قال النجاشي: " بكر بن محمد بن عبد الرحمان بن نعيم الأزدي الغامدي، أبو محمد، وجه في هذه الطائفة من بيت جليل بالكوفة، من آل نعيم الغامديين، عمومته: شديد، وعبد السلام، وأبن عمه موسى بن عبد السلام، وهم كثيرون، وعمته: غنيمة، روت أيضا عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام، ذكر ذلك أصحاب الرجال وكان ثقة، وعمر عمرا طويلا، له كتاب، يرويه عدة من أصحابنا أخبرناه محمد بن علي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد، بكتابه، وأخبرنا محمد بن علي بن حبيش (خشيش) التميمي المقرئ، قال: حدثنا محمد بن علي بن دحيم قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أحمد ابن أحمد (محمد) عن بكر بن محمد ". وقال الشيخ (126): " بكر بن محمد الأزدي، له أصل، أخبرنا به ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار عن العباس بن معروف، وأبي طالب عبد الله بن الصلت القمي، عنه ". روى عن أبي عبد الله عليه السلام، وروى عنه سيف بن عميرة. الزيارات: باب في فضل صلاة الملائكة لزوار الحسين عليه السلام 42، الحديث 2. وروى عنه إبراهيم بن هاشم. تفسير القمي: سورة الكهف، في تفسير قوله تعالى (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه...). وعده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام (38)، وقال: بكر ابن محمد، أبو محمد الأزدي الكوفي، عربي. ومن أصحاب الكاظم عليه السلام (1) وقال: بكر بن محمد الأزدي، له كتاب. وفي أصحاب الرضا عليه السلام (1) وقال: بكر بن محمد الأزدي، له كتاب، من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام. وفي من لم يرو عنهم عليهم السلام (4) وقال: بكر بن محمد الأزدي روى عنه العباس بن معروف. وعده البرقي من أصحاب الصادقوالكاظم عليهما السلام. وقال الكشي (484): بكر بن محمد الأزدي: قال حمدويه: ذكر محمد بن عيسى العبيدي أن بكر بن محمد الأزدي خير، فاضل، وبكر بن محمد كان ابن أخي سدير الصيرفي. علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا أبو محمد الفضل بن شاذان، قال: حدثنا ابن أبي عمير، عن بكر بن محمد، قال: حدثني عمي سدير ". أقول: إن العلامة - قدس سره - ذكر في الخلاصة: بكر بن محمد بن عبد الرحمان بن نعيم الأزدي أولا وقال: وكان ثقة، ثم ذكر بكر بن محمد الأزدي ابن أخي سدير الصيرفي وقال: قال الكشي: قال حمدويه: ذكر محمد بن عيسى العبيدي، بكر بن محمد الأزدي فقال: خير، فاضل، وعندي في محمد بن عيسى توقف، " إنتهى ". فصريح كلامه: أن المسمى ببكر بن محمد الأزدي اثنان: أحدهما ثقة والآخر لم تثبت وثاقته، وكذلك ابن داود، فإنه ذكر بكر بن محمد الأزدي تحت عنوانين، وقال في أولهما حاكيا عن الكشي أنه ممدوح، وقال في الثاني: وجه، ثقة، جليل كوفي. والذي أوقعهما في ذلك: عبارة الكشي المتقدمة إلا أنه لا ينبغي الشك في عدم تعدد الرجل، وأن بكر بن محمد الأزدي رجل واحد وهو ابن محمد بن عبد الرحمان، والذي يدلنا على ذلك: أن بكر بن محمد أزدي بلا إشكال، وسدير الصيرفي لم يذكر فيه - ولا في ابنه حنان، ولا في أبيه حكيم، ولا في جده صهيب - أن يكون من الأزد. بل ذكر الشيخ في رجاله عند ذكره في أصحاب السجاد عليه السلام: أن سديرا كان مولى، ومن كان من الأزد لا يحتاج أن يكون مولى، لان الأزديين كانوا بيتا كبيرا جليلا بالكوفة أضف إلى ذلك أن الظاهر من عبارة الكشي أن قوله: (وبكر بن محمد كان ابن أخي سدير الصرفي " هو اجتهاد منه - قدس سره - وقد ذكر سند اجتهاده: بأن علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا أبو محمد الفضل بن شاذان، قال: حدثنا ابن أبي عمير، عن بكر بن محمد، قال: حدثني عمي سدير، فاستشهد الكشي بقوله: أن بكر بن محمد كان ابن أخي سدير الصيرفي، بما ذكره من الرواية، ولكنه أخطأ في اجتهاده. أما أولا، فلعدم ذكر الأزدي في الرواية، فلو صحت الرواية، لم يثبت أن سديرا هو عم بكر بن محمد الأزدي. وأما ثانيا: فلانه لم يذكر فيها أن سديرا كان هو الصيرفي، فلعله - إن لم يكن سديرا تحريف شديد - كان لبكر بن محمد عم آخر يسمى سديرا، فمن أين ثبت أن سديرا الصيرفي كان عما لبكر بن محمد الأزدي. وأما ثالثا: فلان اعتماد الكشي على علي بن محمد لا يكشف عن وثاقته، على ما ذكرناه في المدخل. إذن لم يثبت أن بكر بن محمد الأزدي روى عن عم له يسمى سديرا. ويستنتج من جميع ما ذكرناه: أن بكر بن محمد الأزدي رجل واحد وهو ثقة، بشهادة النجاشي، ومحمد بن عيسى العبيدي. بقي هنا أمران: (الأول): أنه بناءا على تعدد بكر بن محمد الأزدي، وأن ما في الكشي - من أن بكر بن محمد كان ابن أخي سدير الصيرفي - من تتمة كلام العبيدي، لا ينبغي التوقف في الاعتماد على رواية ابن أخي سدير كما في الخلاصة، أو الحكم بضعفه، كما عن الشهيد الثاني في تعليقته على الخلاصة في ترجمة سدير، وذلك لشهادة العبيدي حينئذ بأنه خير فاضل وسيأتي إن شاء الله تعالى في ترجمة العبيدي، أنه ممن يعتمد عليه. (الثاني): أن الشيخ عد بكر بن محمد الأزدي في من لم يرو عنهم عليهم السلام، كما عرفت، فاعترض عليه: بأنه سهو وخطأ، فإنه روى عن أبي عبد الله عليه السلام كما نص على ذلك الشيخ نفسه عند ذكره في أصحاب الرضا عليه السلام. ولا يخفي أن هذا الاعتراض إنما يرد على تقدير أن تكون نسخة الرجال كما ذكر. وأما إذا كانت النسخة كما ذكرناه أولا عند ترجمته فلا اعتراض، إذ لا تنافي بين أن يكون الشخص من أصحاب إمام ولا يروي عنه، والنسخة الموجودة عندنا كما ذكرناه، اللهم إلا أن يقال: إن ذكره - في أصحاب الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام - يدل على روايته عنهم عليهم السلام، على ما ذكره الشيخ في أول رجاله، وعليه فالاعتراض في محله ولا سيما مع ثبوت روايته عنهم عليهم السلام على ما سيأتي. وكيف كان فطريق الشيخ إليه صحيح، وقد سها قلم الأردبيلي، فذكر أن في طريق الشيخ إليه ابن أبي جيد، في المشيخة والفهرست وذلك فإنه ليس للشيخ طريق إليه في مشيخته. وطريق الصدوق إليه: محمد بن الحسن - رضي الله عنه -، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، وأحمد بن إسحاق بن سعد، وإبراهيم ابن هاشم، عن بكر بن محمد الأزدي، والطريق صحيح. طبقته في الحديث وقع بعنوان بكر بن محمد في إسناد عدة من الروايات، تبلغ اثنين وثلاثين موردا. فقد روى عن أبي عبد الله عليه السلام، وعن أبي إسحاق الشعيري، وأبي بصير، وابن أبي يعفور، وإسحاق بن عمار، وخيثمة، وسدير، وعيثمة، وفضل بن يونس، والجعفري. وروى عنه أبو طالب، وأبو عبد الله البرقي، وإبراهيم بن هاشم، وأحمد بن إسحاق، وأحمد بن محمد، وأحمد بن (محمد بن) إسحاق، وأحمد بن محمد بن عيسى، والحسن بن علي بن يقطين، والعباس، وعثمان بن عيسى، وعلي بن الصلت، محمد بن عبد العزيز. ووقع بعنوان بكر بن محمد الأزدي في جملة من الروايات أيضا، تبلغ سبعة عشر موردا. فقد روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام، وعن أبي بصير وأبان ابن عثمان، وإسحاق بن جعفر. وروى عنه إبراهيم بن هاشم، وأحمد بن إسحاق، وأحمد بن إسحاق الأشعري، والعباس بن معروف، وعبد الله بن الصلت أبو طالب، ومحمد بن إسحاق الأشعري. اختلاف الكتب روى محمد بن يعقوب: عن بكر بن محمد، عن جويرة، عن أبي عبد الله عليه السلام. الكافي: الجزء 6، كتاب العتق والتدبير والكتابة 3، باب قبل باب الإباق 18، الحديث 4. كذا في هذه الطبعة ونسخة الوافي، ولكن في الطبعة القديمة ونسخة المرآة جويرة في نسخة، وجوهرة في نسخة أخرى. ورواها في التهذيب: الجزء 8، باب العتق وأحكامه، الحديث 918، والاستبصار: الجزء 4، باب جر الولاء، الحديث 74، إلا أن فيها كبيرة، وهو نسخة من الطبعة القديمة من التهذيب وفي نسخة أخرى منه كثيرة كما في الوسائل. روى الصدوق بسنده، عن بكر بن محمد الأزدي، عن أبي عبد الله عليه السلام. الفقيه: الجزء 2، باب حد المرض الذي يفطر صاحبه، الحديث 371. وفي المقام اختلاف تقدم في بكار. ثم إنه روى الكليني بسنده، عن أحمد (بن محمد) بن إسحاق، عن بكر بن محمد، عن أبي عبد الله عليه السلام. الكافي: الجزء 2، كتاب الايمان والكفر 1، باب قضاء حاجة المؤمن 83، الحديث 7. كذا في هذه الطبعة، والطبعة الحديثتين بعد هذه الطبعة والمعربة، ولكن في الطبعة القديمة والمرآة والوافي: أحمد بن إسحاق - بدل أحمد بن محمد بن إسحاق -، وهو الصحيح بقرينة طريقي الصدوق والنجاشي وسائر الروايات. وروى أيضا بسنده، عن محمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد عن إسحاق ابن عمار. الكافي: الجزء 2، كتاب الايمان والكفر 1، باب المصافحة 78، الحديث 20. كذا في هذه الطبعة، ولكن في الطبعة القديمة والطبعة المعربة والمرآة والوافي: أحمد بن إسحاق بدل محمد بن إسحاق، وهو الصحيح بقرينة ما تقدم. ومن ذلك يظهر ما رواه أيضا بسنده، عن محمد بن إسحاق الأشعري، عن بكر بن محمد. الروضة: الحديث 88. كذا في نسخة المرآة والوافي أيضا، ولكن الصحيح أحمد بن إسحاق الأشعري كما هو الموجود في نسخة الجامع.