قال الشيخ المفيد: " ولما سمع مسلم بن عقيل مجئ عبيد الله إلى الكوفة ومقالته التي قالها وما أخذ به العرفاء والناس، خرج من دار المختار، حتى انتهى إلى دار هاني بن عروة، فدخلها فأخذت الشيعة تختلف إليه في دار هاني على تستر واستخفاء من عبيد الله، وتواصوا بالكتمان (إلى أن قال) فجاء هاني حتى دخل على عبيد الله بن زياد وعنده القوم، فلما طلع قال عبيد الله: أتتك بحائن رجلاه (إلى أن قال) وقال له ابن زياد: والله لا تفارقني أبدا حتى تأتيني به (مسلم بن عقيل)، قال: لا والله لا أجيئك به أبدا، أجيك بضيفي تقتله (إلى أن قال) فقال: أدنوه مني، فأدنوه منه وقال: والله لتأتيني به أو لأضربن عنقك، ثم قال: أدنوه مني، فأدني منه فاعترض وجهه بالقضيب، فلم يزل يضرب به أنفه وجبينه وخده حتى كسر أنفه وسال الدماء على وجهه ولحيته (إلى أن قال) فقال أخرجوه إلى السوق فاضربوا عنقه، فأخرج هاني حتى انتهى به مكان من السوق كان يباع فيه من الغنم (إلى أن قال) فوثبوا إليه وشدوه وثاقا، ثم قيل له: مد عنقك، فقال: ما أنا بها بسخي وما أنا بمعينكم على نفسي، فضربه مولى لعبيد الله - تركي - يقال له رشيد بالسيف، فلم يصنع شيئا، فقال هاني: إلى الله المعاد، اللهم إلى رحمتك ورضوانك، ثم ضربه أخرى فقتله ". الارشاد: في حالات مسلم بن عقيل.