وعن أبيه، ومحمد بن الحسن، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن شبيب بن أنس (1)، عن بعض أصحاب أبي عبدالله (عليه السلام) ـ في حديث ـ: إن أبا عبدالله (عليه السلام) قال لأبي حنيفة: أنت فقيه العراق؟ قال: نعم، قال: فبم تفتيهم؟ قال: بكتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله)، قال: يا أبا حنيفة! تعرف كتاب الله حق معرفته؟ وتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال: نعم، قال: يا أبا حنيفة! لقد ادعيت علماً، ويلك ماجعل الله ذلك إلا عند أهل الكتاب الذين أنزل عليهم، ويلك ولا هو إلا عند الخاص من ذرية نبينا محمد (صلى الله عليه وآله)، وما ورثك الله من كتابه حرفا ـ وذكر الاحتجاج عليه إلى أن قال: ـ يا أبا حنيفة! إذا ورد عليك شيء ليس في كتاب الله، ولم تأت به الآثار والسنة كيف تصنع؟ فقال: أصلحك الله أقيس وأعمل فيه برأيي، فقال: يا أبا حنيفة! إن أول من قاس إبليس الملعون، قاس على ربنا تبارك وتعالى، فقال: (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) (2) قال: فسكت أبو حنيفة، فقال: يا أبا حنيفة! أيما أرجس؟ البول، أو الجنابة؟ فقال: البول، فقال: فما بال الناس يغتسلون من الجنابة، ولا يغتسلون من البول؟ فسكت، فقال: يا أبا حنيفة أيما أفضل؟ الصلاة، أم الصوم؟ قال: الصلاة، قال: فما بال الحائض تقضي صومها، ولا تقضي صلاتها؟ فسكت.