قال الشيخ (684): " محمد بن أبي عبد الله، له كتاب، رويناه بهذا الاسناد، عن حميد، عن أبي إسحاق إبراهيم بن سليمان بن حيان الخزاز، عنه ". وأراد بهذا الاسناد جماعة، عن أبي المفضل، عن حميد. روى عن عيسى بن عبد الله بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام، وروى عنه محمد بن الحسين بن أبي الخطاب. ذكره الصدوق في المشيخة، في طريقه إلى عيسى بن عبد الله الهاشمي. أقول: احتمل السيد التفريشي، اتحاده مع محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي الآتي، فإنه يقال له محمد بن أبي عبد الله، كما ذكره النجاشي. ونفى البعد عن الاتحاد الميرزا في الوسيط، واستظهره في رجاله الكبير. ولكن الصحيح عدم الاتحاد، فإنه يدل عليه - مضافا إلى أن الشيخ عنون كلا منهما مستقلا وهو امارة التعدد -: أن الاتحاد في نفسه غير ممكن، وذلك، فإن الصدوق - قدس سره - يروي عن محمد بن جعفر الأسدي بواسطة واحدة في غير مورد، وهو يروي، عن محمد بن عثمان العمري. الفقيه: الجزء 1، باب قضاء صلاة الليل، الحديث 1431. ومعه كيف يمكن اتحاده مع من يروي عنه حميد وهو شيخ الكليني بواسطة واحدة. بل إن الكليني روى عن محمد بن جعفر الأسدي، بلا واسطة. الكافي: الجزء 1، باب حدوث العالم 1، الحديث 3، فكيف يمكن اتحاده مع من يروي عنه شيخه بواسطة واحدة. وأوضح من جميع ذلك: أن راوي كتاب محمد بن جعفر الأسدي هو هارون ابن موسى التلعكبري، على ما ستعرف عن الشيخ، وهو توفي سنة (385)، فكيف يمكن أن يروي عمن يروي عنه حميد المتوفى سنة (310) بواسطة واحدة. وعلى الجملة احتمال الاتحاد ساقط جزما. بقي هنا شئ، وهو أن العلامة قد صحح طريق الصدوق إلى عيسى بن عبد الله الهاشمي، وفيه: محمد بن أبي عبد الله، على ما عرفت، ولا نعرف له وجها غير البناء على أصالة العدالة التي استظهرناها من العلامة (قده). أو لما في بعض النسخ من محمد بن عبد الله وهو ابن زرارة الراوي لكتاب عيسى. وكيف كان فطريق الشيخ إليه ضعيف بأبي المفضل.