ابن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، مدني، من أصحاب الصادق عليه السلام (429). روى محمد بن يعقوب بإسناده، عن عبد الله بن إبراهيم بن محمد الجعفري، قال: أتينا خديجة بنت عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، نعزيها بابن بنتها، فوجدنا عندها موسى بن عبد الله بن الحسن (إلى أن قال) فقال موسى بن عبد الله: والله لأخبرنكم بالعجب، رأيت أبي - رحمه الله - لما أخذ في أمر محمد بن عبد الله وأجمع على لقاء أصحابه، فقال: لا أجد هذا الامر يستقيم إلا أن ألقى أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام، فانطلق وهو متك علي، فانطلقت معه حتى أتينا أبا عبد الله عليه السلام (إلى أن قال) فقال له أبو عبد الله عليه السلام: يغفر الله لك ما أخوفني أن يكون هذا البيت يلحق صاحبنا: (منتك نفسك في الخلاء ضلالا)، لا والله لا يملك أكثر من حيطان المدينة ولا يبلغ أمله الطائف إذا أحفل - يعني إذا أجهد نفسه - وما للامر من بد أن يقع، فاتق الله وارحم نفسك، وبني أبيك، فوالله إني لأراه أشأم سلحة أخرجتها أصلاب الرجال إلى أرحام النساء والله إنه المقتول بسدة أشجع، بين دورها، والله لكأني به صريعا مسلوبا بزته، بين رجليه لبنة، ولا ينفع هذا الغلام ما يسمع - قال موسى بن عبد الله: يعنيني -، وليخرجن معه فيهزم ويقتل صاحبه، ثم يمضي فيخرج معه راية أخرى، فيقتل كبشها ويتفرق جيشها، فإن أطاعني فليطلب الأمان عند ذلك من بنى العباس حتى يأتيه الله بالفرج (إلى أن قال) قال موسى ابن عبد الله: فانطلقت حتى لحقت بإبراهيم بن عبد الله فوجدت عيسى بن زيد مكمنا عنده فأخبرته بسوء تدبيره، وخرجنا معه حتى أصيب رحمه الله، ثم مضيت مع ابن أخي الأشتر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الحسن حتى أصيب بالسند، ثم رجعت شريدا طريدا تضيق علي البلاد، فلما ضاقت علي الأرض واشتد بي الخوف ذكرت ما قال أبو عبد الله عليه السلام: فجئت إلى المهدي وقد حج وهو يخطب الناس في ظل الكعبة، فما شعر إلا وأني قد قمت من تحت المنبر فقلت: لي الأمان يا أمير المؤمنين، وأدلك على نصيحة لك عندي؟ فقال: نعم، ما هي؟ قلت: أدلك على موسى بن عبد الله بن الحسن، فقال لي: نعم، لك الأمان، فقلت له: أعطني ما أثق به، فأخذت منه عهودا ومواثيق، ووثقت لنفسي ثم قلت: أنا موسى بن عبد الله، فقال لي: إذا تكرم وتحبا (إلى أن قال) وقال لي المهدي: من يعرفك - وحوله أصحابنا أو أكثرهم: فقلت: هذا الحسن ابن زيد يعرفني، وهذا موسى بن جعفر يعرفني، وهذا الحسن بن عبد الله بن العباس يعرفني، فقالوا: نعم، يا أمير المؤمنين، كأنه لم يغب عنا، ثم قلت للمهدي: يا أمير المؤمنين، لقد أخبرني بهذا المقام أبو هذا الرجل، وأشرت إلى موسى بن جعفر عليهما السلام، قال موسى بن عبد الله: وكذبت على جعفر كذبة فقلت له: وأمرني أن أقرئك السلام، وقال: أنه إمام عدل وسخاء، قال: فأمر لموسى بن جعفر بخمسة آلاف دينار، فأمر لي منها موسى بألفي دينار، ووصل عامة أصحابه، ووصلني فأحسن صلتي، فحيث ما ذكر ولد محمد بن علي بن الحسين فقولوا صلى الله عليهم وملائكته وحملة عرشه والكرام الكاتبون، وخصوا أبا عبد الله بأطيب من ذلك، وجزى موسى بن جعفر عني خيرا، فأنا والله مولاهم بعد الله. الكافي: الجزء 1، كتاب الحجة 4، باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل 81، الحديث 17.