محمد بن الحسين بن موسى
المسار الصفحة الرئيسة » الرجال » محمد بن الحسين بن موسى

 البحث  الرقم: 10616  المشاهدات: 1074
قال النجاشي: " محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم
ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم
السلام: أبو الحسن الرضي، نقيب العلويين ببغداد، أخو المرتضى، كان شاعرا
مبرزا. له كتب منها: كتاب حقائق التنزيل، كتاب مجاز القرآن، كتاب خصائص
الأئمة، كتاب نهج البلاغة، كتاب الزيادات في شعر أبي تمام، كتاب تعليق خلاف
الفقهاء، كتاب مجازات الآثار النبوية، كتاب تعليقة في الايضاح لأبي علي، كتاب
الجيد من شعر ابن الحجاج، كتاب الزيادات في شعر ابن الحجاج، كتاب مختار
شعر أبي إسحاق الصابي، كتاب ما دار بينه وبين أبي إسحاق من الرسائل شعر،
توفي في السادس من المحرم سنة ست وأربعمائة ".
وقال ابن شهرآشوب في معالم العلماء (336): في باب الراء بعنوان الرضي
(الشريف الرضي الموسوي): " وهو أبو الحسن محمد بن الحسين، له كتاب نهج
البلاغة، حقاق التأويل، تلخيص البيان من مجازات القرآن، معاني القرآن يتعذر
وجود مثله، مجازات الآثار النبوية، خصائص الأئمة، ديوانه أربع
مجلدات ". (إنتهى).
وذكره السيد التفريشي في نقده (264) وقال: " أمره في الثقة والجلالة أشهر
من أن يذكر، وقال السيد المهنا في عمدة الطالب، عند ذكره في عقب الإمام موسى
بن جعفر: وأما محمد بن أبي أحمد الحسين بن موسى الأبرش، فهو الشريف
الاجل الملقب بالرضي ذو الحسبين، يكنى أبا الحسن نقيب النقباء، وهو ذو
الفضائل الشائعة، والمكارم الذائعة، كانت له هيبة وجلالة، وفيه ورع وعفة،
وتقشف ومراعاة للأهل والعشيرة، ولي نقابة الطالبيين مرارا، وكانت إليه إمارة
الحاج والمظالم، كان يتولى ذلك نيابة عن أبيه ذي المناقب، ثم تولى بعد وفاته
مستقلا، وحج بالناس مرات، وهو أول طالبي جعل عليه السواد، وكان أحد
علماء عصره، قرأ على أجلاء الأفاضل، وله من التصانيف: كتاب المتشابه في
القرآن، وكتاب مجازات الآثار النبوية، وكتاب نهج البلاغة، وكتاب تلخيص
البيان عن مجازات القرآن، وكتاب الخصائص، وكتاب سيرة والده الطاهر،
وكتاب انتخاب شعر ابن الحجاج، سماه الحسن من شعر الحسين، وكتاب أخبار
قضاة بغداد، وكتاب رسائله ثلاث مجلدات، وكتاب ديوان شعره، وهو مشهور،
قال الشيخ أبو الحسن العمري: شاهدت مجلدة من تفسير القرآن منسوبة
إليه، مليح، حسن يكون بالقياس في كبر تفسير أبي جعفر الطبري
أو أكبر، وشعره مشهور وهو أشعر قريش، وحسبك أن يكون أشعر قبيلة في أولها،
مثل الحارث بن الهشام، وهبيرة بن أبي وهب، وعمر بن أبي ربيعة، وأبي ذهيل،
ويزيد بن معاوية، وفي آخرها مثل محمد بن سالم الحسيني، وعلي بن محمد الحماني،
وابن طباطبا الأصبهاني، وعلي بن محمد صاحب الزنج عند من يصح نسبه، وإنما
كان أشعر قريش، لان المجيد منهم ليس بمكثر، والمكثر ليس بمجيد، والرضي
جميع بين الاكثار والإجادة ". (إنتهى).
وقال الشيخ الحر في تذكرة المتبحرين (769): " روى عنه الشيخ الطوسي،
وذكره الباخرزي في دمية القصر، وأثنى عليه، وكذا الثعالبي في يتيمة الدهر، وابن
أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، وغيرهم.
ومن شعره قوله من قصيدة:
كم مقام على الهوان وعندي * مقول صارم وأنف حمي
وإباء محلق بني عن الضيم * كما زاغ طائر وحشي
أي عذر إلى المجد إن ذل * غلام في غمده مشرفي
قد يذل العزيز ما لم يشمر * لانطلاق وقد يضام الابي
أرتضي بالأذى ولم يقف العزم * مضاء ولم تعز المطي
وقوله:
رمت المعالي فامتنعن ولم يزل * أبدا يمانع عاشق معشوق
فصبرت حتى نلتهن ولم أقل * أبدا دواء التارك التطليق
وقوله:
اشتر العز بما بيع * فما العز بغالي
بالقصار الصفر إن شئت * أو السمر الطوال
ليس بالمغبون عقلا * من شرى عزا بمال
إنما يدخر المال * لحاجات الرجال
والفتى من جعل * الأموال أثمان المعالي
وقوله:
حذفت فضول العيش حتى رددتها * إلى دون ما يرضى به المتعفف
وأملت أن أمضي خفيفا إلى العلى * إذا شئتم أن تلحقوا فتخففوا
وقوله:
لا تنكري حسن صبري * إن أوجع الدهر ضربا
فالعبد أصبر جسما * والحر أصبر قلبا
وقوله:
لا تحسبيه وإن أسأت به * يرضى الوشاة ويقبل العدلا
لو كنت أنت وأنت مهجته * واشي هواك إليه ما قيلا
وقوله:
ومن حذري لا أسأل الركب عنهم * وأعلاق وجدي باقيات كما هيا
ومن يسأل الركبان عن كل غائب * فلابد أن يلقى بشيرا وناعيا
وقوله:
يا قادحا بالزناد * قم فاقتدح بفؤادي
نار الغضا دون نار * القلوب والأكباد
وذكر ابن أبي الحديد، إنه كان عفيفا، شريف النفس، عالي الهمة، لم يقبل
من أحد صلة، ولا جائزة، حتى إنه رد صلات أبيه، وناهيك بذلك، وكانت نفسه
تنازعه إلى أمور عظيمة، يجيش بها صدره وينظمها في شعره، ولا يجد عليها من
الدهر مساعدا، فيذوب كمدا، ويفنى وجدا، حتى توفي ولم يبلغ غرضا. (إنتهى).
وذكر له أشعارا دالة على ذلك.
وقال ابن خلكان: وذكر أبو الفتح ابن جني، في بعض مجاميعه، أن الشريف
الرضي، أحضر إلى ابن السيرافي النحوي - وهو طفل جدا لم يبلغ عمره عشر
سنين - فلقنه النحو، وقعد معه يوما في الحلقة، فذاكره بشئ من الاعراب على
عادة التعليم، فقال: إذا قلنا (رأيت عمر) فما علامة النصب؟ فقال: بغض علي،
فتعجب السيرافي والحاضرون من حدة خاطره. توفي سنة (403)، فمما رثاه به
أخوه المرتضى أبيات منها:
يا للرجال لفجعة جذمت يدي * ووددتها ذهبت علي براسي
ما زلت أحذر وردها حتى أتت * فحسوتها في بعض ما أنا حاس
راديتها فلقيت منها صخرة * صماء من جبل أشم رأس
ومنعتها دمعي فلما لم تجد * دمعا تحدر أوقدت أنفاسي
ومصيبة ولجت على سرج الهدى * آل النبي حفائر الأرماس
ثلموا بها بعد التمام كأنما * ثلموا بجدع الانف يوم عطاس ".


الفهرسة