قال النجاشي: " يحيى بن القاسم، أبو بصير الأسدي، وقيل أبو محمد: ثقة، وجيه، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهم السلام، وقيل: يحيى بن أبي القاسم، واسم أبي القاسم إسحاق، وروى عن أبي الحسن موسى عليه السلام، له كتاب يوم وليلة. أخبرنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير بكتابه، ومات أبو بصير سنة خمسين ومائة ". وقال الشيخ (797): " يحيى بن القاسم، يكنى أبا بصير، له كتاب مناسك الحج، رواه علي بن أبي حمزة، والحسين بن أبي العلا، عنه ". وعده في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام (9)، قائلا: " يحيى بن القاسم، أبو محمد، يعرف بأبي بصير الأسدي، مولاهم، كوفي، تابعي، مات سنة خمسين ومائة بعد أبي عبد الله عليه السلام ". وقال العلامة: " وقال علي بن أحمد العقيقي: يحيى بن القاسم الأسدي، مولاهم، ولد مكفوفا، رأى الدنيا مرتين، مسح أبو عبد الله عليه السلام على عينيه، وقال: انظر ما ترى؟ قال: أرى كوة في البيت وقد أرانيها أبوك من قبلك ". (إنتهى). الخلاصة: (3) من الباب (1)، من حرف الياء، من القسم الثاني. ولابد من التكلم في جهات: الأولى: أن أبا بصير يحيى قد اختلفت الكلمات في أبيه، فمنهم من ذكر: أنه أبو القاسم، كما تقدم عن البرقي وابن فضال والمفيد والشيخ، وقد صرح المفيد والشيخ بأن اسم أبي القاسم إسحاق. ومنهم من ذكر: أن اسمه القاسم كما ذكره النجاشي والشيخ، وعلي بن أحمد العقيقي، والظاهر أن اسم والده: أبو القاسم، وقد صرح به في روايتين ذكرهما الصدوق - قدس سره -، وقد تقدمت الروايتان في يحيى بن أبي القاسم. ثم على تقدير أن يكون اسم والد يحيى القاسم دون أبي القاسم، فهو غير يحيى بن القاسم الحذاء على ما نبين إن شاء الله تعالى. الثانية: أن المذكور في الروايات الكثيرة أبو بصير من دون ذكر اسمه، وأبو بصير كنية لعدة أشخاص، منهم: عبد الله بن محمد الأسدي، وليث بن البختري المرادي، ويحيى بن أبي القاسم الأسدي، ولكن المعروف بأبي بصير هو الأخير فمتى لم تكن قرينة على إرادة غيره فهو المراد. ويدلنا على ذلك أمور: الأول: قول الشيخ في أنه يعرف بأبي بصير الأسدي، فإنه يظهر من ذلك أن أبا بصير الأسدي متى ما أطلق فالمراد به هو يحيى بن أبي القاسم، دون عبد الله بن محمد، وإن كان هو أيضا أسديا. الثاني: قول ابن فضال حينما سئل عن اسم أبي بصير، أنه يحيى بن أبي القاسم، فإنه ظاهر في أن أبا بصير متى ما أطلق فالمراد به يحيى بن أبي القاسم. الثالث: أن الصدوق ذكر طريقه إلى أبي بصير مطلقا، وقد بدأ به السند في الفقيه ما يقرب من ثمانين موردا ولم يذكر اسمه، والمراد به يحيى بن أبي القاسم جزما فإن الراوي عنه علي بن أبي حمزة، وهو قائد أبي بصير يحيى بن أبي القاسم، وروايته عن أبي بصير كثيرة في الكتب الأربعة، وقد تقدم التصريح برواية علي ابن أبي حمزة، عن يحيى بن أبي القاسم في ترجمته. وهذا يدلنا بوضوح أن أبا بصير متى ما أطلق فالمراد به يحيى بن أبي القاسم، هذا مع أنه لم يوجد ولا مورد واحد يطلق أبو بصير، ويراد به عبد الله ابن محمد الأسدي، أو غيره من غير المعروفين، فغاية الامر أن يتردد أمر أبي بصير متى ما أطلق، بين يحيى بن أبي القاسم الأسدي، وبين ليث بن البختري المرادي، ولا أثر لهذا التردد بعد كون كل منهما ثقة، على ما تقدم ويأتي. الثالثة: أن أبا بصير الأسدي مغاير ليحيى بن القاسم الحذاء الآتي جزما، لان الثاني واقفي وقد بقي إلى زمان الرضا سلام الله عليه، وأبو بصير مات سنة مائة وخمسين، نعم، روت الواقفة عن أبي بصير ما استدلوا به على صحة مذهبهم ويأتي ذكر ذلك، وهذا أجنبي عن كونه واقفيا وباقيا إلى زمان الرضا عليه السلام. الرابعة: قد عرفت عن النجاشي أنه ثقة وجيه، وقد تقدم في ترجمة بريد عد الكشي إياه من أصحاب الاجماع، وحكي عن بعضهم أنه قال مكان أبي بصير الأسدي، أبو بصير المرادي، وهو ليث بن البختري، فإن ظاهر هذا الكلام أن المعروف بينهم أن أبا بصير الأسدي هو من أصحاب الاجماع، وأما تبديله بأبي بصير المرادي فهو قول قاله بعضهم. ثم إن الروايات التي وردت في أبي بصير بين مادحة وذامة، وما لا مدح فيه ولا ذم. أما الأخير: فهي ما رواه الكشي عن طاهر بن عيسى، قال: حدثني جعفر ابن أحمد الشجاعي، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن عبد الله بن وضاح، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام (إلى أن قال): فقال عليه السلام: يا أبا محمد ليس لكم أن تدخلوا علينا في أمرنا، وإنما عليكم أن تسمعوا وتطيعوا. وتقدمت الرواية بتمامها في ترجمة عبد الله بن محمد الأسدي. وأما المادحة فهي كما تلي: الأولى: ما تقدم في ترجمة ليث بن البختري من رواية الكشي، عن أبي بصير الضرير البصير، ضمان أبي عبد الله عليه السلام له الجنة، وذكرها في ترجمة علباء بن دراع، عن أبي جعفر عليه السلام، وعلى كل، فالرواية ضعيفة كما تقدم. الثانية: ما رواه محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن مثنى الحناط، عن أبي بصير، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام، فقلت له: أنتم ورثة رسول الله؟ قال: نعم، فقلت: رسول الله وارث الأنبياء علم كل ما علموا؟ قال لي: نعم، قلت: فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرؤا الأكمه والأبرص؟ قال: نعم بإذن الله، ثم قال لي: أدن مني يا أبا محمد، فدنوت منه فمسح على وجهي وعلى عيني فأبصرت الشمس والسماء، والأرض والبيوت وكل شئ في البلد، ثم قال لي: أتحب أن تكون هكذا، ولك ما للناس، وعليك ما عليهم يوم القيامة، أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا؟ قلت: أعود كما كنت، فمسح على عيني فعدت كما كنت، قال: فحدثت ابن أبي عمير بهذا. فقال: أشهد أن هذا حق، كما أن النهار حق. الكافي: الجزء 1، كتاب الحجة 4، باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 118، الحديث 3. ورواها الكشي بسنده، عن أبي بصير قريبا من ذلك، وتقدمت في ترجمة ليث بن البختري. الثالثة: ما رواه الكشي عن حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن شعيب العقرقوفي، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام، ربما احتجنا أن نسأل عن الشئ فممن نسأل؟ قال: عليك بالأسدي يعني أبا بصير، ذكرها الكشي في ترجمة ليث بن البختري (68). أقول: الرواية صحيحة السند، وقد عرفت أن أبا بصير الأسدي هو يحيى ابن أبي القاسم. الرابعة: ما رواه محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن محمد بن مسلم، قال: صلى بنا أبو بصير في طريق مكة... (الحديث). الكافي: الجزء 3، كتاب الصلاة 3، باب السجود والتسبيح والدعاء فيه 25، الحديث 8. ورواها الشيخ بإسناده، عن أحمد بن محمد، مثله. التهذيب: الجزء 2، باب كيفية الصلاة وصفاتها من الزيادات، الحديث 1208. والرواية صحيحة وواضحة الدلالة على جلالة أبي بصير في فقهه، وورعه، من جهة ائتمام محمد بن مسلم به. الخامسة: ما رواه محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام، إذ دخل عليه أبو بصير وقد خفره النفس، فلما أخذ مجلسه، قال له أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا محمد ما هذا النفس العالي؟ فقال: جعلت فداك يا ابن رسول الله، كبر سني، ودق عظمي، واقترب أجلي، مع أنني لست أدري ما أرد عليه من أمر آخرتي. فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا محمد وإنك لتقول هذا؟ قال: جعلت فداك وكيف لا أقول هذا؟ فقال: يا أبا محمد أما علمت أن الله يكرم الشباب منكم، ويستحيي من الكهول. (الحديث). الروضة: الحديث 6. والرواية طويلة، وفيها مدح بليغ للشيعة، ولأبي بصير، لكن الرواية ضعيفة، ورواها الشيخ المفيد باختلاف ما. الاختصاص: ص 104، وهي أيضا ضعيفة. وأما الروايات الذامة فهي كما تلي: الأولى: ما رواه علي بن عيسى الأربلي، عن إسحاق بن عمار، قال: أقبل أبو بصير مع أبي الحسن موسى عليه السلام من المدينة يريد العراق، فنزل زبالة، فدعا بعلي بن أبي حمزة البطائني، وكان تلميذا لأبي بصير فجعل يوصيه بحضرة أبي بصير ويقول: يا علي إذا صرنا إلى الكوفة تقدم في كذا فغضب أبو بصير وخرج من عنده، فقال: لا والله ما أرى هذا الرجل أن أصحبه منذ حين، ثم يتخطاني بحوائجه إلى بعض غلماني، فلما كان من الغد حم أبو بصير بزبالة، فدعا بعلي بن أبي حمزة، فقال: أستغفر الله مما حل في صدري في مولاي، ومن سوء ظني به، كان قد علم أني ميت وأني لا ألحق بالكوفة، فإذا أنا مت فافعل بي كذا وتقدم في كذا، فمات أبو بصير بزبالة. كشف الغمة: الجزء 3. أقول: هذه الرواية لا تدل على أن أبا بصير أساء الظن بالامام عليه السلام، ثم إنه تاب عن ذلك، على أن الرواية ضعيفة بالارسال وغير قابلة للاعتماد عليها. الثانية: ما رواه الكشي عن الحسين بن أشكيب، في ترجمة ليث بن البختري أيضا، عن محمد بن خالد البرقي، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، وأبي العباس، قال: بينما نحن عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل أبو بصير، فقال أبو عبد الله عليه السلام: الحمد لله الذي لم يقدم أحد يشكو أصحابنا العام، قال: فظننت أنه تعرض بأبي بصير. والجواب: أن الرواية مرسلة ولا دلالة فيها على الذم، على ما بيناه في ترجمة ليث بن البختري. والثالثة: ما رواه الكشي في الموضع المتقدم عن حمدان، قال: حدثنا معاوية، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن امرأة تزوجت ولها زوج فظهر عليها. قال: ترجم المرأة ويضرب الرجل مائة سوط لأنه لم يسأل. قال شعيب: فدخلت على أبي الحسن عليه السلام، فقلت له: امرأة تزوجت ولها زوج، قال: ترجم المرأة ولا شئ على الرجل، فلقيت أبا بصير، وقلت له: إني سألت أبا الحسن عليه السلام عن المرأة التي تزوجت ولها زوج، قال ترجم المرأة ولا شئ على الرجل، قال: فمسح صدره، وقال: ما أظن صاحبنا تناهى حكمه بعد. والجواب: أن الرواية مرسلة، فإن الكشي لا يمكن أن يروي عن حمدان بلا واسطة، على أن المراد بأبي بصير فيها هو المرادي، على ما صرح به في رواية أخرى تقدمت في ترجمة ليث بن البختري. الرابعة: ما رواه الكشي في الموضع المتقدم، عن محمد بن مسعود، قال: حدثني جبرئيل بن أحمد، قال: محمد بن عيسى، عن يونس، عن حماد الناب، قال: جلس أبو بصير على باب أبي عبد الله عليه السلام ليطلب الاذن، فلم يؤذن له، فقال: لو كان معنا طبق لاذن، قال: فجاء كلب فشغر في وجه أبي بصير، قال: أف أف ما هذا؟ قال جليسه: هذا كلب شغر في وجهك. والجواب: أن هذه الرواية ضعيفة، فإن جبرئيل بن أحمد لم يوثق، فلا يمكن الاعتماد عليها. الخامسة: ما ذكره الكشي (346)، قال: " وجدت في بعض روايات الواقفة: علي بن إسماعيل بن يزيد، قال: شهدنا محمد بن عمران البارقي في منزل علي ابن أبي حمزة وعنده أبو بصير، قال محمد بن عمران: سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول: منا ثمانية محدثون، سابعهم قائمهم، فقام أبو بصير بن أبي القاسم فقبل رأسه، وقال: سمعت من أبي جعفر عليه السلام، منذ أربعين سنة، فقال له أبو بصير: سمعت من أبي جعفر عليه السلام، وإني كنت خماسيا سامعا بهذا. قال: أسكت يا صبي ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم - يعني القائم عليه السلام -، ولم يقل ابني هذا ". أقول: يظهر من قول الكشي أن الواقفة تمسكوا بهذه الرواية للاستدلال على مذهبهم، ويستلزم ذلك أن أبا بصير روى ما ينافي مذهب الحق، ولكن ذلك لم يثبت، فإن سند الرواية غير مذكور، فالظاهر أن الرواية من موضوعات الواقفة، على أن متنها مضطرب جدا، ولا يستفاد منها معنى صحيح. السادسة: ما رواه الكشي في الموضع المذكور أيضا، قال: " حدثني علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثني الفضل بن شاذان، قال: حدثنا محمد بن الحسن الواسطي، ومحمد بن يونس، قالا: حدثنا الحسن بن قياما الصيرفي، قال: حججت في سنة ثلاث وتسعين ومائة وسألت أبا الحسن الرضا عليه السلام، فقلت: جعلت فداك ما فعل أبوك؟ قال: مضى كما مضى آباؤه. قلت: فكيف أصنع بحديث حدثني به يعقوب بن شعيب، عن أبي بصير: أن أبا عبد الله عليه السلام، قال: إن جاءكم من يخبركم أن ابني هذا مات وكفن وقبر ونفضوا أيديهم من تراب قبره فلا تصدقوا به؟ قال: كذب أبو بصير ليس هكذا حدثه، إنما قال: إن جاءكم عن صاحب هذا الامر ". أقول: هذه الرواية ضعيفة السند، ولا أقل من جهة الحسن بن قياما الصيرفي، على أنها معارضة بعدة روايات. منها: ما رواه الصفار، قال: حدثنا أبو طالب بن عثمان بن عيسى، قال: كنت أنا وأبو بصير، ومحمد بن عمران مولى أبي جعفر في منزله بمكة، قال: فقال محمد بن عمران: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: نحن اثنا عشر محدثا، قال له أبو بصير: والله لسمعت من أبي عبد الله عليه السلام، قال: فحلفه مرة واثنتين أنه سمعت، قال: فقال أبو بصير: كذا سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول. بصائر الدرجات: الجزء 7، باب في الأئمة أنهم عليهم السلام محدثون مفهمون (5)، الحديث 2. ورواها الصدوق بإسناده، عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمي، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، مثله. العيون: الجزء 1، الباب 6، في النصوص على الرضا عليه السلام بالإمامة في جملة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام، الحديث 23. ورواها بسند صحيح في كمال الدين: الجزء 2، الباب 33، في ما روي عن الصادق عليه السلام، الحديث 6. ورواها محمد بن يعقوب بإسناده، عن أبي طالب، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، مثله، باختلاف يسير. الكافي: الجزء 1، كتاب الحجة 4، باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم، عليهم السلام 126، الحديث 20. ومنها: ما رواه محمد بن يعقوب بإسناده، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، أنه ذكر اللوح الذي رآه جابر وفيه أسماء الأئمة سلام الله عليهم، من أولهم إلى آخرهم، وفيه: ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة موسى عبدي وحبيبي، وخيرتي في علي وليي وناصري، ومن أضع عليه أعباء النبوة، وأمتحنه بالاضطلاع بها، يقتله عفريت مستكبر (الخبر). الكافي: هذا الجزء والباب، الحديث 3. ورواها الصدوق بإسناده، عن أبي بصير، مثله، باختلاف يسير. العيون: الجزء 1، الباب 6، في النصوص على الرضا عليه السلام، بالإمامة في جملة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام، الحديث 2. ومنها: ما رواه محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: يكون تسعة أئمة بعد الحسين بن علي، تاسعهم قائمهم. الكافي: الجزء 1، باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم، عليهم السلام 126، الحديث 15. ومنها: ما رواه الصدوق بإسناده، عن يحيى بن أبي القاسم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي اثنا عشر، أولهم علي بن أبي طالب، وآخرهم القائم، هم خلفائي وأوصيائي وأوليائي، وحجج الله على أمتي بعدي، المقر بهم مؤمن، والمنكر لهم كافر. العيون: الجزء 1، الباب (6)، الحديث 28. ومنها: ما رواه بإسناده، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سمعته يقول: منا اثنا عشر مهديا، مضى ستة، وبقي ستة، ويصنع الله في السادس ما أحب. الجزء 1، الباب المتقدم، الحديث 37. ومنها: ما رواه أيضا بإسناده، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله يقول (إلى أن قال): فقلت: يا بن رسول الله ومن القائم منكم أهل البيت؟ قال عليه السلام: يا أبا بصير هو الخامس من ولد ابني موسى، ذلك، (الخبر). هذا الجزء، الباب المتقدم، الحديث 30. وبهذه الروايات يظهر الجواب عما ذكره الموسوي في كتابه في نصرة الواقفة، قال: وحدثني حنان بن سدير، عن أبي إسماعيل الأبرص، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: على رأس السابع منا الفرج. قال: وحدثني أبو محمد الصيرفي، عن عبد الكريم بن عمرو، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سمعته يقول: كأني بابني هذا يعني أبا الحسن قد أخذه بنو فلان فمكث في أيديهم حينا ودهرا، ثم خرج من أيديهم فيأخذ بيد رجل من ولده حتى ينتهي به إلى جبل رضوي، ذكرهما الشيخ في الغيبة: في الكلام على الواقفة، ص 36، على أن الروايتين ضعيفتان جدا، فلا اعتماد عليهما. والمتحصل مما ذكرنا: أنه لا شئ من الروايات الذامة ما هو صحيح السند. نعم، تقدمت رواية صحيحة عن شعيب في قضية تزويج الرجل امرأة لها زوج، في ترجمة ليث بن البختري، وقلنا هناك: إن الرواية لا دلالة فيها على ذم أبي بصير، كما قلنا: إن الرواية من جهة فقه الحديث لابد من رد علمها إلى أهلها، إذا لا ينبغي الشك في وثاقة أبي بصير يحيى بن أبي القاسم وجلالته. وأما قول ابن فضال: إنه كان مخلطا فلا ينافي التوثيق، فإن التخليط معناه أن يروي الرجل ما يعرف وما ينكر، فلعل بعض روايات أبي بصير كانت منكرة عند ابن فضال، فقال: إنه مخلط. بقي هنا أمران: الأول: أنك قد عرفت أن أبا بصير مات بعد وفاة الصادق عليه السلام بقليل، وتقدم في بعض الروايات أنه مات في زبالة عند منصرفة من الحج في خدمة موسى بن جعفر عليهما السلام. ولكن محمد بن يعقوب، روى عن سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر، جميعا، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، قال: قبض موسى بن جعفر عليهما السلام، وهو ابن أربع وخمسين سنة في عام ثلاث وثمانين ومائة، وعاش بعد جعفر عليه السلام خمسا وثلاثين سنة. الكافي: الجزء 1، كتاب الحجة 4. باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 120، الحديث 9. وهذه الرواية فيها تحريف لا محالة، وقد مر في ترجمة عبد الله بن مسكان: أنه أيضا لم يبق إلى زمان الرضا عليه السلام، ومع ذلك فالرواية في نفسها ضعيفة، فإن محمد بن سنان في نفسه لم يوثق. الامر الثاني: أنك قد عرفت عن النجاشي أن راوي كتاب أبي بصير هو الحسن بن علي بن أبي حمزة، وذكر الشيخ أن راوي كتابه هو الحسن، عن أبيه علي بن أبي حمزة، والظاهر أن في عبارة النجاشي تحريفا، وقد سقطت منها كلمة (عن أبيه)، فإنه لم يعهد رواية الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير بلا واسطة، ويروي علي بن أبي حمزة عنه كثيرا، وكان هو قائده ومن غلمانه. وكيف كان، فطريق الصدوق - قدس سره - إليه: محمد بن علي ماجيلويه - رضي الله عنه -، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، والطريق ضعيف، ولا أقل من جهة علي بن أبي حمزة، كما أن طريق الشيخ إليه مجهول.