يكنى أبا علي، مولى لآل المهلب، بغدادي، ثقة، من أصحاب الجواد (عليه السلام)، رجال الشيخ (8)، وعده من أصحاب الهادي (عليه السلام) (10). أبو علي ابن راشد، عده البرقي، من أصحاب الجواد والهادي (عليهما السلام). وعده الشيخ المفيد، في رسالته العددية، من الفقهاء الأعلام، والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام، الذي لا يطعن عليهم بشئ ولا طريق لذم واحد منهم. وذكر الشيخ في كتاب الغيبة في فصل ذكر طرف من أخبار السفراء في جملة من الممدوحين من وكلاء الأئمة، والمتولين لأمورهم، (عليهم السلام)، قال: ومنهم: أبو علي بن راشد، أخبرني ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن عيسى، قال: كتب أبو الحسن العسكري (عليه السلام)، إلى الموالي ببغداد والمدائن، والسواد وما يليها: قد أقمت أبا علي بن راشد، مقام علي بن الحسين بن عبد ربه، ومن قبله من وكلائي، وقد أوجبت في طاعته طاعتي، وفي عصيانه الخروج إلى عصياني، وكتبت بخطي. وقال الكشي (376) و (377) أبو علي بن بلال، وأبو علي بن راشد: " وجدت بخط جبرئيل بن أحمد، حدثني محمد بن عيسى اليقطيني، قال: كتب (عليه السلام) إلى أبي علي بن بلال في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين: بسم الله الرحمان الرحيم. أحمد الله إليك وأشكر طوله وعوده، وأصلي على محمد النبي وآله، صلوات الله ورحمته عليهم ثم إني أقمت أبا علي مقام الحسين بن عبد ربه وائتمنته على ذلك بالمعرفة بما عنده الذي لا يقدمه أحد، وقد أعلم أنك شيخ ناحيتك، فأحببت إفرادك وإكرامك بالكتاب بذلك، فعليك، بالطاعة له، والتسليم إليه، جميع الحق قبلك، وأن تحض موالي على ذلك، وتعرفهم من ذلك، ما يصير سببا إلى عونه، وكفايته، فذلك موفور وتوفير علينا، ومحبوب لدينا، ولك به جزاء من الله وأجر، فإن الله يعطي من يشاء ذو الاعطاء والجزاء برحمته، وأنت في وديعة الله. وكتبت بخطي وأحمد الله كثيرا. محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني أحمد بن محمد ابن عيسى، قال: نسخت الكتاب مع ابن راشد، إلى جماعة الموالي، الذين هم ببغداد، المقيمين بها والمدائن، والسواد، وما يليها: (أحمد الله إليكم ما أنا عليه من عافيته وحسن عادته وأصلي على نبيه وآله، أفضل صلاته، وأكمل رحمته، ورأفته، وإني أقمت أبا علي بن راشد مقام (علي بن) الحسين بن عبد ربه، ومن كان قبله، من وكلائي، وصار في منزلته عندي ووليته ما كان يتولاه غيره من وكلائي قبلكم، ليقبض حقي، وارتضيته لكم، وقدمته على غيره في ذلك وهو أهله وموضعه، فصيروا رحمكم الله إلى الدفع إليه ذلك، وإلي، وأن لا تجعلوا له على أنفسكم علة فعليكم بالخروج عن ذلك، والتسرع إلى طاعة الله، وتحليل أموالكم، والحقن لدمائكم، وتعاونوا على البر والتقوى، واتقوا الله لعلكم ترحمون، واعتصموا بحبل الله جميعا، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، فقد أوجبت في طاعته طاعتي والخروج إلى عصيانه عصياني، فالزموا الطريق، يأجركم الله ويزيدكم من فضله، فإن الله بما عنده واسعكريم، متطول على عباده، رحيم، نحن وأنتم في وديعة الله، وحفظه وكتبته بخطي والحمد لله كثيرا). وفي كتاب آخر: (وأنا آمرك يا أيوب بن نوح أن تقطع الاكثار بينك وبين أبي علي، وأن يلزم كل واحد منكما ما وكل به، وأمر بالقيام فيه بأمر ناحيته، فإنكم إذا انتهيتم إلى كل ما أمرتم به استغنيتم بذلك عن معاودتي، وآمرك يا أبا علي بمثل ما أمرت به أيوب، أن لا تقبل من أحد من أهل بغداد والمدائن شيئا يحملونه، ولا يلي لهم استيذانا علي، ومر من أتاك بشئ من غير أهل ناحيتك أن يصيره إلى الموكل بناحيته، وآمرك يا أبا علي في ذلك بمثل ما أمرت به أيوب، وليعمل كل واحد منكما مثل ما أمرته به) ". ويأتي في ترجمة عروة بن يحيى الدهقان: أن أبا علي بن راشد - رضي الله عنه - كان يلي خزانة لأبي محمد (عليه السلام). وهذه الروايات فيها دلالة على جلالة الحسن بن راشد، والرواية الثانية منها صحيحة فهي المعتمد عليها مضافا إلى رواية الشيخ في كتاب الغيبة. وما رواه الكشي أيضا في ترجمة أبي علي ابن راشد (494) قال: " حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد ابن هلال، عن محمد بن الفرج، قال: كتبت إلى أبي الحسن (عليه السلام) أسأله عن أبي علي بن راشد، وعن عيسى بن جعفر بن عاصم، وابن بند؟ فكتب إلي: ذكرت ابن راشد رحمه الله، فإنه عاش سعيدا ومات شهيدا ودعا لابن بند، والعاصمي، وابن بند، ضرب بالعمود، حتى قتل، وأبو (ابن) جعفر ضرب ثلاثمائة سوط ورمي به في دجلة ". ورواها الشيخ، عن محمد بن يعقوب، رفعه إلى محمد بن الفرج، مثله. وتأتي في ترجمة عيسى بن جعفر بن عاصم. أقول: هذا مغاير لسابقيه، وهو قريب الطبقة مع الطفاوي، فإنه من أصحاب الرضا (عليه السلام) كما عرفت، وهذا من أصحاب الجواد والهادي (عليهما السلام).