محمد بن الحسن بن دريد
المسار الصفحة الرئيسة » الرجال » محمد بن الحسن بن دريد

 البحث  الرقم: 10501  المشاهدات: 3111
قال الشيخ الحر في تذكرة المتبحرين (759): " الشيخ أبو بكر محمد بن
الحسن بن دريد الأزدي: عالم، فاضل، أديب، شاعر، نحوي، لغوي، له كتب
ومؤلفات، منها: كتاب الجمهرة في اللغة كبير، وله ديوان شعر.
وقد عده ابن شهرآشوب من شعراء أهل البيت عليهم السلام
(المجاهرين).
ومن شعره قوله:
إذا زجرت لجوجا زدته علقا * ولجت النفس منه في تماديها
فعد عليه إذا ما نفسه جمحت * باللين منك فإن اللين تنبيها
وقوله:
أهوى النبي محمدا ووصيه * وابنيه وابنته البتول الطاهرة
أهل العباء فإنني بولائهم * أرجو السلامة والنجا في الآخرة
أرجو بذاك رضى المهيمن وحده * يوم الوقوف على ظهور الساحرة
وله مقاطيع محبوكة الطرفين، وقصيدة في المقصور والممدود، وله المقصورة
المشهورة، طويلة أكثر من مائتي بيت وفيها حكم وآداب لطيفة، منها:
إذا ذوي الغصن الرطيب فاعلما * أن قصاراه نفاد وتوى
رضيت قسرا وعلى القسر رضى * من كان ذا سخط على صرف القضا
إن الجديدين إذا ما استوليا * على جديد أدنياه للبلى
خير النفوس السائلات جهرة * على ظباة المرهفات والقنا
والحمد خير ما اتخذت جنة * وأنفس الاذخار من بعد التقى
والناس كالنبت فمنهم رائق * غض نضير عوده مرا الجنى
ومنه ما تقتحم العين فإن * ذقت جناه انساغ عذبا في اللها
والشيخ إن قومته من زيغه * لم يقم التثقيف منه ما التوى
كذلك الغصن يسير عطفه * لدنا شديد غمزه إذا عسا
من ظلم الناس تحاموا ظلمه * وعز فيهم جانباه واحتمى
لا ينفع اللب بلا جد ولا * يحطك الجهل إذا الجد علا
من لم يعظه الدهر لم ينفعه ما * راح به الواعظ يوما أو غدا
من لم تفده عبرا أيامه * كان العمى أولى به من الهدى
من لم يقف عند انتهاء قدره * تقاصرت عنه فسيحات الخطأ
والناس ألف منهم كواحد * وواحد كالألف إن أمر عنا
واللوم للحر مقيم رادع * والعبد لا يردعه إلا العصا
وقد ذكره عبد الرحمان بن محمد الأنباري، في كتاب طبقات الأدباء، فقال:
طلب علم النحو، وأخذ عن أبي حاتم السجستاني، وأبي الفضل الرياشي،
وعبد الرحمان ابن أخي الأصمعي، وكان من أكابر علماء العربية، مقدما على
اللغة، وأنساب العرب وأشعارهم، وأخذ عنه أبو سعيد السيرافي، وأبو عبد الله
المرزباني، وكان شاعرا كثيرا الشعر، فمن ذلك المقصورة المشهورة، ومنه أيضا
القصيدة المشهورة التي جمع فيها المقصور والممدود إلى غير ذلك.
وقال محمد بن رزق الأسدي: كان يقال: إن أبا بكر بن درين، أعلم
الشعراء، وأشعر العلماء، وله من الكتب: كتاب الجمهرة في اللغة، وكتاب
الاشتقاق، وكتاب الأنواء (وكتاب الخيل الكبير، وكتاب الخيل الصغير)، وكتاب
الملاحن، وكتاب أدب الكتاب، وكتاب المجتنى، وكتاب المقتنى، إلى غير ذلك...
وقال حمزة بن يوسف: سألت أبا الحسن الدارقطني، عن ابن دريد، فقال:
تكلموا فيه... وذكر ابن شاذان، أن ابن دريد مات سنة (321)، وذكر أنه مات
هو وأبو هاشم الجبائي، في يوم واحد، فقال الناس: مات علم اللغة والكلام،
بموت ابن دريد وأبي هاشم ورثاه جحظة. (إنتهى).
والظاهر، أنهم تكلموا فيه بالتشيع، والسيد المرتضى في الدرر والغرر كثيرا
ما يروي عن علي بن الحسين الكاتب، عن ابن دريد، وعن أبي عبد الله
المرزباني، عن ابن دريد، وهو محمد بن الحسن بن علي بن عبد الله بن سعيد بن
دريد.
وذكره القاضي نور الله في مجالس المؤمنين وأثنى عليه.
وقد ذكره ابن خلكان، وذكر نسبه إلى قحطان، وأثنى عليه، ونقل مدحه
عن المسعودي وغيره، وذكر أنه اعتنى بقصيدته المقصورة خلق كثير وشرحوها،
وذكر الكتب السابقة، وزاد عليها كتاب السرج واللجام، وكتاب المقتبس،
وكتاب زوار العرب، وكتاب اللغات، وكتاب السلاح، وكتاب غريب القرآن،
وكتاب الوشاح، قال: وله نظم رائق جدا.
قال: ومن مليح شعره قوله:
غراء لو جلت الخدود شعاعها * للشمس عند طلوعها لم تشرق
غصن على دعص تأود فوقه * قمر تألق تحت ليل مطبق
لو قيل للحسن احتكم لم يعدها * أو قيل خاطب غيرها لم ينطق
فكأنها من فرعها في مغرب * وكأنها من وجهها في مشرق
تبدو فيرمق بالعيون ضياؤها * الويل حل بمقلة لم تطبق ".


الفهرسة