محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين
المسار الصفحة الرئيسة » الرجال » محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين

 البحث  الرقم: 11536  المشاهدات: 4969
قال النجاشي: " محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين بن موسى، مولى أسد
ابن خزيمة، أبو جعفر: جليل في أصحابنا، ثقة، عين، كثير الرواية، حسن
التصانيف، روى عن أبي جعفر الثاني عليه السلام مكاتبة ومشافهة. ذكر أبو
جعفر بن بابويه، عن ابن الوليد، أنه قال: ما تفرد به محمد بن عيسى من كتب
يونس وحديثه لا نعتمد عليه، ورأيت أصحابنا يذكرون هذا القول، ويقولون: من
مثل أبي جعفر محمد بن عيسى، سكن بغداد.
قال أبو عمرو الكشي: نصر بن الصباح يقول: إن محمد بن عيسى بن
عبيد بن يقطين أصغر في السن أن يروي عن ابن محبوب، قال أبو عمرو: قال
القتيبي: كان الفضل بن شاذان رحمه الله يحب العبيدي ويثني عليه، ويمدحه ويميل إليه
ويقول: ليس في أقرانه مثله، ويحسبك هذا الثناء من الفضل رحمه الله.
وذكر محمد بن جعفر الرزاز: أنه سكن سوق العطش.
له من الكتب: كتاب الإمامة، كتاب الواضح المكشوف في الرد على أهل
الوقوف، كتاب المعرفة، كتاب بعد الاسناد، كتاب قرب الاسناد، كتاب الوصايا،
كتاب اللؤلؤ، كتاب المسائل المحرمة، كتاب الضياء، كتاب الطرائف، كتاب
التوقيعات، كتاب التجمل والمروة، كتاب الفئ والخمس، كتاب الرجال، كتاب
الزكاة، كتاب ثواب الأعمال، كتاب النوادر.
أخبرنا أبو عبد الله بن شاذان، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، عن
الحميري، قال: حدثنا محمد بن عيسى، بكتبه، ورواياته، وعن أحمد بن محمد،
عن سعد، عنه، بالمسائل ".
وقال الشيخ (612): " محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني: ضعيف، استثناه
أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه عن رجال نوادر الحكمة، وقال: لا أروي ما
يختص برواياته، وقيل: إنه كان يذهب مذهب الغلاة، له كتاب الوصايا، وله
كتاب تفسير القرآن، وله كتاب التجمل والمروة، وكتاب الامل والرجاء.
أخبرنا بكتبه ورواياته جماعة، عن التلعكبري، عن ابن همام، عنه ".
وعده في رجاله (تارة) من أصحاب الرضا عليه السلام (76)، قائلا: " محمد
ابن عيسى بن عبيد، بغدادي ".
و (أخرى) في أصحاب الهادي عليه السلام (10)، قائلا: " محمد بن عيسى
ابن عبيد اليقطيني، يونسي، ضعيف ".
و (ثالثة) في أصحاب العسكري عليه السلام (3)، قائلا: محمد بن عيسى
ابن عبيد اليقطيني: بغدادي يونسي ".
و (رابعة) فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام (111)، قائلا: " محمد بن عيسى
اليقطيني، ضعيف ".
وعده البرقي (تارة) في أصحاب الهادي عليه السلام، قائلا: " محمد بن
عيسى بن عبيد، يقطيني، قال له إسحاق (أقعد حتى) قال: لم أومر بذلك ".
و (أخرى) في أصحاب العسكري عليه السلام، قائلا: " محمد بن عيسى
ابن عبيد، يقطيني ".
روى عن أبي عبد الله زكريا المؤمن، وروى عنه سعد بن عبد الله بن أبي
خلف، كامل الزيارات: الباب 14، في حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
الحسن والحسين عليهما السلام، الحديث 10.
وقال الكشي (415) أبو جعفر محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين:
" قال نصر بن الصباح: إن محمد بن عيسى بن عبيد، من صغار من يروي
عن ابن محبوب في السن.
على بن محمد القتيبي، قال: كان الفضل يحب العبيدي ويثني عليه ويمدحه
ويميل إليه، ويقول: ليس في أقرانه مثله.
جعفر بن معروف، قال: صرت إلى محمد بن عيسى لأكتب عنه فرأيته
يتعيش بالسواد، فخرجت من عنده ولم أعد عليه، ثم اشتدت ندامتي لما تركت
من الاستكثار منه لما رجعت وعلمت أني قد غلطت ".
بقي هنا أمور:
الأول: أنك عرفت من النجاشي وثاقة الرجل، بل هو ممن تسالم أصحابنا
على وثاقته وجلالته، ويؤكد ما ذكره النجاشي ما تقدم في ترجمة محمد بن أحمد بن
يحيى، من قول ابن نوح: " وقد أصاب شيخنا محمد بن الحسن بن الوليد في ذلك
كله، وتبعه أبو جعفر ابن بابويه (رحمه الله) على ذلك، إلا في محمد بن محمد بن
عيسى بن عبيد، فلا أدري ما رأيه فيه، لأنه كان على ظاهر العدالة والثقة ".
وما تقدم في ترجمة محمد بن سنان، من قول الكشي: " وقد روى عنه
الفضل، وأبوه، ويونس، ومحمد بن عيسى العبيدي.. وغيرهم من العدول
والثقات من أهل العلم ".
وما مر من أن الفضل بن شاذان كان يحب العبيدي ويثني عليه ويمدحه
ويميل إليه، ويقول: ليس في أقرانه مثله.
ويؤيد ذلك ما مر من قول جعفر بن معروف: صرت إلى محمد بن
عيسى... (إلى آخر ما تقدم).
وما تقدم في ترجمة الفضل بن شاذان من قول بورق: خرجت حاجا فأتيت
محمد بن عيسى العبيدي، فرأيته شيخا فاضلا (الحديث).
هذا ولا يعارض ذلك تضعيف الشيخ إياه في غير مورد كما مر.
وقال في الاستبصار: الجزء 3، في ذيل الحديث 568، باب أنه لا يجوز العقد
على امرأة عقد بها الأب والابن: إن هذا الخبر مرسل منقطع، وطريقه محمد بن
عيسى بن عبيد، عن يونس، وهو ضعيف، وقد استثناه أبو جعفر محمد بن علي
ابن الحسين بن بابويه (رحمه الله) من جملة الرجال الذين روى عنهم صاحب
نوادر الحكمة، وقال: ما يختص بروايته لا أرويه، ومن هذه صورته في الضعف
لا يعترض بحديثه (إنتهى).
والوجه في ذلك، أن تضعيف الشيخ كما هو صريح كلامه هنا وفي فهرسته،
مبني على استثناء الصدوق وابن الوليد إياه، من جملة الرجال الذين روى عنهم
صاحب نوادر الحكمة، والذي ظهر لنا من كلامهما، أنهما لم يناقشا في محمد بن
عيسى بن عبيد نفسه، فإنما ناقشا في قسمين من رواياته، وهما: فيما يروي
صاحب نوادر الحكمة عنه بإسناد منقطع، كما تقدم عن النجاشي والشيخ في
ترجمة: محمد بن أحمد بن يحيى، وإن كان كلام الشيخ هنا في فهرسته واستبصاره
خاليا عن ذلك، ولكنه لابد من تقييده بما تقدم، وفيما ينفرد بروايته محمد بن عيسى
عن يونس، وأما في غير ذلك فلم يظهر من ابن الوليد ولا من الصدوق ترك
العمل بروايته.
والذي يكشف عن ذلك: أن الصدوق - قدس سره - تبع شيخه ابن الوليد
في الاستثناء المزبور، فلم يرو في الفقيه ولا رواية واحدة، عن محمد بن عيسى،
عن يونس، وقد روى فيه عن محمد بن عيسى، عن غير يونس، في نفس الكتاب في
المشيخة في نيف وثلاثين موضعا غير ما ذكره في طريقه إليه، وهذا أقوى شاهد
على أن الاستثناء غير مبتن على تضعيف محمد بن عيسى بن عبيد نفسه، وإنما
هو لأمر يختص برواياته عن يونس، وهذا الوجه مبني على اجتهاد ابن الوليد
ورأيه، ووجهه عندنا غير ظاهر.
والمتحصل: أن ابن الوليد، والصدوق، لم يضعفا محمد بن عيسى نفسه، ولم
يناقشا فيه، وقد روى ابن الوليد نفسه، عن الصفار، عن محمد بن عيسى بن
عبيد، عن غير يونس، كما تقدم في ترجمة إسماعيل بن جابر، وحريز بن عبد الله،
وحنان بن سدير، وفضل بن عثمان الأعور، والقاسم بن سليمان، ويأتي في ترجمة
نضر بن سويد، وياسين الضرير، وفي طريق الصدوق إلى محمد بن عيسى بن
عبيد، هنا، ولكنه لا يروي ما يرويه محمد بن عيسى، عن يونس، بطريق منقطع،
أو ما ينفرد بروايته عنه، إلا أن الشيخ - قدس سره - قد غفل عن خصوصية
كلام ابن الوليد، وتخيل أن ترك ابن الوليد رواية ما يرويه محمد بن عيسى بن
عبيد، عن يونس، بإسناد منقطع، أو ما ينفرد بروايته عنه، مبتن على ضعف محمد
ابن عيسى، فحكم بضعفه تبعا له، ولكن الامر ليس كما تخيل، وإنما الاستثناء مبني
على اجتهاد ابن الوليد ورأيه، وأما الصدوق - قدس سره - قد صرح بأنه يتبع
شيخه، فلا يروي عمن ترك شيخه الرواية عنه، فقد قال في ذيل الحديث 241
من الجزء 2، في باب صوم التطوع من الفقيه: وأما خبر صلاة غدير خم، والثواب
المذكور فيه لمن صامه، فإن شيخنا محمد بن الحسن (رضي الله عنه) كان
لا يصححه، وكل ما لم يصححه ذلك الشيخ (قدس الله روحه) ولم يحكم بصحته
من الاخبار، فهو عندنا متروك غير صحيح (إنتهى).
فالمتلخص أن ابن الوليد، والصدوق لم يضعفا الرجل، وأما الشيخ فلا
يرجع تضعيفه إياه إلى أساس صحيح، فلا معارض للتوثيقات المذكورة.
الامر الثاني: أن الشيخ نسب القول بغلو محمد بن عيسى بن عبيد إلى
قائل مجهول، والظاهر أن هذا القول على خلاف الواقع، لقول ابن نوح أنه كان
على ظاهر العدالة والثقة، وقد عرفت من كلام النجاشي وغيره جلالة الرجل
من دون غمز في مذهبه.
الامر الثالث: أن محمد بن عيسى بن عبيد، له روايات عن ابن محبوب،
منها: الكافي: الجزء 1، كتاب التوحيد 3، باب المعبود 5، الحديث 1، والجزء 4،
كتاب الحج 3، باب المحرم يصيب الصيد في الحرم 114، الحديث 6.
ورواها الشيخ، عن محمد بن يعقوب، مثله. التهذيب: الجزء 5، باب الكفارة
عن خطأ المحرم وتعديه الشروط، الحديث 1291، وفي الجزء 4، باب حكم العلاج
للصائم والكحل والحجامة...، الحديث 796، والجزء 10، باب الحوامل والحمول
وغير ذلك من الاحكام، الحديث 1103.
ولكن هذه رواها في الكافي: الجزء 7، كتاب الديات 4، باب دية الجنين 40،
الحديث 10، وفيه: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب.
ويظهر من النجاشي أن نصر بن الصباح، أنكر رواية محمد بن عيسى عن
ابن محبوب، لصغر سنه، واحتمل بعضهم أن هذا هو المنشأ في توقف ابن الوليد
في محمد بن عيسى.
أقول: قد عرفت أن ابن الوليد لم يتوقف في روايات محمد بن عيسى
مطلقا، وإنما توقف في قسم من رواياته، وقد ذكرنا أنه لم يظهر وجهه.
وأما إنكار نصر بن الصباح، لرواية محمد بن عيسى، عن ابن محبوب فلم
يثبت أولا، فإن ذلك إنما يظهر من عبارة النجاشي فقط، وأما المذكور في الكشي
فغير ظاهر في الإنكار، بل هو ظاهر في الاعتراف برواية محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، إلا أنه كان من صغار رواته.
وثانيا: أن نصر بن الصباح لا يعتمد على قوله لو ثبت ذلك، كيف، وقد
روى عن الحسن بن محبوب، أحمد بن محمد بن عيسى، وأخوه عبد الله، وعلي بن
إبراهيم، وأحمد بن أبي عبد الله البرقي، في مواضع، فكيف لا يمكن رواية محمد
ابن عيسى بن عبيد، عنه، وهو قد أدرك الرضا عليه السلام، وقد مات ابن محبوب
في آخر سنة (224).
وليت شعري كيف يصح إنكار رواية محمد بن عيسى بن عبيد، عن ابن
محبوب، وهو لم يدرك الصادق عليه السلام، وقد روى محمد بن عيسى بن عبيد،
عن جماعة قد أدركوا الصادق عليه السلام، منهم: محمد بن الفضيل. الكافي:
الجزء 1، باب ما جاء في الاثني عشر 126، الحديث 10.
والمفضل بن صالح أبو جميلة. الكافي: الجزء 2، كتاب الايمان والكفر 1،
باب سلامة الدين 96، الحديث 2.
وإبراهيم بن محمد المدني. الكافي: الجزء 4، كتاب الصيام 2، باب قبل باب
اليوم الذي يشك فيه من شهر رمضان، الحديث 1.
وحماد بن عيسى، ذكره الصدوق في المشيخة في طريقه إلى زرارة بن أعين،
وحريز بن عبد الله، وفي طريقه إلى نفس حماد بن عيسى.
وحنان بن سدير، ذكره الصدوق في المشيخة في طريقه إلى نفس حنان بن
سدير.
الامر الرابع: أن العلامة ذكر محمد بن عيسى بن عبيد في القسم الأول،
وقال: اختلف علماؤنا في شأنه (إلى أن قال) والأقوى عندي قبول روايته.
الخلاصة: (22) من الباب (1) من حرف الميم.
إلا أنه قال في ترجمة بكر بن محمد الأزدي (2) من الباب (4)، من حرف
الباء: قال الكشي: قال حمدويه: ذكر محمد بن عيسى العبيدي بكر بن محمد
الأزدي فقال: خير، فاضل، وعندي في محمد بن عيسى توقف والتناقض بين
الامرين ظاهر.
الامر الخامس: أن محمد بن عيسى بن عبيد، قد تقدمت عنه عدة روايات
في ذم جماعة من الأكابر، كزرارة، ومحمد بن مسلم، وبريد العجلي، وأبي بصير،
وإسماعيل بن جابر، ومحمد بن علي بن النعمان مؤمن الطاق.
وقد يتخيل أن هذه الروايات هي التي توجب القدح في محمد بن عيسى
ابن عبيد، لكنه خيال فاسد لا أساس له، فإن هذه الروايات بين ما هي ضعيفة لم
تثبت، وبين ما هي صحيحة قد صدرت من المعصوم سلام الله عليه لحكمة، كما
ذكرنا ذلك في ترجمة زرارة، فكيف يكون هذا قدحا في محمد بن عيسى بن عبيد.
وكيف كان، فطريق الصدوق - قدس سره - إليه: أبوه - رضي الله عنه -،
عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني.
وأيضا: محمد بن الحسن - رضي الله عنه -، عن محمد بن الحسن الصفار،
عنه، والطريق كطريق الشيخ إليه صحيح.
وروى بعنوان محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن أبي الحسن علي بن
محمد العسكري عليه السلام، وروى عنه الصدوق بطريقه. الفقيه: الجزء 3، باب
المعايش والمكاسب، الحديث 441.
وروى عن محمد بن إسماعيل البصري، وروى عنه سعد بن عبد الله.
التهذيب: الجزء 6، باب حد حرم الحسين عليه السلام، الحديث 133.
وروى عن يونس بن عبد الرحمن، وروى عنه أبو العباس محمد بن جعفر
ابن محمد الرزاز. مشيخة التهذيب: في طريقه إلى يونس بن عبد الرحمن.


الفهرسة