مهيار بن مرزويه
المسار الصفحة الرئيسة » الرجال » مهيار بن مرزويه

 البحث  الرقم: 12940  المشاهدات: 1075
قال ابن شهرآشوب في معالم العلماء (9)، عند عده شعراء أهل البيت
المجاهرين: " المولى الجليل أبو الحسن مهيار بن مرزويه الديلمي البغدادي:
فاضل، شاعر، أديب، من شعراء أهل البيت عليهم السلام المجاهرين، من
غلمان الشريف الرضي، جمع بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال له أبو
القاسم بن برهان: انتقلت بإسلامك من زاوية من النار إلى زاوية منها، فقال: ولم؟
قال: لأنك كنت مجوسيا فأسلمت، فصرت تسب السلف شعرك، فقال:
لا أسب إلا من سبه الله ورسوله ".
وقال الشيخ الحر في تذكرة المتبحرين (1021)، بعد نقل ما ذكرناه من
معالم العلماء: " وله شعر كثير في مدح أهل البيت عليهم السلام، وديوان شعر
كبير. وقال بعض العلماء: خيار مهيار خير من خيار الرضي، وليس للرضي ردئ
أصلا.
ومن شعره قوله من قصيدة:
حملوها يوم السقيفة أوزارا * تخف الجبال وهي ثقال
ثم جاؤوا من بعدها يستقيلون * وهيهات عثرة لا تقال
وتحال الاخبار والله يدري * كيف كانت يوم الغدير الحال
وقوله من قصيدة:
أبا حسن إن أنكروا الحق فضله * على أنه والله إنكار عارف
فإلا سعى للبنين أخمص بازل * وإلا سعت للنعل إصبع خاصف
وإلا كما كنت ابن عم ووالدا * وصنوا وصهرا كأن لم يقارف
أخصك بالتفضيل إلا لعلمه * بعجزهم عن بعض تلك المواقف
وقوله من قصيدة:
وأما وسيدهم على قولة * تشجي العدو وتبهج المتواليا
لقد ابتنى شرفا لهم لو رامه * زحل بباغ كان عنه نائيا
وهب الغدير أبوا عليه قبوله * بغيا فكم عدوا سواه مساعيا
بدرا وأحدا أختها من بعدها * وحنين وقارا بهن فصاليا
والصخرة الصماء أخفى تحتها * ماء وغير يديه لم يك ساقيا
وتدبروا خبر اليهود بخيبر * وارضوا بمرحب وهو خصم قاضيا
وتفكروا في أمر عمر وأولا * وتفكروا في أمر عمرو ثانيا
أسدان كانا من فريسة سيفه * ولقلما هابا سواه مناويا
وقوله من قصيدة:
أبوهم وأمهم من علمت * فانقص مديحهم أو زد
أرى الدين من بعد يوم الحسين * عليلا له الموت بالمرصد
سيعلم من فاطم خصمه * بأي نكال غدا يرتدي
ومن ساء أحمد يا سبطه * فباء بقتلك ما ذا يدي
فداؤك نفسي ومن لي بذاك * ولو أن مولى بعبد فدي
وليت سبقت فكنت الشهيد * أمامك يا صاحب المشهد
أنا العبد والاكم عقده * إذا القول بالقلب لم يعقد
وفيكم ولائي وديني معا * وإن كان في فارس مولدي
وقوله أيضا:
أيها العاتب ما ذاك وما أعرف ذنبي
أتظن الدمع دينا تتقاضاه بعتبي
إن تكن أنكرت حفظي لك وارتبت بحبي
فبعين الله يا ظالم عيني وقلبي
وقوله
يلحى على البخل الشحيح بماله * أفلا تكون بماء وجهك أبخلا
أكرم يديك عن السؤال فإنما * قدر الحياة أقل من أن تسألا
ولقد أضم إلى فضل قناعتي * وأبيت مشتملا بها متزملا
وإذا امرؤ أفنى الليالي حسرة * وأمانيا أفنيتهن توكلا
وقال ابن خلكان: " مهيار بن مرزويه، الكاتب الفارسي الديلمي الشاعر
المشهور... كان جزل القول مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل
في أربع مجلدات... ذكره الخطيب في تاريخ بغداد وأثنى عليه... وذكره أبو الحسن
الباخرزي في دمية القصر، فقال: هو شاعر، له في مناسك الحج مشاعر، وكاتب
تجلى تحت كل كلمة من كلماته كاعب، وما في قصيدة من قصائده بيت يتحكم عليه
بلو وليت (وهي مصبوبة في قالب القلوب وبمثلها يعتذر الزمان المذنب عن
الذنوب).
ثم قال ابن خلكان: توفي في سنة (428) ".


الفهرسة