عده الشيخ تارة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله (8)، قائلا: " المقداد بن عمرو بن الأسود ". و (أخرى) من أصحاب علي عليه السلام (1)، قائلا: " المقداد بن الأسود الكندي، وكان اسم أبيه عمرو البهراني، وكان الأسود بن عبد يغوث قد تبناه فنسب إليه، يكنى أبا معبد، ثاني الأركان الأربعة ". أقول: صريح هذه العبارة أن الأسود ليس هو والد المقداد ولا جده، وإنما هو رجل أجبني قد تبنى المقداد بن عمرو، وعليه فما تقدم من عبارة الشيخ عند عد المقداد في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله من سهو القلم، ويحتمل أن تكون العبارة هكذا المقداد بن عمرو وهو ابن الأسود، والله العالم. وفي الاختصاص: في ذكر الأركان الأربعة (السابقين المقربين من أمير المؤمنين عليه السلام)، قال: حدثنا جعفر بن الحسين، عن محمد بن جعفر المؤدب، الأركان الأربعة: سلمان، والمقداد، وأبو ذر، وعمار. وعده البرقي أيضا، (تارة) من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، قائلا: " المقداد بن عمرو، وكان الأسود بن عبد يغوث تبناه فنسب إليه ". و (أخرى) من الأصفياء من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام. قال المفيد - قدس سره - في الاختصاص في ذاك المورد: " وكنية المقداد أبو معبد، وهو مقداد بن عمرو البهراني، وكان الأسود بن عبد يغوث النهري تبناه فنسب إليه (رحمة الله عليه) ". أقول: إن جلالة الرجل واختصاصه بأمير المؤمنين عليه السلام أظهر من الشمس. فقد روى الكشي في ترجمة سلمان (1) عن حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، ومحمد بن مسعود، قالا: حدثنا جبرئيل بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن النضر بن سويد، عن محمد بن بشير، عمن حدثه، قال: ما بقي أحد إلا وقد جال جولة إلا المقداد بن الأسود، فإن قلبه كان مثل زبر الحديد. ورواها المفيد في الإختصاص: في أحوال سلمان الفارسي، باسناده عن النضر بن سويد، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام. وتقدم عن الكشي في ترجمة سلمان، رواية سدير عن أبي جعفر عليه السلام، قوله: كان الناس أهل الردة بعد النبي صلى الله عليه وآله إلا ثلاثة، فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي. ورواية زرارة عن أبي جعفر عليه السلام، قول علي بن أبي طالب عليه السلام: ضاقت الأرض بسبعة، وبهم ترزقون وبهم تنصرون، وبهم تمطرون، منهم سلمان الفارسي والمقدار. وصحيحة أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ارتد الناس إلا ثلاثة، أبو ذر، وسلمان، والمقداد، قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: فأين أبو ساسان، وأبو عمرة الأنصاري؟ وصحيحته الأخرى عن أبي جعفر عليه السلام، قال: جاء المهاجرون والأنصار وغيرهم بعد ذلك إلى علي عليه السلام، فقالوا له: أنت والله أمير المؤمنين، وأنت والله أحق الناس وأولاهم بالنبي، هلم يدك نبايعك، فوالله لنموتن قدامك، فقال علي عليه السلام: إن كنتم صادقين فاغدوا غدا علي محلقين فحلق أمير المؤمنين، وحلق سلمان، وحلق مقداد، وحلق أبو ذر، ولم يحلق غيرهم. ورواية النصيبي عن أبي عبد الله عليه السلام، قول فاطمة سلام الله عليها لسلمان: هذه ثلاث سلال جاءتني بها ثلاث وصائف، فسألتهن عن أسمائهن، فقالت واحدة: أنا سلمى لسلمان، وقالت الأخرى: أنا ذرة لأبي ذر، وقالت الأخرى: أنا مقدودة للمقداد. ورواية أسباط بن سالم، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام. قوله: إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وآله، الذي لم ينقضوا العهد ومضوا عليه، فيقوم سلمان والمقداد، وأبو ذر. ورواية صفوان بن مهران الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام، قول رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله أمرني بحب أربعة، قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: علي بن أبي طالب عليه السلام، والمقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي. ورواية أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا سلمان لو عرض علمك على مقداد لكفر، يا مقداد لو عرض علمك على سلمان لكفر. ورواية أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر عليه السلام، قوله: ارتد الناس إلا ثلاثة نفر، سلمان، وأبو ذر، والمقدار. وقوله عليه السلام: إن أردت الذي لم يشك ولم يدخله شئ فالمقداد. وتقدم في ترجمة داود الرقي، رواية أبي عبد الله البرقي يرفعه، قال: نظر أبو عبد الله عليه السلام إلى داود الرقي (إلى أن قال) وقال في موضع آخر: أنزلوه فيكم بمنزلة المقداد. وروى الصدوق - قدس سره - باسناده، عن ابن بريدة، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: إن الله عز وجل أمرني بحب أربعة، وقلنا يا رسول الله: من هم؟ سمهم لنا: فقال: علي منهم، وسلمان، وأبو ذر، والمقداد. الخصال: الجزء 1، باب الأربعة، أمر النبي صلى الله عليه بحب أربعة، الحديث 126. ورواها المفيد - قدس سره - باسناده، عن أبي بريدة، عن أبيه، قريبا منه. الأمالي: المجلس 15، الحديث 2. وباسناده عن عبد الله بن محمد بن علي بن العباس الرازي، قال: حدثني سيدي علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي ابن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن علي عليه السلام، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: الجنة تشتاق إليك، وإلى عمار، وسلمان، وأبي ذر، والمقداد، الخصال: الجزء 1، باب الجنة تشتاق إلى خمسة، الحديث 80. وباسناده عن عبد العزيز القراطيسي، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام، فذكرت له شيئا من أمر الشيعة من أقاويلهم، فقال: يا عبد العزيز، الايمان عشر درجات بمنزلة السلم له عشر مراقي، وترتقي منه مرقاة بعد مرقاة، فلا يقولن صاحب الواحدة لصاحب الثانية لست على شئ، ولا يقولن صاحب الثانية لصاحب الثالثة لست على شئ، حتى انتهى إلى العاشرة، قال: وكان سلمان في العاشرة، وأبو ذر في التاسعة، والمقداد في الثامنة (الحديث). وبمضمونها رواية أخرى، الخصال: الجزء 2، باب العشرة، الايمان عشر درجات، الحديث 49. وباسناده عن زيد بن وهب، قال: كان الذين أنكروا على أبي بكر جلوسه بالخلافة وتقدمه على علي بن أبي طالب عليه السلام اثني عشر رجلا من المهاجرين والأنصار، كان من المهاجرين، خالد بن سعيد بن العاص، ومقداد بن الأسود.. (الحديث). الخصال: الجزء 2، أبواب الاثني عشر، الذين أنكروا على أبي بكر جلوسه بالخلافة، الحديث 4، وذكره البرقي أيضا في آخر رجاله، من الذين أنكروا على أبي بكر، وهو من الذين مضوا على منهاج نبيهم عليه السلام، ولم يغيروا ولم يبدلوا، ورواها الصدوق في العيون: الجزء 2، الباب 35، فيما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون في محض الاسلام وشرائع الدين، الحديث 1. وروى الصدوق باسناده، عن أبي سعيد الوراق، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، قول أمير المؤمنين عليه السلام لأبي بكر: وأما ما ذكرت من حديث النبي صلى الله عليه وآله لا يجمع أمتي في ضلال، أفكنت من الأمة أولم أكن؟ قال: بلى، قال: وكذلك العصابة الممتنعة عليك من سلمان، وعمار، وأبي ذر، والمقداد.. (الحديث). الخصال: الجزء 2، أبواب الثلاث والأربعين وما فوقها، إحتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر بثلاث وأربعين خصلة، الحديث 30. وروى باسناده عن الأعمش، عن جعفر بن محمد عليهما السلام، رواية طويلة، وفيها قوله عليه السلام: والولاية للمؤمنين الذين لم يغيروا ولم يبدلوا بعد نبيهم واجبة، مثل سلمان الفارسي، وأبي ذر الغفاري، والمقداد بن الأسود الكندي، وعمار بن ياسر، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وحذيفة بن اليمان، وأبي الهيثم بن التيهان، وسهل بن حنيف، وأبي أيوب الأنصاري، وعبد الله بن الصامت، وعبادة بن الصامت، وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين، وأبي سعيد الخدري. (الحديث) الخصال: الجزء 2، أبواب المائة وفوقها، باب خصال شرائع الدين، الحديث 9. وروى الشيخ المفيد - قدس سره - باسناده، عن أحمد بن أبي عبد الله، قال: قال علي بن الحكم: أصحاب أمير المؤمنين الذين قال لهم تشرطوا فأنا أشارطكم على الجنة، ولست أشارطكم على ذهب ولا فضة، إن نبينا صلى الله عليه وآله فيما مضى قال لأصحابه: تشرطوا فإني لست أشارطكم إلا على الجنة، وهم: سلمان الفارسي، والمقداد، وأبو ذر الغفاري، وعمار بن ياسر، وأبو ساسان، وأبو عمر والأنصاريان، وسهل بدري، وعثمان ابنا حنيف الأنصاري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، الاختصاص: ذكر شرطة الخميس. وروى باسناده، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: خلقت الأرض لسبعة، بهم ترزقون، وبهم تنصرون، وبهم تمطرون، منهم سلمان الفارسي، والمقداد، وأبو ذر، وعمار، وحذيفة، وكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: وأنا إمامهم، وهم الذين صلوا على فاطمة صلوات الله عليها، الاختصاص: في بيان سبعة بهم ترزقون. أقول: لم يذكر في هذه الرواية سابع السبعة، ولكن الصدوق - قدس سره - رواها باسناده، عن عيسى بن عبد الله العمري، فقال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليه السلام، فذكر قريبا مما في الاختصاص، وزاد عبد الله ابن مسعود، الخصال: الجزء 2، باب السبعة ما روي من طريق العامة، إن الأرض خلقت لسبعة، الحديث 50. وروى الشيخ المفيد - قدس سره - أيضا باسناده، عن الحارث، قال: سمعت عبد الملك بن أعين يسأل أبا عبد الله عليه السلام، فلم يزل يسأله حتى قال: فهلك الناس إذا؟ فقال: إي والله يا ابن أعين، هلك الناس أجمعون، قلت ز أهل الشرق والغرب؟ قال: إنها فتحت على الضلال، إي والله هلكوا إلا ثلاثة نفر: سلمان الفارسي، وأبو ذر، والمقداد، ولحقهم عمار، وأبو ساسان الأنصاري. وحذيفة، وأبو عمرة، فصاروا سبعة. الاختصاص: في ارتداد الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله إلا ثلاثة. أقول: تقدمت هذه الرواية بعينها في ترجمة سلمان، برواية الكشي بسنده، عن الحارث بن المغيرة النصري، إلا أنه لم يذكر فيها أسماء ثلاث نفر، وروى المفيد أيضا باسناده، عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ارتد الناس بعد النبي إلا ثلاثة نفر: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، ثم إن الناس عرفوا ولحقوا بعد، الاختصاص: بيان ارتداد الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله. وباسناده عن عمرو بن ثابت، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن النبي صلى الله عليه وآله لما قبض ارتد الناس على أعقابهم كفارا إلا ثلاثة: سلمان، والمقداد، وأبو ذر الغفاري، إنه لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، جاء أربعون رجلا إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، فقالوا: لا والله لا نعطي أحدا طاعة بعدك أبدا، قال: ولم؟ قالوا: إنا سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وآله فيك يوم غدير خم، قال: وتفعلون؟ قالوا: نعم، قال: فأتوني غدا محلقين، قال: فما أتاه إلا هؤلاء الثلاثة، قال: وجاءه عمار بن ياسر بعد الظهر.. (الحديث). الاختصاص: في الموضع المتقدم. وباسناده أيضا، عن محمد بن عيسى، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن سلمان كان منه إلى ارتفاع النهار (إلى أن قال) فأما الذي لم يتغير منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله حتى فارق الدنيا طرفه عين، فالمقداد بن الأسود لم يزل قائما قابضا على قائم السيف، عيناه في عيني أمير المؤمنين عليه السلام. ينتظر متى يأمره فيمضي، الاختصاص: في ترجمة مقداد بن الأسود، وروى باسناده، عن هشام بن سالم، قال: قال: أبو عبد الله عليه السلام: إنما منزلة المقداد بن الأسود في هذه الأمة، كمنزلة ألف في القرآن لا يلزق بها شئ. الاختصاص: في مواضع المتقدم. وروى باسناده، عن مفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لما بايع الناس أبا بكر، أتي بأمير المؤمنين عليه السلام ملبيا ليبايع (إلى أن قال) وقال أبو عبد الله عليه السلام: كان المقداد أعظم الناس إيمانا تلك الساعة. الاختصاص: في ترجمة سلمان، والمقداد. وباسناده عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لسلمان: يا سلمان لو عرض علمك على المقداد لكفر، يا مقداد لو عرض صبرك على سلمان لكفر. الاختصاص: الموضع المتقدم. وروى باسناده، عن عيسى بن حمزة، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الحديث الذي جاء في الأربعة؟ قال: وما هو؟ قلت: الأربعة التي اشتاقت إليهم الجنة، قال: نعم منهم سلمان، وأبو ذر، والمقداد، وعمار، قلت: فأيهم أفضل، قال: سلمان، ثم أطرق ثم قال: علم سلمان علما لو علمه أبو ذر لكفر. الاختصاص: في ذكر الأربعة التي اشتاقت إليهم الجنة. وروى باسناده، عن محمد بن مروان، عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله أوحى إلي أن أحب أربعة: عليا، وأبا ذر، وسلمان، والمقداد. الاختصاص: في ذكر السابقين المقربين من أمير المؤمنين عليه السلام. وباسناده، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، قال: كنت عند الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام إذ دخل المفضل بن عمر (إلى أن قال) قال: فما منزلة داود بن كثير الرقي منكم؟ قال: منزلة المقداد من رسول الله صلى الله عليه وآله، الاختصاص: حديث المفضل وخلق أرواح الشيعة من الأئمة. وباسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري: يقول: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن سلمان الفارسي، فقال صلى الله عليه وآله: سلمان بحر العلم لا يقدر على نزحه، سلمان مخصوص بالعلم الأول والآخر، أبغض الله من أبغض سلمان، وأحب من أحبه. قلت فما تقول في أبي ذر؟ قال: وذاك منا، أبغض الله من أبغضه، وأحب الله من أحبه، قلت: فما تقول في المقداد؟ قال: وذاك منا، أبغض الله من أبغضه، وأحب الله من أحبه، قلت: فما تقول في المقداد؟ قال: وذاك منا، أبغض الله من أبغضه، وأحب الله من أحبه، قلت: فما تقول في عمار؟ قال: وذاك منا، أبغض الله من أبغضه، وأحب الله من أحبه. (الحديث). الاختصاص: في بيان فضل سلمان، وأبي ذر، والمقداد، وعمار.