الحسن بن محمد الطوسي في (الأمالي) قال: روي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) خرج ذات ليلة من المسجد ـ وكانت ليلة قمراء ـ فامّ الجّبانة (1)، ولحقه جماعة يقفون أثره فوقف عليهم، ثم قال: من أنتم؟ قالوا: شيعتك يا أمير المؤمنين، فتفرس في وجوهم، ثم قال: فمالي لا أرى عليكم سيماء الشيعة؟! قالوا: وما سيماء الشيعة يا أمير المؤمنين؟! قال: صفر الوجوه من السهر، عمش (2) العيون من البكاء، حدب الظهور من القيام، خمص البطون من الصيام، ذبل الشفاه من الدعاء، عليهم غبرة الخاشعين.
المصادر
أمالي الطوسي 1: 219.
الهوامش
1- في المصدر: فأتى الجبّانة، والجبانة بالتشديد: الصحراء وتسمى بها المقابر لأنها تكون فيالصحراء تسمية للشيء بموضعه (لسان العرب 13: 85).
2- العمش: أن لا تزال العين تسيل الدمع ولا يكاد الأعمش يبصر بها... (لسان العرب 6: 320).