عرض على السيف او يتوب عن ذلك.