أبو بصير، عده الشيخ في رجاله من أصحاب الباقر عليه السلام (17)، قائلا: " يوسف بن الحارث: بتري، يكنى أبا بصير ". وقد أورد على ذلك بوجهين: الأول: ما ذكره الشيخ الحر على ما ذكره صاحب التكملة، فيما علقه على الوسائل، من أن محمد بن أحمد بن يحيى، يروي (تارة) عن يوسف بن الحارث، وعن أبي بصير يوسف بن الحارث (تارة أخرى) وهما واحد. وقد ذكر الشيخ - رحمه الله - في كتاب الرجال: أن أبا بصير يوسف بن الحارث من أصاب أبي جعفر الباقر عليه السلام، والذي يظهر من الأسانيد، ومن كتب الرجال: أنه من أصحاب أبي جعفر الثاني عليه السلام، وأن الشيخ - رحمه الله - قد اشتبه عليه أبو جعفر الثاني بالأول (إنتهى كلامه قدس سره). أقول: ما ذكره - قدس الله نفسه - من أن محمد بن أحمد بن يحيى، يروي عن أبي بصير يوسف بن الحارث، لم نظفر به في شئ من الكتب الأربعة، وهو - قدس الله نفسه - أعلم بما قال، والظاهر أن الشيخ لم يشتبه عليه الامر وإنما استند في قوله إلى ما ذكره الكشي في عد جماعة من العامة والبترية، من أن أبا بصير بن يوسف بن الحارث بتري، وكلمة (بن) قبل كلمة يوسف زائدة، ويدلنا على ذلك أن المنشأ فيما ذكره الشيخ - قدس سره - إذا كان هو اشتباه أبي جعفر الثاني بأبي جعفر الأول، فما هو الوجه في قوله بتري. الوجه الثاني: ما ذكره المولى عناية الله القهبائي من أن الموجود في الكشي أبو نصر بن يوسف بن الحرث، بتري، لا أن يوسف هو المكنى بأبي بصير، وهذا اشتباه وتصحيف مع إسقاط لفظة ابن، نشأ من الشيخ - قدس سره - لعجلته الدينية اللازمة له، ومثله عن مثله غير عزيز. (إنتهى). أقول: إن ما ذكره - قدس الله نفسه - إنما نشأ من غلط نسخته، والصحيح هو ما ذكره الشيخ، وذلك لضبط العلامة، وابن داود، وغيرهما من الأكابر أبا بصير، دون أبي نصر، ولأجل ذلك قلنا أن كلمة ابن زائدة. فالمتحصل أن أبا بصير يوسف بن الحارث وإن كان من أصحاب الباقر عليه السلام، إلا أنه مجهول، ولم نظفر له ولا برواية واحدة، ومن هنا يعلم أن كلمة أبي بصير الوارد في الروايات لا يحتمل أن يراد به يوسف بن الحارث، وإن كان هو أيضا مكنى بأبي بصير.