محمد بن الفضيل الأزدي
المسار الصفحة الرئيسة » الرجال » محمد بن الفضيل الأزدي

 البحث  الرقم: 11591  المشاهدات: 3402
صيرفي، يرمى بالغلو، له كتاب، من أصحاب الرضا عليه السلام، رجال
الشيخ (35).
وعده أيضا (تارة) من أصحاب الصادق عليه السلام (283)، قائلا: " محمد
ابن الفضيل بن كثير الأزدي الكوفي الصيرفي ".
وأخرى من أصحاب الكاظم عليه السلام (25)، قائلا: " محمد بن الفضيل
الكوفي الأزدي، ضعيف ".
وعده البرقي من أصحاب الصادق عليه السلام، قائلا: " محمد بن الفضيل
الأزدي الصيرفي: عربي، كوفي ".
أقول: يظهر من عبارات الشيخ وتوصيفه محمد بن الفضيل بالأزدي في
جميع هذه الموارد، وبالكوفي في موردين: أن محمد بن الفضيل الأزدي رجل واحد،
أدرك الصادق، والكاظم والرضا عليهم السلام.
وقال النجاشي: " محمد بن الفضيل بن كثير الصيرفي الأزدي، أبو جعفر
الأزرق: روى عن أبي الحسن موسى، والرضا عليهما السلام، له كتاب ومسائل.
أخبرنا علي بن أحمد، قال: حدثنا ابن الوليد، عن الحميري، قال: حدثنا
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن الفضيل بكتابه، وهذه النسخة
يرويها جماعة ". (إنتهى).
أقول: صريح هذا الكلام أن من يروي عن الكاظم، والرضا عليهما
السلام رجل واحد، كما إن صريحه أن الموصوف بالأزرق إنما هو هذا الرجل،
وعليه فيتحد ما ذكره النجاشي مع ما ذكره الشيخ في الفهرست، حيث قال
(633): " محمد بن الفضيل الأزرق: له كتاب أخبرنا به ابن أبي جيد، عن محمد
ابن الحسن، عن سعد، والحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وأحمد بن أبي
عبد الله، عن علي بن الحكم، عنه ".
وقال ابن داود (1450) من القسم الأول: " محمد بن الفضيل بن كثير
الأزدي الرقي، أبو جعفر الأزرق (ق) - (م) (ضا) (جخ) (كش) " إنتهى.
أقول: إن كلامه صريح في الاتحاد، وكلمة (كش) في كلامه مصحف
(جش)، كما وقع ذلك في غير مورد.
بقي هنا أمور:
الأول: أن ما ذكره الشيخ من أن محمد بن الفضيل من أصحاب الصادق،
والكاظم، والرضا عليهم السلام، يصدقه ما في الروايات، فإنه قد روى عنهم
عليهم السلام في عدة موارد، نذكر بعضها:
فقد روى محمد بن يعقوب باسناده، عن علي بن المنذر الزبال، عن محمد
ابن الفضيل، عن أبي عبد الله عليه السلام. الكافي: الجزء 5، كتاب المعيشة 2،
باب فضل شراء الحنطة والطعام 66، الحديث 2.
وروى باسناده، عن ابن أبي نجران، عن محمد بن الفضيل، عن أبي
الحسن موسى عليه السلام. الكافي: الجزء 4، كتاب الحج 3، باب الظلال للمحرم
90، الحديث 15.
وروى باسناده عن الوشاء، عن محمد بن الفضيل الصيرفي، عن الرضا
عليه السلام. الكافي: الجزء 2، كتاب الايمان والكفر 1، باب صلة الرحم (68)،
الحديث 26، بل إن محمد بن الفضيل، روى عن أبي جعفر الثاني عليه السلام
أيضا، فقد روى الكليني بسند صحيح، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن
الفضيل، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام. الكافي: الجزء 2، كتاب الدعاء 2،
باب القول عند الاصباح والامساء 48، الحديث 36.
وروى بسنده الصحيح أيضا عنه، عن محمد بن الفضيل، عن أبي جعفر
الثاني. الكافي: الجزء 4، كتاب الحج 3، باب ما يجزئ من حجة الاسلام وما
لا يجزئ 38، الحديث 9.
ورواها الصدوق في الفقيه: الجزء 2، باب حج الصبيان، الحديث 1297.
الامر الثاني: أن محمد بن الفضيل وقع في إسناد كامل الزيارات، روى عن
إسحاق بن عمار، وروى عنه الحسن بن علي بن أبي عثمان، الباب 39، في زيارة
الملائكة الحسين بن علي عليه السلام، الحديث 3.
وقد عد الشيخ المفيد في رسالته العددية محمد بن الفضيل، من الفقهاء
والرؤساء الاعلام، الذين يؤخذ منهم الحلال والحرام والفتيا والاحكام، ولا يطعن
عليهم بشئ، ولا طريق لذم واحد منهم، إلا أن ذلك معارض بما عرفت من
تضعيف الشيخ إياه، إذا لم تثبت وثاقة الرجل فلا يعتمد على روايته.
الامر الثالث: أن محمد بن الفضل الصيرفي،، قد عرفت روايته عن الرضا
عليه السلام، فهو معاصر مع محمد بن القاسم بن الفضيل الآتي، وقد اشتركا في
عدة من الرواة عنهما، وفيمن يرويان عنه، ولأجل ذلك جزم الأردبيلي في جامعه،
بأن محمد بن الفضيل الذي وقع في إسناد هذه الروايات، هو محمد بن القاسم
ابن الفضيل الثقة، وأن إطلاق ابن الفضيل عليه من باب الاسناد إلى الجد، وهذا
الذي ذكره وإن كان محتملا كما ذكره المجلسي في الوجيزة، إلا أن الجزم به في
غير محله، فإن محمد بن الفضيل الأزدي الصيرفي هو رجل معروف ذو كتاب، وله
روايات كثيرة، فإطلاق محمد بن الفضيل، وإرادة محمد بن القاسم بن الفضيل،
من دون قرينة إطلاق على خلاف قانون المحاورة، فلا يصار إليه.
قال السيد التفريشي في ترجمة إبراهيم بن نعيم العبدي (127): " وروى
عنه محمد بن الفضيل كثيرا: ويحتمل أن يكون محمد بن الفضيل هذا، هو محمد
ابن القاسم بن الفضيل الثقة، لان الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه،
روى كثيرا في الفقيه، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني، ثم قال
في مشيخته: وما كان فيه عن محمد بن القاسم بن الفضيل البصري، صاحب
الرضا عليه السلام، فقد رويته عن فلان، عن فلان (إلى آخره) ولم يذكر في
المشيخة طريقه إلى محمد بن الفضيل أصلا، إلا أن يقال: إن الشيخ (الصدوق)
لم يذكر في المشيخة طريقه إلى محمد بن الفضيل، كما لم يذكر طريقه إلى أبي
الصباح الكناني، وغيره، مع أن روايته في الفقيه عنه كثيرة، والله أعلم ". إنتهى.
أقول: إن روايات أبي الصباح في الفقيه أكثر من روايات محمد بن
الفضيل، وروى الصدوق - قدس سره - في الفقيه، عن أشخاص يزيد عددهم
على مائة، ولم يذكر طريقه إليهم في المشيخة، وفيهم من هو كثير الرواية مثل
محمد بن الفضيل، منهم: أبو عبيدة، وبريد، وجميل بن صالح، وحمران بن أعين،
وموسى بن بكر، ويونس بن عبد الرحمن، إذا لا دليل على أن محمد بن الفضيل
الذي يروي عن أبي الصباح الكناني، هو محمد بن القاسم بن الفضيل.
وكيف كان، فطريق الشيخ إليه صحيح، وإن كان فيه ابن أبي جيد، فإنه ثقة
على الأظهر.


الفهرسة