أويس القرني
المسار الصفحة الرئيسة » الرجال » أويس القرني

 البحث  الرقم: 1581  المشاهدات: 4721
من أصحاب علي عليه السلام، رجال الشيخ (15).
وروى الكشي عند بيان الزهاد الثمانية - قبل ترجمة أويس - عن علي ابن
محمد بن قتيبة، عن أبي محمد الفضل بن شاذان أنه (أويس) من الأتقياء من
الزهاد الثمانية، ومفضل عليهم كلهم، ويأتي في الحسن البصري ثم قال عند
ترجمته: (35) " أويس القرني، روى يحيى بن آدم، عن شريك، عن [يزيد] زيد
ابن أبي زياد، عن ابن أبي ليلى عبد الرحمن قال: خرج رجل بصفين من أهل
الشام، فقال فيكم أويس القرني؟ قلنا: نعم، قال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وآله، يقول: خير التابعين - أو من خير التابعين - أويس القرني، ثم تحول
إلينا.
وروى الحسن بن الحسين القمي، عن علي بن الحسن العرني، عن سعد
ابن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: كنا مع علي عليه السلام بصفين، فبايعه
تسعة وتسعون رجلا، ثم قال: أين تمام المائة؟ لقد عهد إلي رسول الله صلى الله
عليه وآله أن يبايعني في هذا اليوم مائة رجل. قال: إذ جاء عليه قباء صوف، متقلدا
بسيفين، قال: ابسط يدك أبايعك، قال علي عليه السلام: على ما تبايعني؟، قال:
على بذل مهجة نفسي دونك، قال: من أنت؟، قال: أنا أويس القرني، قال:
فبايعه، فلم يزل يقاتل بين يديه، حتى قتل، فوجد في الرجالة.
وفي رواية أخرى: قال له أمير المؤمنين عليه السلام: كن أويسا. قال أنا
أويس. قال كن قرينا. قال: أنا أويس القرني. وإياه يعني دعبل بن علي الخزاعي
في قصيدته التي يفتخر فيها على نزار وينقض على الكميت بن زيد، قصيدته التي
يقول فيها:
الا حبيت عنا يا مدينا * أويس ذو الشفاعة كان منا -
فيوم البعث نحن الشافعونا
وكان أويس من خيار التابعين، لم ير النبي صلى الله عليه وآله، ولم يصحبه،
فقال النبي عليه السلام ذات يوم لأصحابه: أبشروا برجل من أمتي، يقال له
أويس القرني، فإنه يشفع لمثل ربيعة ومضر، ثم قال لعمر: يا عمر إن أنت أدركته
فاقرأه مني السلام، فبلغ عمر مكانه بالكوفة، فجعل يطلبه في الموسم، لعله أن
يحج، حتى وقع إليه هو وأصحاب له وهو من أحسنهم هيئة وأزينهم حالا، فلما
سأل عنه أنكروا ذلك، وقالوا: يا أمير المؤمنين، تسأل عن رجل لا يسأل عنه
مثلك؟ قال: فلم؟ قالوا: لأنه عندنا مغمور في عقله، وربما عبث به الصبيان، قال
عمر: ذلك أحب إلي، ثم وقف عليه. فقال: يا أويس، إن رسول الله صلى الله
عليه وآله، أودعني إليك رسالة، وهو يقرأ عليك السلام، وقد أخبرني أنك تشفع
لمثل ربيعة ومضر، فخر أويس ساجدا، ومكث طويلا ما ترقأ له دمعة حتى ضنوا
أنه قد مات، فنادوه يا أويس، هذا أمير المؤمنين فرفع رأسه ثم قال: يا أمير
المؤمنين أنا فاعل ذلك، قال: نعم يا أويس، فأدخلني في شفاعتك، فأخذ الناس
في طلبه والتمسح به فقال: يا أمير المؤمنين شهرتني وأهلكتني، وكان يقول كثيرا
[ما لقيت أذى مثل] ما لقيته من عمر، ثم قتل بصفين في الرجالة مع علي بن أبي
طالب عليه السلام.
وروي من جهة العامة عن يعقوب بن شيبة، قال: حدثنا علي بن الحكم
الأودي، قال: حدثنا شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى،
قال: لما كان يوم صفين، خرج رجل من أهل الشام على دابته، فقال: أفيكم
أويس؟، قلنا: نعم، ما تريد منه؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول: أويس القرني خير التابعين بإحسان، قال: فعطف دابته، فدخل مع علي
عليه السلام، قال شريك: وقتل أويس في الرجالة مع علي عليه السلام.
وقال يعقوب بن شيبة: حدثنا يزيد بن سعيد، قال: حدثنا شريك، عن يزيد
ابن أبي زياد، عن ابن أبي ليلى، قال سئل: أشهد أويس صفين؟ قال: نعم ".
وقال في ترجمة سلمان (1): " محمد بن قولويه قال: حدثني سعد ابن عبد الله
ابن أبي خلف، قال: حدثني علي بن سليمان بن داود الرازي، قال: حدثنا علي بن
أسباط، عن أبيه أسباط بن سالم، قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما
السلام: إذا كان يوم القيامة، نادى مناد: أين حواري محمد بن عبد الله رسول
الله، الذين لم ينقضوا العهد، ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان، والمقداد، وأبو ذر، ثم
ينادى مناد: أين حواري علي بن أبي طالب عليه السلام وصي محمد بن عبد الله،
رسول الله صلى الله عليه وآله، فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي، ومحمد بن أبي
بكر، وميثم بن يحيى التمار مولى بني أسد، وأويس القرني، قال: ثم ينادي المنادي:
أين حواري الحسن بن علي عليهما السلام ابن فاطمة بنت محمد بن عبد الله
رسول الله؟ فيقوم سفيان بن أبي ليلى الهمداني، وحذيفة بن أسيد الغفاري، قال:
ثم ينادي المنادي: أين حواري الحسين بن علي عليهما السلام؟ فيقوم كل من
أستشهد معه، ولم يتخلف عنه، قال: ثم ينادي المنادي: أين حواري علي بن
الحسين عليهما السلام؟ فيقوم جبير بن مطعم، ويحيى بن أم الطويل، وأبو خالد
الكابلي، وسعيد بن المسيب، ثم ينادي المنادي: أين حواري محمد بن علي،
وحواري جعفر بن محمد؟ فيقوم عبد الله بن شريك العامري، وزرارة بن أعين،
وبريد بن معاوية العجلي، ومحمد بن مسلم، وأبو بصير: ليث بن البختري
المرادي، وعبد الله بن أبي يعفور، وعامر بن عبد الله بن جذاعة، وحجر بن زائدة،
وحمران بن أعين. ثم ينادي: أين سائر الشيعة مع سائر الأئمة عليهم السلام،
يوم القيامة، فهؤلاء المتحورة أول السابقين، وأول المقربين، وأول المتحورين من
التابعين ".
وتأتي في زيد بن صوحان: رواية الاختصاص المتضمنة لشهادة رسول الله
صلى الله عليه وآله لأويس القرني بالجنة.
أقول: إن جلالة أويس لعلها من الواضحات المتسالم عليها، إلا أن هذه
الروايات بأجمعها مخدوشة في إسنادها.
(أ ه‍)


الفهرسة