قال الشيخ الحر في تذكرة المتبحرين (196): " الشيخ تقي الدين الحسن ابن علي بن داود الحلي: كان عالما فاضلا جليلا صالحا محققا متبحرا، من تلامذة المحقق نجم الدين الحلي، يروي عنه الشهيد - رحمه الله - بواسطة ابن معية، قال الشهيد الثاني - في إجازته للحسين بن عبد الصمد العاملي عند ذكر ابن داود -: صاحب التصانيف الغزيرة والتحقيقات الكثيرة التي من جملتها كتاب الرجال سلك فيه مسلكا لم يسلكه فيه أحد من الأصحاب، وله من التصانيف في الفقه نظما ونثرا مختصرا ومطولا، وفي العربية والمنطق والعروض وأصول الدين نحو من ثلاثين مصنفا (إنتهى). وسلوكه في كتاب الرجال: أنه رتبه على الحروف الأول، فالأول في الأسماء وأسماء الآباء والأجداد، كما فعلنا نحن هنا، وجمع جميع ما وصل إليه من كتب الرجال مع حسن الترتيب وزيادة التهذيب، فنقل ما في فهرستي الشيخ والنجاشي والكشي وكتاب الرجال للشيخ وكتاب ابن الغضائري، والبرقي والعقيقي وابن عقدة والفضل بن شاذان وابن عبدون وغيرها، وجعل لكل كتاب علامة، بل لكل باب حرفا أو حرفين، بل ضبط الأسماء، ولم يذكر من المتأخرين عن الشيخ إلا أسماء يسيرة (جدا) وذكر نفسه أيضا فقال: الحسن بن علي بن داود مصنف هذا الكتاب، مولده خامس جمادي الآخر سنة 647 وله كتب منها: في الفقه كتاب تحصيل النافع، وكتاب التحفة السعدية، وكتاب المقتصر من المختصر، وكتاب الكافي، وكتاب النكت، وكتاب الرائع، وكتاب الخلاف في المذاهب الخمسة، وكتاب تكملة المعتبر لم يتم، وكتاب الجوهرة في نظم التبصرة، وكتاب اللمعة في فقه الصلاة نظما، وكتاب عقد الجواهر في الأشباه والنظائر نظما، وكتاب اللؤلؤة في خلاف أصحابنا نظما لم يتم، وكتاب الرائض في الفرائض نظما، وكتاب عدة الناسك في قضاء المناسك نظما، وكتاب الرجال وهو هذا الكتاب، وله في الفقه غير ذلك ومنها في أصول الدين غيره، كتاب الدر الثمين في أصول الدين نظما، وكتاب الخريدة العذراء في العقيدة الغراء نظما، وكتاب الدرج، وكتاب احكام القضية في احكام القضية في المنطق، وكتاب حل الاشكال في عقد الاشكال في المنطق، وكتاب البغية في القضايا، وكتاب الإكليل التاجي في العروض، وكتاب قرة عين الخليل في شرح النظم الجليل لابن الحاجب في العروض أيضا، وكتاب شرح قصيدة صدر الدين الساوي في العروض أيضا، وكتاب مختصر الايضاح في النحو، وكتاب حروف المعجم في النحو، وكتاب مختصر أسرار العربية في النحو (إنتهى). وقال الشهيد في بعض إجازاته عند ذكره: الشيخ الامام سلطان الأدباء ملك النظم والنثر المبرز في النحو والعروض (إنتهى). وقد ذكره السيد مصطفى التفريشي في كتاب الرجال، فقال: إنه من أصحابنا المجتهدين شيخ جليل من تلامذة المحقق نجم الدين الحلي، والسيد جمال الدين بن طاوس، له أزيد من ثلاثين كتابا نظما ونثرا، وله في علم الرجال كتاب حسن الترتيب إلا أن فيه أغلاطا كثيرة (إنتهى). وكأنه أشار إلى اعتراضاته على العلامة وتعريضاته به ونحو ذلك مما ذكره ميرزا محمد في كتاب الرجال ونبه عليه. ومن شعره قوله من قصيدة في مرثية الشيخ محفوظ بن وشاح: لك الله أي بناء تداعى * وقد كان فوق النجوم ارتفاعا وأي علاء دعاه الخطوب * فلبى ولولا الردى ما أطاعا وأي ضياء ثوى في الثرى * وقد كان يخفى النجوم التماعا لقد كان شمس الهدى كاسمه * فأرخى الكسوف عليه قناعا فوا أسفا إن ذاك اللسان * إذا رام معنى أجاب اتباعا وتلك البحوث التي ما تمل * إذا مل صاحب بحث سماعا فمن ذا يجيب سؤال الوفود * إذا أعرضوا أو تعاطوا نزاعا ومن لليتامى ولابن السبيل * إذا قصدوه عراة جياعا ومن للوفاء وحفظ الاخاء * ورعي العهود إذا الغدر شاعا سقى الله مضجعه رحمة * تروى ثراه وتأبى انقطاعا ". " انتهى كلام الشيخ الحر ".