عده الشيخ في رجاله من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله (6). وقال الكشي في ذيل ترجمة عمرو بن الحمق (13). " روي أن مروان بن الحكم كتب إلى معاوية وهو عامله على المدينة: (أما بعد فإن عمرو بن عثمان ذكر أن رجالا من أهل العراق ووجوه أهل الحجاز يختلفون إلى الحسين بن علي، وذكر أنه لا يأمن وثوبه، وقد بحثت عن ذلك. فبلغني أنه يريد الخلاف يومه هذا، ولست آمن أن يكون هذا أيضا لما بعده، فاكتب إلى برأيك في هذا والسلام). فكتب إليه معاوية: (أما بعد فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت فيه من أمر الحسين، فإياك أن تعرض للحسين في شئ واترك حسينا ما تركك، فإنا لا نريد أن نعرض له في شئ ما وفي بيعتنا ولم ينازعنا سلطاننا، فاكمن عليه ما لم يبد لك صفحته والسلام). وكتب معاوية إلى الحسين بن علي عليه السلام: (أما بعد فقد انتهت إلي أمور عنك، إن كانت حقا فقد أظنك تركتها رغبة فدعها، ولعمر الله إن من أعطى الله عهده وميثاقه لجدير بالوفاء، وإن كان الذي بلغني باطلا فإنك أنت أعدل الناس لذلك، وعظ نفسك واذكر بعهد الله أوف، فإنك متى تنكرني أنكرك، ومتى تكدني أكدك، فاتق شق عصا هذه الأمة، وان يردهم الله على يديك في فتنة، فقد عرفت الناس وبلوتهم، فانظر لنفسك ولدينك ولامة محمد صلى الله عليه وآله ولا يستخفنك السفهاء والذين لا يعلمون). فلما وصل الكتاب إلى الحسين صلوات الله عليه، كتب إليه: (أما بعد فقد بلغني كتابك، تذكر أنه قد بلغت عني أمور أنت لي عنها راغب، وأنا بغيرها عندك جدير، فإن الحسنات لا يهدي لها ولا يسدد إليها إلا الله. وأما ما ذكرت أنه انتهى إليك عني، فإنه إنما رقاه إليك الملاقون المشاؤن بالنميم، وما أريد لك حربا ولا عليك خلافا، وأيم الله إني لخائف الله في ترك ذلك، وما أظن الله راضيا بترك ذلك ولا عاذرا بدون الا عذار فيه إليك، وفي أوليائك القاسطين الملحدين حزب الظلمة وأولياء الشياطين، ألست القاتل حجر بن عدي أخا كندة والمصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم، ويستعظمون البدع، ولا يخافون في الله لومة لائم، ثم قتلتهم ظلما وعدوانا، من بعد ما كنت أعطيتهم الايمان المغلظة والمواثيق المؤكدة، لا تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم ولا بأخته تجدها في نفسك؟ أو لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله، العبد الصالح الذي أبلته العبادة، فنحل جسمه، واصفر لونه، بعد ما أمنته وأعطيته من عهود الله ومواثيقه، ما لو أعطيته طائرا لنزل إليك من رأس الجبل؟ ثم قتلته من عهود الله ومواثيقه، ما لو أعطيته طائرا لنزل إليك من رأس الجبل؟ ثم قتلته جرأة على ربك واستخفانا بذلك العهد، أو لست المدعي زياد بن سمية المولود على فراش عبيد ثقيف، فزعمت أنه ابن أبيك، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (الوالد للفراش وللعاهر الحجر) فتركت سنة رسول الله صلى الله عليه وآله تعمدا، وتبعت هواك بغير هدى من الله، ثم سلطته على العراقين يقطع أيدي المسلمين وأرجلهم، ويسمل أعينهم ويصلبهم على جذوع النخل، كأنك لست من هذه الأمة وليسوا منك؟ أو لست صاحب الحضرميين الذين كتب فيهم ابن سمية أنهم كانوا على دين علي صلوات الله عليه، فكتبت إليه: (ان اقتل كل من كان على دين علي) فقتلهم ومثل بهم بأمرك، ودين علي عليه السلام والله الذي كان يضرب عليه أباك ويضربك، وبه جلست مجلسك الذي جلست. ولولا ذلك لكان شرفك وشرف أبيك الرحلتين. وقلت فيما قلت (انظر لنفسك ولدينك ولامة محمد، واتق شق عصا هذه الأمة وأن تردهم إلى فتنة) وإني لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأمة من ولايتك عليها، ولا أعظم نظرا لنفسي ولديني، ولأمة محمد صلى الله عليه وآله علينا أفضل من أن أجاهدك، فإن فعلت فإنه قربة إلى الله، وإن تركته فإني أستغفر الله لذنبي وأسأله توفيقه لارشاد أمري. وقلت فيما قلت (إني إن أنكرتك تنكرني، وإن أكدك تكدني) فكدني ما بدا لك، فإني أرجو أن لا يضرني كيدك في، وأن لا يكون على أحد أضر منه على نفسك علي، إنك قد ركبت بجهلك، وتحرصت على نقض عهدك، ولعمري ما وفيت بشرط، ولقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح والايمان، والعهود والمواثيق، فقتلهم من غير أن يكونوا قاتلوا أو قتلوا، ولم تفعل ذلك بهم إلا لذكرهم فضلنا وتعظيمهم حقنا، فقتلتهم مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم مت قبل أن يفعلوا، أو ماتوا قبل أن يدركوا، فابشر يا معاوية بالقصاص واستيقن بالحساب، واعلم أن لله تعالى كتابا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وليس الله بناس لأخذك بالظنة، وقتلك أولياءه على التهم، ونفيك أولياءه من دورهم إلى دار الغربة، وأخذك للناس ببيعة ابنك غلام حدث يشرب الخمر، ويلعب بالكلاب، لا أعلمك إلا وقد خسرت نفسك وتبرت دينك وغششت رعيتك وأخرجت أمانتك وسمعت مقالة السفيه الجاهل، وأخفت الورع التقي لأجلهم، والسلام). فلما قرأ معاوية الكتاب، قال: لقد كان في نفسه صب ما أشعر به. فقال يزيد: يا أمير المؤمنين أجبه جوابا تصغر إليه نفسه، وتذكر فيه أباه بشر فعله. قال: ودخل عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال له معاوية: أما رأيت ما كتب به الحسين؟ قال: وما هو؟ قال: فأقرأه الكتاب، فقال: وما يمنعك أن تجيبه بما يصغر إليه نفسه - وإنما قال ذلك في هوى معاوية - فقال يزيد: كيف رأيت يا أمير المؤمنين رأيي؟ فضحك معاوية فقال: أما يزيد فقد أشار علي بمثل رأيك، قال عبد الله: فقد أصاب يزيد. فقال معاوية: أخطأتما أرأيتما لو أني ذهبت لعيب علي محقا ما عسيت أن أقول فيه: ومثلي لا يحسن أن يعيب بالباطل وما لا يعرف، ومتى ما عبت رجلا بما لا يعرفه الناس لم يحفل بصاحبه، ولا يراه الناس شيئا وكذبوه، وما عسيت أن أعيب حسينا، ووالله ما أرى للعيب فيه موضعا، وقد رأيت أن أكتب إلى أتوعده وأتهدده ثم رأيت أن لا أفعل ولا أمحله ". وتقدم عن الكشي، في ترجمة الأحنف بن قيس وكان يرى رأي العلوية (28)، أن معاوية أمر له بخمسين ألف درهم، ووصل الحتات بثلاثين ألف درهم وكان يرى رأي الأموية، فصار الحتات إلى معاوية وقال: يا أمير المؤمنين، تعطي الأحنف ورأيه رأيه خمسين ألف درهم، وتعطيني ورأيي رأيي ثلاثين ألف درهم، فقال: يا حتات، إني اشتريت بها دينه، القصة. وتقدم في ترجمة سفيان بن أبي ليلى الهمداني (50) من الكشي، قول الحسن عليه السلام لسفيان بن أبي ليلى: سمعت أبي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لن تذهب الأيام والليالي حتى يلي أمر هذه الأمة رجل واسع البلعوم، رحب الصدر، يأكل ولا يشبع وهو معاوية. أقول: روى أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا هشام، وأبو أبانة، عن أبي حمزة، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث إلى معاوية يكتب له، فقيل: إنه يأكل، ثم بعث إليه فقيل إنه يأكل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا أشبع الله بطنه. ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب. وتقدم عن المناقب، في ترجمة شريك الأعور، معارضته لمعاوية وقوله لمعاوية: إنك لمعاوية وما معاوية إلا كلبة عوت واستعوت. وتقدم عن الكشي، في ترجمة صعصعة بن صوحان (19) من الكشي، أن معاوية أمره أن يصعد المنبر ويلعن عليا عليه السلام، فصعد صعصعة المنبر، وحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس أتيتكم من عند رجل قدم شره، وأخر خيره، وأنه أمرني أن ألعن عليا، فالعنوه لعنه الله، فضج أهل المسجد بآمين. (الحديث). وتقدم عنه أيضا، في ترجمة عمار بن ياسر (3) من الكشي: أن رجلين أتيا معاوية يختصمان في رأس عمار، يقول كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال عبد الله بن عمرو بن العاص: ليطيب به أحدكم نفسا لصاحبه، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: تقتله (عمار) الفئة الباغية. (الحديث). وتقدم عنه أيضا، في ترجمة محمد بن أبي حذيفة (20) من الكشي، قول معاوية له: ألم يأن لك أن تبصر ما كنت عليه من الضلالة بنصرتك علي بن أبي طالب الكذاب، ألم تعلم أن عثمان قتل مظلوما، وأن عائشة، وطلحة والزبير، خرجوا يطلبون بدمه، وأن عليا، هو الذي دس في قتله، ونحن اليوم نطلب بدمه؟ قال محمد بن حذيفة: إنك لتعلم أني أمس القوم بك رحما، وأعرفهم بك، قال: أجل، قال: فوالله الذي لا إله غيره ما أعلم أحدا شرك في دم عثمان، وألب الناس عليه غيرك، لما أستأمرك ومن كان مثلك، فسأله المهاجرون والأنصار أن يعزلك فأبي، ففعلوا به ما بلغك، وروى الصدوق - قدس سره - باسناده، عن عبد الله بن عمر (عمرو). أن أبا سفيان ركب بعيرا له ومعاوية يقوده ويزيد يسوق به، فلعن رسول الله صلى الله عليه وآله، الراكب، والقائد، والسائق، الخصال: الجزء 1، باب الثلاثة، ثلاثة ملعونون، الحديث 262. أقول: وقد أجاد الحكيم السنائي فيما قاله في شأن الثلاثة: داستان پسر هند مكر نشنيدى * كه أزاو وسه كس أو به پيمبر چه رسيد بدر أو در داندان پيمبر بشكست * مادر أو جكر عم پيمبر بدريد أو بنا حق حق داماد پيمبر بستاد * پسر أو سر فرزند پيمبر ببريد برچنين قوم تو لعنت نكنى شرمت باد * لعن الله يزيدا وعلى آل يزيد وروى الصدوق - قدس سره - باسناده، عن عبد الملك بن مروان، مفاخرة لعبد الله بن العباس مع معاوية وعمر بن العاص. وقد ألقمهما حجرا. الخصال: الجزء 1، باب الأربعة، قول معاوية لابن عباس إني لأحبك لخصال أربع، الحديث 35. وروى أيضا بسنده، عن محمد بن الفضيل الرزقي، عن أبي عبد الله عن أبيه، عن جده، قال صلى الله عليه وآله: للنار سبعة أبواب (إلى أن قال) وباب يدخل منه المشركون والكفار، فهذا الباب يدخل فيه كل مشرك وكل كافر لا يؤمن بيوم الحساب، وهذا الباب الآخر يدخل منه بنو أمية لأنه هو لأبي سفيان ومعاوية وآل مروان خاصة، يدخلون من ذلك الباب. فتحطمهم النار حطما لا تسمع لهم منها واعية، ولا يحيون فيها ولا يموتون. الخصال: الجزء 2، باب السبعة للنار سبعة أبواب، الحديث 51. وروى أيضا بسنده، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام: قال: أتى رأس اليهود علي بن أبي طالب عليه السلام عند منصرفه، عن وقعة النهروان، وهو جالس في مسجد الكوفة، فقال: يا أمير المؤمنين: إني أريد أن أسألك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي أو وصي، قال عليه السلام: سل عما بدا لك يا أخا اليهود (إلى أن قال سلام الله عليه): وأما السادسة يا أخا اليهود فتحكيمهم الحكمين، ومحاربة ابن آكلة الأكباد، وهو طليق ابن طليق معاند لله عز وجل ولرسوله وللمؤمنين، منذ بعث الله محمدا إلى أن فتح الله عليه مكة عنوة، فأخذت بيعته وبيعة أبيه لي معه في ذلك اليوم، وثلاثة مواطن بعده، وأبوه بالأمس أول من سلم علي بإمرة المؤمنين، وجعل يحثني على النهوض في أخذ حقي من الماضين قبلي، ويجدد لي بيعته كل ما أتاني. (الحديث). الخصال: الجزء 2، باب السبعة، امتحان الله عز وجل أوصياء الأنبياء في حياة الأنبياء في سبعة مواطن، وبعد وفاتهم في سبعة مواطن، في الموطن السادس من السبعة بعد النبي صلى الله عليه وآله، الحديث 58. وروى أيضا باسناده، عن جعيد حمدان، قول أمير المؤمنين عليه السلام: إن في التابوت الأسفل ستة من الأولين وستة من الآخرين، وعد معاوية من الستة الآخرين. الخصال: الجزء 2، أبواب الاثني عشر، في التابوت الأسفل من النار اثنا عشر، الحديث 59. وروى أيضا باسناده، عن مكحول، قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: لقد علم المستحفظون من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله أنه ليس فيهم رجل له منقبة إلا وقد شركته فيها، وفضلته، ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحد منهم (إلى أن قال) وأما الثلاثون فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يحشر أمتي يوم القيامة على خمس رايات، فأول راية ترد علي راية فرعون هذه الأمة وهو معاوية. الخصال: الجزء 2، باب السبعين، لأمير المؤمنين عليه السلام سبعون منقبة لم يشركه فيها أحد من الأمة، الحديث 1. أقول: إن مخازي معاوية ومثالبه وعداءه لعلي عليه السلام وأولاده أظهر من الشمس، ولا يحبط بها لسان فصيح، أو قلم كاتب، وكان يعرفه المهاجرون والأنصار بالخيانة، والسرقة، حتى أنه صلى بالمدينة صلاة فجهر فيما بالقراءة فقرأ، بسم الله الرحمن الرحيم لام القرآن. ولم يقرأ بها للسورة التي بعدها حتى قضى تلك القراءة، ولم يكبر حين يهوي حتى قضى تلك الصلاة، فلما سلم ناداه من شهد ذلك من المهاجرين من كل مكان: يا معاوية أسرقت الصلاة أم نسيت؟ رواها البيهقي في سننه باسناده عن أنس بن مالك، الجزء 2، ص 49. وروى الحاكم في المستدرك: وقال حديث صحيح على شرط مسلم، الجزء 1، ص 233.