قال النجاشي: " محمد بن المظفر، أبو دلف الأزدي: كان سمع كثيرا ثم اضطرب عقله، له كتاب أخبار الشعراء. روى الشيخ، عن شيخه محمد بن محمد بن النعمان، عن أبي الحسن علي ابن بلال المهلبي، قال: سمعت أبا القاسم جعفر بن محمد بن قولويه يقول: أما أبو دلف الكاتب لأحاطه الله فكنا نعرفه ملحدا، ثم أظهر الغلو، ثم جن وسلسل، ثم صار مفوضا، وما عرفناه قط إذ حضر في مشهد، إلا استخف به، ولا عرفته الشيعة إلا مدة يسيرة. (الحديث). الغيبة: في ذكر السفراء المذمومين الذين ادعوا البابية لعنهم الله، الحديث 61. وروى الشيخ أيضا، وقال: " أبو نصر هبة الله بن أحمد الكاتب ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العمري (رضي الله عنه): إن أبا دلف محمد بن مظفر الكاتب، كان في ابتداء أمره مخمسا مشهورا بذلك، لأنه كان في تربية الكرخيين، وتلميذهم، وصنيعتهم، وكان الكرخيون مخمسة لا يشك في ذلك أحد من الشيعة، وقد كان أبو دلف يقول ذلك ويعترف به، ويقول: نقلني سيدنا الشيخ الصالح - قدس الله روحه ونور ضريحه - عن مذهب أبي جعفر الكرخي، إلى المذهب الصحيح يعني أبا بكر البغدادي ". الغيبة: الموضع المتقدم، الحديث 65. ثم قال الشيخ: " وجنون أبي دلف وحكايات فساد مذهبه، أكثر من أن تحصى، فلا نطول بذكرها الكتاب هاهنا ". الغيبة: في ذكر السفراء المذمومين الذين ادعوا البابية. أقول: أبو بكر البغدادي هو محمد بن أحمد بن عثمان المتقدم، وهو من الذين ادعوا البابية في زمان الغيبة، وكان أبو دلف يعترف به ويعتبره بابا، وذكره محمد بن عياش، قال: اجتمعت يوما مع أبي دلف فأخذنا في ذكر أبي بكر البغدادي، فقال لي: تعلم من أين كان فضل سيدنا الشيخ (قدس الله روحه) على أبي القاسم الحسين بن روح، وعلى غيره؟ فقلت له: ما أعرف، قال: لان أبا جعفر محمد بن عثمان قدم اسمه على اسمه في وصيته، قال: فقلت له: فالمنصور أفضل من مولانا أبي الحسن موسى عليه السلام، قال: وكيف؟ قلت: لان الصادق قدم اسمه على اسمه في الوصية، فقال لي: أنت تتعصب على سيدنا وتعاديه، فقلت: والخلق كلهم تعادي أبا بكر البغدادي وتتعصب عليه غيرك وحدك، وكدنا نتقاتل ونأخذ بالأزياق. الغيبة: الموضع المتقدم، الحديث 63. بقي هنا شئ: وهو أن العلامة ذكر الرجل في القسم الأول من رجاله 169، من الباب (1)، من حرف الميم، وكأنه غفل عما ذكره الشيخ في ذمه، والله العالم.