قال النجاشي: " إسماعيل بن جابر الجعفي: روى عن أبي جعفر، وأبي عبد الله عليهما السلام، وهو الذي روى حديث الاذان، له كتاب، ذكره محمد بن الحسن بن الوليد، في فهرسته. أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن الحسن، عن محمد ابن الحسن، عن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عنه ". أقول: حديث الاذان رواه محمد بن يعقوب بإسناده، عن أبان بن عثمان، عن إسماعيل الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام. الكافي: الجزء 3، كتاب الصلاة 4، باب بدء الأذان والإقامة وفضلهما 18، الحديث 3. وإسماعيل الجعفي، وإن كان قد يطلق على إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي، فقد روى محمد بن يعقوب بإسناده، عن حماد بن عثمان، عن إسماعيل الجعفي. الكافي: الجزء 7، باب الجد من كتاب المواريث 23، الحديث 3، وهذه الرواية بعينها رواها في هذا الباب، الحديث 10، عن حماد بن عثمان، وجميل بن دراج، عن إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي. ورواهما الشيخ بإسناده عن محمد ابن يعقوب، مثله. التهذيب: الجزء 9، باب ميراث من علا من الآباء وهبط من الأولاد، الحديث 1082، 1089. وذكر الصدوق - قدس سره - في المشيخة، إسماعيل الجعفي وذكر طريقه إليه مع التصريح بأنه إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي. إلا أن هذا لا يكشف عن انصراف إسماعيل الجعفي إلى إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي، أينما أطلق، فلا مانع من أن يكون إسماعيل الجعفي هو إسماعيل بن جابر الجعفي، على ما شهد به النجاشي، وقد روى الصدوق بسنده، عن جميل بن دراج، عن إسماعيل بن جابر الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام. الفقيه: الجزء 3، باب اللاتي يطلقن على كل حال، الحديث 1615، وروى هذه الرواية بعينها محمد بن يعقوب، بإسناده عن جميل بن دراج، عن إسماعيل الجعفي. الكافي: الجزء 6، كتاب الطلاق 2، باب النساء اللاتي يطلقن على كل حال 20، الحديث 1 و 3، ورواها الشيخ في التهذيب: الجزء 8، باب أحكام الطلاق، الحديث 198 و 231، والاستبصار: الجزء 3، باب طلاق الغائب، الحديث 1039. ويقرب ذلك أن إسماعيل بن جابر أكثر رواية من إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي بمراتب. وسيجئ أن إسماعيل بن جابر هو إسماعيل بن جابر الجعفي ولا وجود لغيره. ويؤكد ذلك أن إسماعيل بن جابر أشهر واعرف من إسماعيل بن عبد الرحمن، فإن الأول ذو كتاب دون الثاني. وقال الكشي (79): إسماعيل بن جابر الجعفي: " حدثنا محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، قال: حدثني ابن أورمة، عن عثمان بن عيسى، عن إسماعيل بن جابر، قال: أصابني لقوة في وجهي، فلما قدمنا المدينة، دخلت على أبي عبد الله عليه السلام، قال: ما الذي أرى بوجهك؟ قال: فقلت فاسدة الريح، قال: فقال لي إئت قبر النبي صلى الله عليه وآله فصل عنده ركعتين، ثم ضع يدك على وجهك ثم قل: بسم الله وبالله بهذا أخرج (أقسمت عليك) من عين إنس أو عين جن أو وجع، اخرج (أقسمت) عليك بالذي اتخذ إبراهيم خليلا وكلم موسى تكليما، وخلق عيسى من روح القدس، لما هدأت وطفيت كما طفئت نار إبراهيم، اطفئ بإذن الله، اطفئ بإذن الله. قال: فما عاودت إلا مرتين، حتى رجع وجهي فما عاد إلى الساعة. حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جبرئيل بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي الصباح، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول: هلك المترئسون (المستريبون - خ ك) في أديانهم منهم زرارة، وبريد، ومحمد ابن مسلم، وإسماعيل الجعفي، وذكر آخر لم أحفظه ". أقول: هذه الرواية الذامة ضعيفة، بجبرئيل بن أحمد. وقد تعرض الشيخ لإسماعيل بن جابر، من دون توصيف له بالجعفي، أو بغيره (49). وقال: " له كتاب، أخبرنا به ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن صفوان، عن إسماعيل بن جابر، ورواه حميد بن زياد، عن القاسم بن إسماعيل القرشي، عنه ". وتعرض له في رجاله، في أصحاب موسى بن جعفر عليه السلام، (13) من غير توصيف أيضا وقال: روى عنهما: (الباقر والصادق) عليهما السلام، أيضا، وفي أصحاب الصادق عليه السلام (93)، مع توصيفه بالخثعمي، وفي أصحاب الباقر عليه السلام (18)، قائلا: " إسماعيل بن جابر الخثعمي الكوفي، ثقة، ممدوح، له أصول، رواها عنه صفوان بن يحيى ". روى عن أبي عبد الله عليه السلام، وروى عنه محمد بن سنان. كامل الزيارات: باب فيما جاء في قاتل الحسين وقاتل يحيى بن زكريا عليهما السلام (25)، الحديث 3. وقد وقع الكلام في تعدد الرجل واتحاده. والصحيح هو الاتحاد، وأن إسماعيل بن جابر هو الجعفي، وقد وقع التحريف في نسخة الرجال، فأبدل الجعفي بالخثعمي. والذي يدلنا على ذلك، أن من المستبعد جدا أن يكون المسمى بإسماعيل بن جابر رجلين، لكل منهما كتاب، رواه صفوان بن يحيى، ومع ذلك لا يتعرض لأحدهما من أصحاب الأصول، غير الشيخ، ولا يتعرض الشيخ للآخر في كتابيه ولا يروي عمن تعرض له، ولا رواية واحدة، فإنا لم نجد في التهذيبين ولا في غيرهما رواية عن إسماعيل بن جابر الخثعمي، يرويها صفوان، أو غيره، بل الروايات الموجودة، إما عن إسماعيل بن جابر من غير توصيف، وهو الأكثر، أو عن إسماعيل الجعفي، وهو أيضا كثير، وإن كان دون الأول. والمراد به: إسماعيل بن جابر، أو إسماعيل بن عبد الرحمن، أو إسماعيل بن جابر الجعفي، كما في الفقيه: الجزء 3، في باب اللاتي يطلقن على كل حال، الحديث 1615. نعم في الكافي: الجزء 4، كتاب الحج 3، باب النوادر من كتاب الحج 237، الحديث 26، رواية ابن أبي عمير، عن إسماعيل الخثعمي، وفي الوافي: ذكر هذه الراوية بعينها عن ابن أبي عمير عن إسماعيل الخثعمي. وكيف كان، فإن صحت النسخة فهو مجهول، لم يتعرض له في كتب الرجال، إذ لا قرينة على أنه ابن جابر، فمما يطمأن به: أن إسماعيل بن جابر هو الجعفي فقط، ولا وجود لإسماعيل بن جابر الخثعمي أصلا، وأن نسخة الرجال قد وقع التحريف فيها. ومما يؤيد ذلك: أن العلامة، قال في الخلاصة، في القسم الأول، الباب 2، من فصل الهمزة (2): " إسماعيل بن جابر الجعفي، الكوفي، ثقة، ممدوح "، وهذه العبارة بعينها عبارة الشيخ - قدس سره - عند عد الرجل من أصحاب الباقر عليه السلام، ثم قال العلامة: " وكان من أصحاب الباقر عليه السلام "، فمن المطمأن به، أن العلامة قد أخذ ما ذكر من رجال الشيخ، وكان الموجود في النسخة التي عنده: الجعفي، دون الخثعمي، ويؤكد ذلك أن الموجود في نسخة النقد للفاضل التفريشي، وكذلك في نسخة الرجال التي كانت عند المولى الشيخ عناية الله - على ما ذكره في مجمع الرجال - كان هو الجعفي، دون الخثعمي، والله العالم بحقيقة الحال. ويؤكد ما ذكرناه أن الشيخ الصدوق - قدس سره - ذكر في المشيخة إسماعيل بن جابر وذكر طريقه إليه، وقد روى في كتابه عن إسماعيل بن جابر الجعفي، كما تقدم ولم يرو شيئا عن إسماعيل بن جابر الخثعمي، فيعلم بذلك أن إسماعيل بن جابر هو الجعفي. وقد تحصل مما ذكرنا، أن إسماعيل بن جابر الذي ذكر الشيخ - قده - وذكر أن راوي كتابه صفوان، هو الذي أدرك الباقر عليه السلام، وروى عنه وعن الصادق عليه السلام، وقد أدرك الكاظم عليه السلام أيضا، ولكن لم تثبت روايته عنه عليه السلام، وإن كان من المظنون انه روى عنه عليه السلام أيضا، وقد روى الشيخ - قدس سره - بإسناده عن زكريا بن عمرو، عن رجل، عن إسماعيل بن جابر. قال: قال لي رجل صالح... الحديث. التهذيب: الجزء 7، باب الزيادات من باب الاجارات، الحديث 1027، فإن المظنون أن المراد من (رجل صالح) هو الكاظم عليه السلام. وأما روايته عن الباقر والصادق عليهما السلام فهي كثيرة تقرب من مائة رواية، وقد شهد النجاشي بأنه إسماعيل بن جابر الجعفي، وذكر طريقه إليه، إذن الكتاب له، والروايات عنه، وإن لم يصرح في تلك الروايات بأن إسماعيل بن جابر هو الجعفي، ولكن يثبت ذلك بشهادة النجاشي وشهادة الشيخ، فإن إسماعيل بن جابر الذي روى عن الباقر عليه السلام منحصر في إسماعيل بن جابر الجعفي، وأما إسماعيل بن جابر الخثعمي فقد عرفت أنه لا وجود له. نعم يبقى هنا شئ، وهو أن البرقي ذكر في أصحاب الباقر عليه السلام، إسماعيل بن جابر الجعفي، وإسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي، وذكر في أصحاب الصادق عليه السلام، ممن أدرك الباقر عليه السلامإسماعيل الجعفي وذكر في أصحاب الصادق عليه السلام، إسماعيل بن جابر بلا قيد، وقد يستشعر من هذا الكلام أن إسماعيل بن جابر الذي يروي عن الإمام الباقر عليه السلام مغاير لإسماعيل بن جابر الجعفي الذي هو من أصحاب الباقر عليه السلام، والا لعده في أصحاب الصادق عليه السلام ممن أدرك الباقر عليه السلام، وهذا ينافي ما ذكره الشيخ - قده - والنجاشي من روايته عنهما عليهما السلام. ولكن لا يمكن الاعتماد على ذلك، فإنه - قدس سره - لم يلتزم بأن يذكر في أصحاب الصادق عليه السلام، خصوص من لم يدرك الباقر عليه السلام، وقد ذكر إبراهيم بن معرض في أصحاب الباقر عليه السلام تارة، وفي أصحاب الصادق عليه السلام أخرى. وقد عد جماعة من أصحاب الصادق عليه السلام مع أنهم من أصحاب الباقر عليه السلام أيضا، ولهم عنه عليه السلام رواية أيضا: منهم إسماعيل بن الفضل، وهو من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام على ما ذكره الشيخ - قده -، ومنهم الحسين بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام عم أبي عبد الله، وله رواية عن أبيه علي بن الحسين عليه السلام، وعده الشيخ من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام أيضا، ومنهم عبد الملك بن عتبة اللهبي روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، على ما ذكره النجاشي، ومنهم عبيد الله بن الوليد الوصافي العجلي روى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام على ما ذكره النجاشي، ومنهم محمد بن إسحاق ابن يسار صاحب المغازي روى عنهما عليهما السلام على ما ذكره الشيخ - قدس سره - ومنهم محمد بن السائب الكلبي النسابة، ومنهم محمد بن علي الحلبي فإنه من أصحاب الباقر عليه السلام أيضا، على ما ذكره النجاشي، وله عنه عليه السلام رواية أيضا، وغيرهم ممن عدوا في أصحاب الصادق عليه السلام وهم من أصحاب الباقر عليه السلام أيضا. فعلى هذا يكون إسماعيل بن جابر الذي ذكره في أصحاب الصادق عليه السلام هو إسماعيل بن جابر الجعفي الذي ذكره في أصحاب الباقر عليه السلام. وللشيخ إليه طريقان: أحدهما صحيح، والآخر ضعيف بالقاسم بن إسماعيل القرشي. وطريق الصدوق إليه: محمد بن موسى المتوكل - رضي الله عنه -، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن عيسى، عن صفوان ابن يحيى، عن إسماعيل بن جابر، والطريق صحيح. طبقته في الحديث وقع بعنوان إسماعيل بن جابر في إسناد كثير من الروايات، تبلغ سبعة وتسعين موردا. فقد روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، وعن أبي بصير، وأبي خالد، وأبي عبيدة الحذاء، وعبد الحميد بن أبي الديلم، وعبد الحميد خادم إسماعيل ابن جعفر، ويونس بن ظبيان. وروى عنه أبو أيوب، وابن سنان، وابن مسكان، وأبان بن عبد الملك، وحريز، والحسن بن عطية، والحسين بن عثمان، والحسين بن المختار، وحفص بن قرط، وحماد، ورفاعة بن موسى، وسعدان بن مسلم، وصفوان، وصفوان بن يحيى، وعبد الله بن سنان، وعبد الله بن مسكان، وعبد الله ابن المغيرة، وعبد الله بن الوليد الكندي، وعبد الملك القمي، وعبيد بن حفص ابن قرط، وعثمان بن عيسى، وعلي بن الحسن بن رباط، وعلي بن النعمان، ومحمد ابن سنان، ومنصور بن يونس، وموسى بن القاسم، وهشام بن سالم. ثم إنه روى الشيخ بسنده، عن محمد بن خالد، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله عليه السلام. التهذيب: الجزء 1، باب آداب الاحداث الموجبة للطهارة، الحديث 101، والاستبصار: الجزء 1، باب كمية الكر، الحديث 13، إلا أن فيه: عبد الله بن سنان، بدل محمد بن سنان، وهو الموافق لما رواها بعينها في التهذيب: الجزء 1، الباب المتقدم، الحديث 115. ومن المظنون صحة ما في المورد الأول بقرينة كثرة رواية محمد بن خالد، عن محمد بن سنان، وعدم ثبوت روايته عن عبد الله بن سنان في شئ من روايات الكتب الأربعة، والوافي والوسائل عن كل مورد مثله. وروى أيضا بسنده، عن ابن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام. التهذيب: الجزء 10، باب حدود الزنا، الحديث 28، والاستبصار: الجزء 4، باب ما يحصن وما لا يحصن، الحديث 765. ورواها الصدوق في الفقيه: الجزء 4، باب ما يجب به التعزير والحد والرجم...، الحديث 57، إلا أن فيه: عبد الله بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله عليه السلام، وما في التهذيب موافق لما رواها الكليني في الكافي: الجزء 7، كتاب الحدود 3، باب ما يحصن وما لا يحصن...، 3، الحديث 10. وروى بعنوان إسماعيل بن جابر الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام، وروى عنه جميل بن دراج. الفقيه: الجزء 3، باب اللاتي يطلقن على كل حال، الحديث 1615.