قال الكشي (438): " سأل أبو عبد الله الشاذاني أبا محمد الفضل بن شاذان، قال: إنما ربما صلينا مع هؤلاء صلاة المغرب، فلا نحب أن ندخل المنزل عند خروجنا من المسجد، فيتوهموا علينا أن دخولنا المنزل ليس إلا لإعادة الصلاة التي صليناها معهم، فنتدافع بصلاة المغرب إلى صلاة العتمة؟ فقال: لا تفعلوا هذا من ضيق صدوركم، ما عليكم لو صليتم معهم فتكبروا في مرة واحده ثلاث أو خمس تكبيرات، وتقرؤا في كل ركعة الحمد وسورة أي سوره شئتم بعد أن تتموها عند ما يتم إمامهم، وتقولوا في الركوع: (سبحان ربي العظيم وبحمده) بقدر ما يتأتى لكم معهم، وفي السجود كمثل ذلك، وتسلموا معهم وقد تمت صلاتكم لأنفسكم، وليكن الامام عندكم والحائط بمنزلة واحدة، فإذا فرغ من الفريضة فقوموا معهم فصلوا السنة بعدها أربع ركعات، فقال: يا أبا محمد، أفليس يجوز إذا فعلت ما ذكرت؟ قال: نعم، قال: فهل سمعت أحدا من أصحابنا يفعل هذه الفعلة؟ قال: نعم، كنت بالعراق وكان يضيق صدري عن الصلاة معهم كضيق صدوركم، فشكوت ذلك إلى فقيه هناك يقال له نوح بن شعيب، فأمرني بمثل الذي أمرتكم به. فقلت: هل يقول هذا غيرك؟ قال: نعم. فاجتمعت معه في مجلس فيه نحو من عشرين رجلا من مشايخ أصحابنا فسألته - يعني نوح بن شعيب - أن يجري بحضرتهم ذكرا مما سألته من هذا. قال نوح بن شعيب: يا معشر من حضر، ألا تعجبون من هذا الخراساني الغمر، يظن في نفسه أنه أكبر من هشام بن الحكم، ويسألني هل يجوز الصلاة مع المرجئة في جماعتهم؟ فقال جميع من كان حاضرا من المشايخ كقول نوح بن شعيب، فعندها طابت نفسي ". أقول: بما أن الكشي عنون نوح بن صالح، وذكر في روايته نوح بن شعيب، فالظاهر من ذلك أنهما عنوانان لرجل واحد، وقد أشار إلى ذلك الشيخ في نوح بن شعيب.