قال الشيخ في كتاب الغيبة (ص 223) - في ذكر أبي القاسم الحسين بن روح، وإقامة أبي جعفر محمد بن عثمان العمري إياه مقامه بأمر الإمام (عليه السلام) -: " أخبرني الحسين بن إبراهيم القمي، قال: أخبرني أبو العباس، أحمد بن علي بن نوح، قال: أخبرني أبو علي أحمد بن جعفر بن سفيان البزوفري رحمه الله، قال: حدثني أبو عبد اللهجعفر بن عثمان المدائني، المعروف بابن قزدا.. قال: وسمعت أبا الحسن علي بن بلال بن معاوية المهلبي.. قال: وقال مشايخنا: كنا لا نشك أنه إن كانت كائنة من أبي جعفر (محمد بن عثمان العمري) لا يقوم مقامه إلا جعفر بن أحمد بن متيل، أو أبوه، لما رأينا من الخصوصية به، وكثرة كينونته في منزله، حتى بلغ أنه كان في آخر عمره، لا يأكل طعاما إلا ما أصلح في منزل جعفر بن أحمد بن متيل، وأبيه، لسبب وقع له، وكان طعامه الذي يأكله في منزل جعفر وأبيه، وكان أصحابنا لا يشكون إن كانت حادثة لم تكن الوصية إلا إليه من الخصوصية به، فلما كان عند ذلك، ووقع الإختيار على أبي القاسم (الحسين بن روح) سلموا ولم ينكروا، وكانوا معه، وبين يديه، كما كانوا مع أبي جعفر رضي الله عنه ولم يزل جعفر بن أحمد بن متيل في جملة القاسم رضي الله عنه ، وبين يديه، كتصرفه بين يدي أبي جعفر العمري إلى أن مات رضي الله عنه ". أقول: هذه الرواية فيها دلالة ظاهرة، على جلالة جعفر بن أحمد بن متيل وأبيه، إلا أن في سندها الحسين بن إبراهيم القمي، وهو لم يوثق، وإن كان الشيخ الحر ذكر أنه فاضل، جليل، وذلك لما مر من أنه لا عبرة بمدح المتأخرين وتوثيقهم. وقال الشيخ: " وأخبرنا جماعة عن أبي جعفر، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، قال: أخبرنا علي بن محمد بن متيل، عن عمه جعفر بن أحمد بن متيل، قال: لما حضرت أبا جعفر: محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه الوفاة كنت جالسا عند رأسه، أسأله وأحدثه، وأبو القاسم بن روح عند رجليه، فالتفت إلي، ثم قال: أمرت أن أوصي إلى أبي القاسم، الحسين بن روح، قال: فقمت من عند رأسه وأخذت بيد أبي القاسم وأجلسته في مكاني، وتحولت إلى عند رجليه ". ورواها الصدوق - قدس سره - في كمال الدين: الجزء 2، باب ذكر التوقيعات الواردة عن القائم (عليه السلام) 49، الحديث 31. أقول: في هذه الرواية أيضا دلالة على جلالة جعفر بن أحمد بن متيل.