الحديث
المسار الصفحة الرئيسة » الحديث » وعن الحسين بن إبراهيم بن تاتانة عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن أبي الصلت الهروي قال إن المأمون قال …

 الرقم: 22349  المشاهدات: 2054
قائمة المحتويات وعن الحسين بن إبراهيم بن تاتانة الحسين بن إبراهيم بن ناتانه...">(1)، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي الصلت الهروي قال: إن المأمون قال للرضا (عليه السلام): يا ابن رسول الله قد عرفت فضلك وعلمك وزهدك وورعك وعبادتك، وأراك أحق بالخلافة مني، فقال الرضا (عليه السلام): بالعبودية لله عزّوجلّ أفتخر، وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شر الدنيا، وبالورع عن المحارم ارجو الفوز بالمغانم، وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله عزّوجلّ.
فقال له المأمون: فإني قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة وأجعلها لك وأبايعك، فقال له الرضا (عليه السلام): إن كانت هذه الخلافة لك وجعلها الله لك فلا يجوز أن تخلع لباسا ألبسك الله، وتجعله لغيرك، وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك.
فقال له المأمون: يا ابن رسول الله لا بد لك من قبول هذا الامر، فقال: لست أفعل ذلك طائعا أبدا، فما زال يجهد به أياما حتى يئس من قبوله، فقال له: إن لم تقبل الخلافة ولم تحب مبايعتي لك فكن ولي عهدي لتكون لك الخلافة بعدي، فقال الرضا (عليه السلام): والله لقد حدثني أبي، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أني أخرج من الدنيا قبلك مقتولا بالسم مظلوما، تبكي عليّ ملائكة السماء والارض، وأدفن في أرض غربة إلى جنب هارون الرشيد، فبكى المأمون وقال له: يا ابن رسول الله ومن الذي يقتلك أو يقدر على الاساءة إليك وأنا حي؟ فقال الرضا (عليه السلام): أما إني لو أشاء أن أقول من الذي يقتلني لقلت، فقال المامون يا ابن رسول الله إنما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك ودفع هذا الامر عنك، ليقول الناس: إنك زاهد في الدنيا، فقال له الرضا (عليه السلام): والله ما كذبت منذ خلقني الله عزّوجلّ، وما زهدت في الدنيا للدنيا، وإني لاعلم ما تريد، فقال المأمون: وما أريد؟ قال: الامان على الصدق، قال: لك الامان قال: تريد ان يقول الناس: إن علي بن موسى الرضا لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه، أما ترون كيف قبل ولاية العهد طمعا في الخلافة؟ قال: فغضب المأمون، ثم قال: انك تتلقاني أبدا بما اكرهه، وقد أمنت سطوتي، فبالله اقسم لئن قبلت ولاية العهد وإلا أجبرتك على ذلك، فإن فعلت وإلا ضربت عنقك.
فقال الرضا (عليه السلام): قد نهاني الله أن ألقي بيدي إلى التهلكة، فإن كان الامر على هذا فافعل ما بدا لك، وإنا أقبل ذلك على أن لا أولي أحدا، ولا أعزل احدا، ولا أنقض رسما ولا سنة، وأكون في الامر من بعيد مشيرا، فرضي بذلك منه وجعله ولي عهده على كراهية منه (عليه السلام) لذلك.
وفي كتاب (المجالس) بهذا السند مثله أمالي الصدوق: 65 | 3.">(2)، وكذا الذي قبله.

المصادر

علل الشرائع: 237 | 1، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 139 | 3.

الهوامش

1- في العلل: الحسين بن إبراهيم بن ناتانه...
2- أمالي الصدوق: 65 | 3.



الفهرسة