محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعن عليّ بن ابراهيم، عن أبيه جميعاً، عن ابن محبوب، عن (أبي جعفر الاحول)(1)، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عزّ وجلّ: (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما) (2) قال: فقال: إن الله عزّ وجلّ لما قال لآدم: ادخل الجنة، قال له: يا آدم لا تقرب هذه الشجرة، قال: وأراه إياها، قال آدم لربه: كيف أقربها وقد نهيتني عنها أنا وزوجتي؟ قال: فقال لهما: لا تقرباها، يعني: لا تأكلا منها، فقال آدم وزوجته: نعم يا ربنا لا نقربها، ولا نأكل منها، ولم يستثنيا في قولهما: نعم، فوكلهما الله في ذلك إلى أنفسهما وإلى ذكرهما، قال: وقد قال الله عزّ وجلّ لنبيه (صلى الله عليه وآله) في الكتاب: (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله) (3) أن لا أفعله فتسبق مشية الله فيّ، إلا افعله فلا أقدر على أن لا (4) أفعله، قال: فلذلك قال الله عزّ وجلّ: (واذكر ربك إذا نسيت) (5) أي استثن مشية الله في فعلك (6).
المصادر
الكافي 7: 447 | 2.
الهوامش
1- في المصدر: أبي جعفر الاحوال.
2- طه 20: 115.
3- الكهف 18: 23 و 24.
4- كلمة (لا) لم ترد في المصدر وشطب عليها في المصححة الثانية إلا أن المصنف أضافها في المسودة الثانية.
5- الكهف 18: 24.
6- ورد في عدة أحاديث ما يدل على أن النسيان في هذه الآية بمعنى الترك، وهو موافق لنص علماء اللغة، على انه أحد معاني النسيان، ويظهر من أحاديث الباب الآتي أن قوله: (واذكر ربك إذا نسيت) خطاب عام متوجه الى الرسول (عليه السلام)، فلا دلالة فيها على جواز النسيان على المعصوم، وقد حققنا ذلك في رسالة مفردة بما لا مزيد عليه. (منه قده).