وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبدالله بن عثمان، عن رجل عن أبي عبدالله (عليه السلام) أن رجلا أقبل على عهد علي (عليه السلام) من الجبل حاجا، ومعه غلام له، فأذنب، فضربه مولاه، فقال: ما أنت مولاي بل أنا مولاك، فما زال ذا يتوعد ذا، وذا يتوعد ذا ويقول: كما أنت حتى نأتي الكوفة يا عدو الله فأذهب بك إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلما أتيا الكوفة، أتيا أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال الذي ضرب الغلام: أصلحك الله هذا غلام لي وأنه أذنب، فضربته، فوثب عليَّ، وقال الاخر: هو والله غلام لي ان أبي أرسلني معه ليعلمني وأنه وثب عليَّ يدعيني ليذهب بمالي، قال: فأخذ هذا يحلف وهذا يحلف، وهذا يكذب هذا وهذا يكذب هذا، فقال: انطلقا فتصادقا في ليلتكما هذه ولا تجيئاني إلا بحق، قال: فلما أصبح أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لقنبر: اثقب في الحائط ثقبين ـ وكان إذا أصبح عقب حتى تصير الشمس على رمح يسبّح ـ فجاء الرجلان واجتمع الناس، وقالوا: قد ورد عليه قضية ما ورد عليه مثلها لا يخرج منها، فقال لهما: ما تقولان؟ فحلف هذا أن هذا عبده، وحلف هذا أن هذا عبده، فقال لهما: قوما فاني لست أراكما تصدقان، ثم قال لاحدهما: ادخل رأسك في هذا الثقب، ثم قال للاخر: ادخل رأسك في هذا الثقب، ثم قال: يا قنبر علي بسيف رسول الله (صلى الله عليه وآله) عجل اضرب رقبة العبد منهما، قال: فأخرج الغلام رأسه مبادرا، فقال علي (عليه السلام) للغلام: ألست تزعم أنك لست بعبد، ومكث الاخر في الثقب، قال: بلى إنه ضربني وتعدى عليَّ، قال: فتوثق له أمير المؤمنين (عليه السلام)، ودفعه إليه. ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن إبراهيم نحوه (1).