وبإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن شيخ من ولد عدي بن حاتم، عن أبيه، عن جده عدي بن حاتم وكان مع علي (عليه السلام) في غزوته: أنّ علياً (عليه السلام) قال يوم التقى هو ومعاوية بصفين فرفع بها صوته يسمع أصحابه: والله لاقتلن معاوية وأصحابه، ثمّ قال في آخر قوله: إن شاء الله، وخفض بها صوته، وكنت منه قريبا، فقلت: يا أمير المؤمنين إنك حلفت على ما قلت، ثمّ استثنيت، فما أردت بذلك؟ فقال: إن الحرب خدعة، وأنا عند المؤمنين غير كذوب، فأردت أن احرض أصحابي عليهم كي لا يفشلوا ولكي يطمعوا فيهم، فافهم فانك تنتفع بها بعد اليوم إن شاء الله، واعلم أن الله عزّ وجلّ قال لموسى (عليه السلام) حيث أرسله إلى فرعون فأتياه (قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) (1) وقد علم أنه لا يتذكر ولا يخشى، ولكن ليكون ذلك أحرص لموسى على الذهاب.