قال الشيخ الحر في تذكرة المتبحرين (776): " أبو الفضل محمد بن الحسين ابن العميد: فاضل، عالم، جليل، شاعر، أديب، قرأ عنده الصاحب إسماعيل بن عباد، وذكر الشيخ في الفهرست أنه قرأ على أحمد بن إسماعيل بن سمكة القمي، وأنه كان من أهل الفضل، والأدب، والعلم، وأنه كان من أصحاب أحمد بن أبي عبد الله البرقي، وممن تأدب عليه، ومن شعره قوله: قامت تظللني من الشمس * نفس أعز علي من نفسي قامت تظللني ومن عجب * شمس تظللني من الشمس وقوله: آخ الرجال من الأباعد * والأقارب لا تقارب إن الأقارب كالعقارب * بل أضر من العقارب وقوله، وكتبه إلى من أهدى إليه مدادا: يا سيدي وعمادي * أمدتني بمداد كمسكنيك جميعا * من ناظري وفؤادي أو كالليالي اللواتي * رميننا بالبعاد وقد أثنى عليه ابن خلكان، والثعالبي، وغيرهما، ومدحه الصاحب بن عباد (كما مر)، ومدحه المتنبي وغيره، فمن قوله في مدحه: من مخبر الاعراب أني بعدهم * لاقيت رسطاليس والاسكندرا ورأيت كل الفاضلين كأنما * رد الاله زمانهم والأعصرا نسقوا لنا نسق الحساب مقدما * وأتى فذلك إذ أتيت مؤخرا ". أقول: قد اشتبه الامر على الشيخ الحر - قدس سره -، فإن النجاشي والشيخ ذكرا، أن محمد بن الحسين بن العميد، قرأ على أحمد بن إسماعيل بن عبد الله سمكة، وإسماعيل بن عبد الله هو من غلمان أحمد بن أبي عبد الله البرقي، وممن تأدب عليه، دون محمد بن الحسين بن العميد.