قال النجاشي: " محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، يلقب ديباجة، له نسخة يرويها عن أبيه. أخبرنا القاضي أبو الحسين، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي، قال: حدثنا أحمد بن الوليد بن برد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن آبائه ". وقال الشيخ في رجاله، في باب أصحاب الصادق عليه السلام (3): " محمد ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام المدني، ولده عليه السلام، أسند عنه، يلقب بديباجة ". وذكر السيد المهنا، في عمدة الطالب، المقصد الأول من الفصل الثاني في ذكر عقب محمد الباقر: أنه يلقب بالمأمون. وعده ابن داود في القسم الأول (1313)، قائلا: (لم - جش) له نسخة. وقال الشيخ المفيد - قدس سره - " وكان محمد بن جعفر سخيا شجاعا، وكان يصوم يوما ويفطر يوما، ويرى رأي الزيدية في الخروج بالسيف، وروى عن زوجته خديجة بنت عبد الله بن الحسين أنها قالت: ما خرج من عندنا محمد يوما قط في ثوب فرجع حتى يكسوه، وكان يذبح كل يوم كبشا لأضيافه، وخرج على المأمون في سنة تسع وتسعين ومائة بمكة، واتبعته الزيدية الجارودية، فخرج لقتاله عيسى الجلودي ففرق جمعه، وأخذه وأنفذه إلى المأمون، فلما وصل إليه أكرمه المأمون وأدنى مجلسه منه ووصله وأحسن جائزته، فكان مقيما معه بخراسان يركب إليه في موكب من بني عمه، وكان المأمون يتحمل منه ما لا يتحمله السلطان من رعيته (إلى أن قال) وتوفي محمد بن جعفر بخراسان مع المأمون، فركب المأمون ليشهده، فلقيهم وقد خرجوا به، فلما نظر إلى السرير، نزل فترجل ومشى حتى دخل بين العمودين، فلم يزل بينهما حتى وضع، فتقدم وصلى عليه، ثم حمله حتى بلغ به القبر، ثم دخل قبره فلم يزل فيه حتى بني عليه، ثم خرج فقام على القبر حتى دفن، فقال له عبيد الله بن الحسين، ودعا له: يا أمير المؤمنين، إنك قد تعبت اليوم فلو ركبت، فقال المأمون: إن هذه رحم قطعت من مائتي سنة " (إنتهى). الارشاد، في ذكر أولاد أبي عبد الله عليه السلام، وعددهم وأسمائهم، وطرف من أخبارهم. وذكر فيه أن المأمون التزم بقضاء دينه، وكناه بأبي جعفر. وتقدم في ترجمة الحسن بن القاسم، أن الرضا عليه السلام كان قد أبطأ على عمه محمد هذا، فلم يحضره عند موته. أقول: يظهر من إبطائه عليه السلام على عمه محمد، أنه لم يكن مرضيا عنده وموردا لعطفه ورأفته، ويدل على ذمه أيضا، عدة من الروايات. منها: ما رواه الصدوق، عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عمير بن يزيد (عمر بن زياد)، قال: كنت عند أبي الحسن الرضا عليه السلام، فذكر محمد بن جعفر بن محمد عليهما السلام، فقال: إني جعلت على نفسي أن لا يظلني وإياه سقف بيت، فقلت في نفسي هذا يأمرنا بالبر والصلة، ويقول هذا لعمه، فنظر إلى، فقال: هذا من البر والصلة، إنه متى يأتيني ويدخل علي فيقول في يصدقه الناس، وإذا لم يدخل علي ولم أدخل عليه لم يقبل قوله إذا قال. وروي عن علي بن عبد الله الوراق، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال، حدثني إسحاق بن موسى، قال: لما خرج عمي محمد بن جعفر بمكة ودعا إلى نفسه، ودعي بأمير المؤمنين، وبويع له بالخلافة، ودخل عليه الرضا عليه السلام وأنا معه، فقال له: يا عم، لا تكذب أباك ولا أخاك، فإن هذا أمر لا يتم، (الحديث). العيون: الجزء 2، باب دلالات الرضا عليه السلام 47، الحديث 1 و 8. وروى أيضا، عن أبي العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه، قال: حدثنا الحسن بن إسماعيل، قال: حدثنا سعيد بن محمد (بن) القطان، قال: حدثنا عبد الله بن موسى الرواياني أبو نزار، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن جعفر، عن أبيه، عن جده، ان محمد بن علي باقر العلم عليهما السلام، جمع ولده وفيهم عمهم زيد بن علي، ثم أخرج كتابا إليهم بخط علي عليه السلام، وإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله مكتوب فيه: هذا كتاب من الله العزيز الحكيم العليم، حديث اللوح إلى الموضع الذي يقول فيه، أولئك هم المهتدون (حديث اللوح تقدم قبل ذلك بقليل، وفيه أسماء الأئمة عليهم السلام) ثم قال في آخره: قال عبد العظيم، العجب كل العجب لمحمد بن جعفر وخروجه إذ سمع أباه عليه السلام يقول هكذا ويحكيه. كمال الدين: الجزء 1، الباب 28، في ذكر النصوص على القائم عليه السلام، في اللوح، الحديث 3. ورواه في العيون: الجزء 1، باب النصوص على الرضا عليه السلام بالإمامة في جملة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام 6، الحديث 4، وفيه (أبو تراب) بدل (أبو نزار). ومنها: ما رواه عن الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب (رضي الله عنه)، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن موسى بن القاسم البجلي، عن علي بن جعفر، قال: جاءني محمد بن إسماعيل ابن جعفر بن محمد، وذكر لي أن محمد بن جعفر دخل على هارون الرشيد، فسلم عليه بالخلافة، ثم قال له: ما ظننت أن في الأرض خليفتين، حتى رأيت أخي موسى بن جعفر يسلم عليه بالخلافة. (الحديث). العيون: الجزء 1، باب جمل من أخبار موسى بن جعفر عليهما السلام مع هارون الرشيد 7، الحديث 2. ويؤكد ذلك، ما ذكره علي بن عيسى الأربلي، عن الآبي في كتابه نصر الدر، قال: ومات (موسى بن جعفر عليهما السلام) في حبس الرشيد، وقيل سعى به جماعة من أهل بيته منهم: محمد بن جعفر بن محمد، أخوه، ومحمد بن إسماعيل ابن جعفر - ابن أخيه - والله أعلم. كشف الغمة: الجزء 3، (باب ذكر السبب في وفاته). فمن العجب بعد ذلك، عد ابن داود إياه في القسم الأول (1313) كما مر، فإنه لم يثبت إيمان هذا الرجل، فضلا عن وثاقته، ولم يرد فيه مدح غير ما ذكره المفيد - قدس سره - من أنه كان سخيا شجاعا، ولا أثر لهذا المدح فيما نحن بصدده، وأما ما رواه الصدوق - قدس سره - بإسناده عن الحسن بن محمد النوفلي، في حديث طويل ذكر في آخر الحديث، أن محمد بن جعفر بعثه (الحسن ابن محمد النوفلي) إلى علي بن موسى الرضا عليه السلام، وقال: قل له إن عمك قد كره هذا الباب، وأحب أن تمسك عن هذه الأشياء (المناظرة مع أصحاب المقالات) لخصال شتى، قال الحسن: فلما انقلبت إلى منزل الرضا عليه السلام أخبرته بما كان من عمه محمد بن جعفر فتبسم عليه السلام، ثم قال: حفظ الله عمي، ما أعرفني به، لم كره ذلك. التوحيد: باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع أهل الأديان وأصحاب المقالات 65، الحديث 1، والعيون: الجزء 1، في (باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع أهل الأديان وأصحاب المقالات) 12، الحديث 1، فلا دلالة فيه على مدح يعتد به، غاية الامر، أنه أشفق على الرضا عليه السلام من مناظرته مع أصحاب المقالات، وكره ذلك لما ظن أن في هذا العمل مفسدة على الإمام عليه السلام، ولكنه سلام الله عليه نبه على جهل عمه بقوله: حفظ الله عمي ما أعرفني به، لم كره ذلك. على أن الرواية ضعيفة، ولا أقل من جهة الارسال. هذا كله، ويظهر مما رواه الشيخ بسند صحيح إلى علي بن جعفر، أن محمد ابن جعفر كان رجلا يعتنى بشأنه، فإنه قال: رأيت إخوتي موسى، وإسحاق، ومحمدا، بني جعفر عليه السلام يسلمون في الصلاة عن اليمين والشمال، السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله. التهذيب: الجزء 2، باب كيفية الصلاة من الزيادات، الحديث 1296.