محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب (عن مالك بن عطية)(1)، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: بينما أميرالمؤمنين (عليه السلام) في ملاء من أصحابه، إذ أتاه رجل فقال: يا أميرالمؤمنين (عليه السلام) إني أوقبت على غلام فطهرني، فقال له: يا هذا امض إلى منزلك لعل مرارا (2) هاج بك، فلما كان من غد عاد إليه، فقال له: يا أميرالمؤمنين إني أوقبت على غلام فطهّرني، فقال له: اذهب إلى منزلك لعل مرارا هاج بك، حتى فعل ذلك ثلاثا بعد مرته الاولى، فلما كان في الرابعة قال له: يا هذا إن رسول الله (صلى اله عليه وآله) حكم في مثلك بثلاثة أحكام فاختر أيّهنَّ شئت، قال: وما هن يا أميرالمؤمنين؟ قال: ضربة بالسيف في عنقك بالغة ما بلغت، أو إهداب (3) من جبل مشدود اليدين والرجلين، أو إحراق بالنار، قال: يا أميرالمؤمنين أيهن أشد عليّ؟ قال: الاحراق بالنار، قال: فاني قد اخترتها يا أميرالمؤمنين، فقال: خذ لذلك اهبتك، فقال: نعم، قال (4): فصلى ركعتين، ثم جلس في تشهده، فقال: اللهم إني قد أتيت من الذنب ما قد علمته، وإني تخوفت من ذلك فأتيت إلى وصي رسولك وابن عم نبيك فسألته أن يطهرني، فخيرني ثلاثة أصناف من العذاب، اللهم فاني اخترت أشدهن، اللهم فاني أسألك أن تجعل ذلك كفارة لذنوبي، وأن لا تحرقني بنارك في آخرتي، ثم قام ـ وهو باك ـ حتى دخل الحفيرة التي حفرها له أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يرى النار تتأجج حوله، قال: فبكى أمير المؤمنين (عليه السلام) وبكى أصحابه جميعا، فقال له أميرالمؤمنين (عليه السلام): قم يا هذا فقد أبكيت ملائكة السماء وملائكة الارض، فان الله قد تاب عليك، فقم ولا تعاودن شيئا ممافعلت. ورواه الشيخ بإسناده عن علي ابن إبراهيم (5).
المصادر
الكافي 7: 201 | 1، أورد قطعة منه في الحديث 1 من الباب 3 من هذه الأبواب.
الهوامش
1- ليس في نسخة من التهذيب (هامش المخطوط).
2- المرار: مزاج من امزجة البدن. (مجمع البحرين ـ مرر ـ 3: 481).
3- في نسخة: اهدار (هامش الخطوط)، وفي المصدر: إهداء.