قال النجاشي: " الحسن بن السري، الكاتب الكرخي وأخوه علي رويا عن أبي عبد الله (عليه السلام)، له كتاب رواه عنه الحسن بن محبوب أخبرناه إجازة الحسين، عن ابن حمزة، عن ابن بطة، عن الصفار، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن الحسن بن السري ". وقال الشيخ (174): " الحسن بن السري الكاتب، له كتاب رويناه بالاسناد الأول، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن الحسن بن السري ". وأراد بالاسناد الأول، ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد ابن محمد بن عيسى. وعده في رجاله في أصحاب الباقر (عليه السلام) (19). وفي أصحاب الصادق (عليه السلام) (مرة) قائلا: الحسن بن السري العبدي الأنباري يعرف بالكاتب (11) (وأخرى) قائلا: الحسن بن السري الكرخي (39). أقول: صريح كلام النجاشي، أن من يعرف بالكاتب هو الكرخي، إذن يحتمل ذكر الشيخ له في رجاله متعددا على أنه كان يحتمل تعددهما ولم يكن جازما بالاتحاد، وليس صريحا في الشهادة بالتعدد لتعارض شهادة النجاشي بالاتحاد وقد ذكر في أصحاب الصادق (عليه السلام)، على بن السري الكرخي (306) وعلي ابن السري العبدي الكوفي (328) وعلي بن السري الكوفي (724) ولا يشك المتأمل في أنه - قدس الله نفسه - حيث ذكر عناوين ثلاثة للحسن، في الفهرست والرجال، وكان من الظاهر أن الحسن بن السري كان له أخ يسمى بعلي، فذكر عليا بالعناوين الثلاثة، وإلا فمن البعيد جدا ان يكون الحسن بن السري اثنين، وكان لكل منهما أخ يسمى بعلي، وعلى ما ذكرناه فالرجل واحد كما هو صريح النجاشي. نعم يبقى الكلام في أن الأنبار من الكوفة والكرخ من بغداد أو من سامراء فكيف يمكن أن يكون الأنباري كرخيا، ولكنه يندفع بأنه يمكن أن يكون شخص واحد كوفيا بحسب أصله وكرخيا باعتبار مسكنه ووطنه الاتخاذي أو بالعكس. ثم إن العلامة وثق الرجل صريحا، الخلاصة، القسم الأول (23) من الباب الأول من فصل الحاء. وكذلك ابن داود ناسبا توثيقه إلى النجاشي (413). وظاهر الميرزا الاسترآبادي: اشتمال نسخة النجاشي التي كانت عنده على التوثيق أيضا، حيث أنه بعد نقله كلام العلامة المشتمل على التوثيق قال: وزاد النجاشي: له كتاب، ونقل الحائري عن حاشية كبيرة للميرزا التصريح بسقوط التوثيق عن كثير من نسخ النجاشي. ونسب الشيخ الحر توثيقه إلى النجاشي والعلامة، إلا أن الذي يوقفنا عن توثيق الرجل هو أن السيد التفريشي، ذكر في ترجمة الحسن (59): أنه لم يجد التوثيق في غير كتابيهما (العلامة وابن داود)، وذكر في ترجمة علي بن السري الكرخي (111): أن النسخ الأربع من النجاشي التي كانت عنده، كلها خالية عن التوثيق. وكذلك: يظهر من المجلسي، في الوجيزة، أن نسخته كانت خالية عن التوثيق، حيث قال: الحسن بن السريمجهول، ووثقه العلامة، وعلى ذلك فالنسخ متعارضة ولا يمكننا الحكم بصحة واحدة منها فيكون توثيق النجاشي مشكوكا فيه. وأما توثيق العلامة نفسه، فلا يمكن الاعتماد عليه، فإنه إذا كان من جهة اجتهاده، فهو لا يكون حجة على غيره، وإن كان من جهة أن نسخته من النجاشي، كانت مشتملة عليه، كما يدل عليه، قوله في علي بن السري الكرخي (28) من الباب الأول من فصل العين: وروى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، ثقة قاله النجاشي وابن عقدة، إذ من الظاهر أن النجاشي لم يتعرض لترجمة علي ابن السري، وإنما ذكره في ترجمة الحسن بن السري، فقد عرفت معارضتها بنسخة التفريشي، والمجلسي. ثم إن في الباب الرابع، من الجزء الثالث من بصائر الدرجات، روايتين تدلان على رده كلام الصادق (عليه السلام)، مرارا! فكان الصادق (عليه السلام) يقول: هو كذا، ويقول الحسن: ليس هو كذا! ولكن الروايتين لضعف سندهما بعدة مجاهيل لا يمكن الاعتماد عليهما، ولو كانتا صحيحتي السند، لدلتا على قلة حياء الرجل، زائدا على فسقه. وكيف كان، فطريق الشيخ إليه وإن كان فيه ابن أبي جيد صحيح. وطريق الصدوق إليه: محمد بن الحسن - رضي الله عنه -، عن الحسن بن متيل الدقاق، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن الحسن بن السري، والطريق صحيح. طبقته في الحديث وقع بعنوان الحسن بن السري في إسناد جملة من الروايات تبلغ خمسة عشر موضعا، فقد روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وعن أبي مريم، وجابر بن يزيد الجعفي، والحسن بن إبراهيم، وعمر بن يزيد، ومنصور. وروى عنه ابن محبوب، وابن مسكان، وأبان بن عثمان، وإبراهيم بن إسحاق، وجعفر بن بشير، وزرارة، وعبد الله بن مسكان، وعلي بن الحكم، ومحمد ابن سنان، ويونس بن عبد الرحمان، والبرقي.