محمد بن علي بن أحمد الحرفوشي
المسار الصفحة الرئيسة » الرجال » محمد بن علي بن أحمد الحرفوشي

 البحث  الرقم: 11299  المشاهدات: 881
قال الشيخ الحر في أمل الآمل (167): " الشيخ محمد بن علي بن أحمد
الحرفوشي الحريري العاملي الكركي الشامي: كان عالما، فاضلا، أديبا، ماهرا،
محققا، مدققا، شاعرا، منشئا، حافظا، أعرف أهل عصره بعلوم العربية، قرأ على
السيد نور الدين علي بن علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي في مكة (جملة من
كتب الفقه والحديث، وقرأ على جماعة من فضلاء عصره من) الخاصة والعامة.
له كتب كثيرة الفوائد، منها: كتاب اللآلي السنية في شرح الأجرومية،
مجلدان، وكتاب مختلف النجاة لم يتم، وشرح الزبدة، وشرح التهذيب في النحو،
وشرح الصمدية في النحو، وشرح القطر للفاكهي، وشرح شرح الكافجي على
قواعد الاعراب، وكتاب طرائف النظام ولطائف الانسجام في محاسن الاشعار،
وشرح قواعد الشهيد، ورسالة الخال، وديوان شعره، ورسائل متعددة.
رأيته في بلادنا مدة (ثم سافر إلى أصفهان).
ولما توفي رثيته بقصيدة طويلة، منها:
أقم مأتما للمجد قد ذهب المجد * وجد بقلب السود والحزن والوجد
وبانت عن الدنيا المحاسن كلها * وحال بها لون الضحى فهو مسود
وسائلة ما الخطب راعك وقعه * وكادت لها الشم الشوامخ تنهد
وما للبحار الزاخرات تلاطمت * وأمواجها أيد وساحلها خد
فقلت نعى الناعي إلينا محمدا * فذاب أسى من نعيه الحجر الصلد
مضى فائق الأوصاف مكتمل العلى * ومن هو في طرق السرى العلم الفرد
فكم قلم ملقى من الحزن صامت * فما عنده للسائلين له رد
(وطالب علم كان مغتبطا به * كمغتنم للوصل فاجأه الصد)
لقد أظلمت طرق المباحث بعده * وكان كبدر التم قارنه السعد
فأهل المعالي يلطمون خدودهم * وقد قل في ذا الرزء أن يلطم الخد
لرزء الحريري استبان على العلى * أسى لم يكن لولا المصاب به يبدو
وقد ذكره السيد علي بن ميرزا أحمد، في كتاب سلافة العصر، فقال فيه:
منار العلم السامي، وملتزم كعبة الفضل وركنها الشامي، ومشكاة الفضائل
ومصباحها، المنير به مساؤها وصباحها، خاتمة أئمة العربية شرقا وغربا، والمرهف
من كمام الكلام شبا وغربا، أماط عن المشكلات نقابها، وذلل صعابها، وملك
رقابها... وألف بتأليفه شتات الفنون، وصنف بتصانيفه الدر المكنون... ومدحه
بفقرات كثيرة، وذكر أنه توفي في (شهر ربيع الثاني) سنة (1059)، ونقل جملة
من مؤلفاته السابقة، ونقل كثيرا من شعره، ومنه قوله من قصيدة:
خليلي عرج على رامة * لأنظر سلعا وتلك الديارا
وعج بي على ربع من قد نأى * لأسكب فيه الدموع الغزارا
فهل ناشد لي وادي العقيق * عن القلب إني عدمت القرارا
وقوله:
أنا مذ قيل لي بأنك تشكو * ضر حماك زاد بي التبريح
أنت روحي وكيف يبقى سليما * جسد لم تصح فيه الروح
وقوله في الخال:
وشحرور ذاك الخال لم يجف * روضة المحيا ومن عنها يميل إلى الهجر
ولكنه خاف اقتناص جوارح * اللحاظ فوافى عائذا بحمى الثغر
وقوله في الشيخ محمد الجواد الكاظمي:
جرى في حلبة العلياء شوطا * بسعي ما عدا سنن السداد
ففاق السابقين إلى المعالي * وما هذا ببدع من جواد
ومن شعره قوله:
لا بدع أن أضحى الجهول يزدري * مكانتي ويدعي الترفعا
فالشمس أعلى رفعة وقد غدا * من فوقها كيوان أعلى مطلعا
وقوله:
عش بالجهالة فالجهول * له المقام الفاخر
وأخو الفطانة والنباهة * منه كل ساخر
هذا اقتضاه زماننا * ولكل شئ آخر
وقوله:
يروم ولاة الجور نصرا على العدى * وهيهات يلقى النصر غير مصيب
وكيف يروم النصر من كان خلفه * سهام دعاء عن قسي قلوب
وقوله:
بروحي خالا قد تأرج نصره * وضاع فهام القلب فيه غراما
سعى لائذا بالثغر من نار خده * فمن شام أقامته أومض قاما (كذا)
وقوله:
في وجه من أهواه كنز محاسن * فيه لباغيه النفيس الفائق
في الثغر در والعذار زمرد * والخد تبر والشفاه شقائق
وقوله:
في الوجه إن فكرت روض ملاحة * أضحت تدل على هواه الأنفس
فالخد ورد والعذار بنفسج * والصدغ آس واللواحظ نرجس
وقد كتبت هذه الأبيات من خطه ".


الفهرسة