محمد بن علي بن محمد بن الحسين
المسار الصفحة الرئيسة » الرجال » محمد بن علي بن محمد بن الحسين

 البحث  الرقم: 11367  المشاهدات: 643
قال الشيخ الحر في أمل الآمل (175): " الشيخ الجليل، محمد بن علي بن
محمد بن الحسين الحر العاملي، المشغري، الجبعي، عم مؤلف هذا الكتاب، كان
فاضلا، عالما، ماهرا، محققا، حافظا، جامعا، عابدا، شاعرا، منشئا، أديبا، ثقة،
قرأت عليه جملة من الكتب العربية والفقه وغيرهما، توفي سنة (1081).
له رسالة في ذكر ما اتفق له في أسفاره سماها الرحلة، وله حواش وفوائد
كثيرة، وله ديوان شعر جيد، ما رأيت فيه بيتا رديئا، وأمه بنت الشيخ حسن بن
الشهيد الثاني، وله قصائد في مدح النبي صلى الله عليه وآله، والأئمة عليهم
السلام.
وقد ذكره السيد علي بن ميرزا أحمد، في سلافة العصر في محاسن أعيان
العصر، فقال فيه: حر، رقيق الشعر، عتيق سلافة الأدب، ينتدب له عصي الكلام
إذا دعاه وندب، له شعر يستلب نهي العقول بسحره، ويحل من البيان بين سحره
ونحره، فهو أرق من خصر هيفاء مجدولة وأدق، وأصفى من صهباء يشعشعها
أغن ذو مقلة مكحولة الحدق، فمنه قوله وأجاد في التورية بلقبه ما شاء:
قلت لما لحيت في هجو دهر * بذل الجهد في احتفاظ الجهول
كيف لا أشتكي صروف زمان * ترك الحر في زوايا الخمول
وقوله:
يراكم بعين الشوق قلبي على النوى * فيحسده طرفي فتنهل أدمعي
ويحسد قلبي مسمعي عند ذكركم * فتذكو حرارات الجوى بين أضلعي
وقوله:
وكم غلت الأحشاء مني حرارة * من الدهر لافات الردى هامة الدهر
تقدمني بالمال قوم أجلهم * لدي مقاما قدر فاضلة الظفر
وقوله:
يا دهر كم تحتسي منك الورى غصصا * وكم تراعي لأهل اللوم من ذمم
بحكمة الله لكن الطباع ترى * في رفعة النذل صدعا غير ملتئم
إنتهى ما نقله من سلافة العصر.
ولقد قصر في مدح هذا الشيخ، حيث وصفه بالشعر والأدب، ولم يذكر جمعه
لجميع المحاسن والفضائل والعلوم، وعذره أنه لم يطلع على أحواله، وقد كنت
مدحته بقصيدة، ورثيته بأخرى، ذهبا فيما ذهب من شعري، وكتبت إليه مرة
هذين البيتين:
أنت فخر لولدك الغر في يو * م فخار بل أنت فخر أبيكا
وكما لي فخر بأنك عمي * لك فخر بأني ابن أخيكا
ومن شعره أيضا، قوله من أبيات وفيه استخدامات خمسة:
ما رنحت صادحات الأيك في الشجر * إلا وناحت لنوحي أنجم السحر
يا ساكني ألبان أزرت منكم مرحا * تلك القدود على أغصانه النضر
وحقكم ما جرى ذكر العقيق ضحى * إلا وأسبلته في الخد كالمطر
ولا ذكرت الغضا إلا وأججه * بين الضلوع لكم مور من الفكر
أفنيتم العين سقما عندما حرمت * إليكم بالنوى رغما من النظر
تروي الغزالة عنكم في الجمال كما * سلبتم النفر عنها حكم مقتدر
وقوله:
تنبه فأوقات الصبى عمر ساعة * وعما قليل سوف تسلبها قسرا
وما المرء إلا ضيف طيف لأهله * يقيم قليلا ثم يغدو لهم ذكرا
وإن بني الدنيا وإن طال مكثهم * بها أو علوا فوق هام السهى قدرا
كركب أناخوا مستظلين برهة * وحثوا المطايا نحو منزلة أخرى
وقوله:
إن كان حبي للوصي ورهطه * رفضا كما زعم الجهول الخائض
فالله والروح الأمين وأحمد * وجميع أملاك السماء روافض
وقوله:
يا عترة المختار حبكم * مازجه الباطن والظاهر
تالله لا يطوي على حبكم * إلا فؤاد طيب طاهر
ولا يناويكم سوى فاجر * ضمته في أرحامها عاهر
فمنكم يمتاز أصل الورى * ويستبين البر والفاجر
وقوله:
إلهي شاب في التفريط رأسي * وأوهنت الذنوب العظم مني
فجد يا رب وارحم ضعف حالي * ووفقني لما يرضيك عني
وقوله:
أين الأولى نامت عيونهم * عني وعيني شغفها السهر
طالت ثواهم فاستشاط لها * في القلب نار شبها الفكر ".


الفهرسة