وعنه، عن ابن جمهور، عن أبيه رفعه، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) كثيرا ما يقول: اعلموا علما يقينا أن الله جل وعز لم يجعل للعبد وإن اشتد جهده، وعظمت حيلته، وكثرت مكائده (1)، ان يسبق ما سمى له في الذكر الحكيم، ولم يخل (2) من العبد في ضعفه وقلة حيلته أن يبلغ ما سمى له في الذكر الحكيم. أيها الناس إنه لن يزداد امرؤ نقيرا بحذقه، ولن (3) ينقص امرؤ نقيرا لحمقه، فالعالم بهذا العامل به أعظم الناس راحة في منفعته، والعالم لهذا التارك له أعظم الناس شغلا في مضرته، ورب منعم عليه مستدرج بالاحسان إليه، ورب مغرور في الناس مصنوع له، فابق (4) أيها الساعي عن سعيك، وقصر من عجلتك، وانتبه من سنة غفلتك، وتفكر فيما جاء عن الله عزّوجلّ على لسان نبيه (صلّى الله عليه وآله)، واحتفظوا بهذه الحروف السبعة فإنها من قول أهل الحجى، ومن عزائم الله في الذكر الحكيم أنه ليس لاحد أن يلقى الله بخلة من هذه الخلال: الشرك بالله فيما افترض عليه، أو إشفاء غيظه بهلاك نفسه، أو إقرار بأمر يفعل غيره، أو يستنجح إلى مخلوق بإظهار بدعة في دينه، أو يسره أن يحمده الناس بما لم يفعل، والمتجبر المختال وصاحب الاُبهة والزهو. أيها الناس إن السباع همتها التعدي، وإن البهائم همتها بطونها، وإن النساء همتهن الرجال، وإن المؤمنين مشفقون خائفون وجلون، جعلنا الله وإياكم منهم. ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب نحوه (5).
المصادر
الكافي 5: 81 | 9.
الهوامش
1- في المصدر: مكابدته.
2- في المصدر: يحل.
3- في نسخة: ولم (هامش المخطوط) وكذلك الكافي.
4- في نسخة: فاتق الله (هامش المخطوط)، وفي الكافي: فأفق.