المعروف: ويدعى حفص الجمال، وله قصة في ذلك، من أصحاب العسكري عليه السلام، رجال الشيخ (7). وتقدمت في ترجمة إبراهيم بن مهزيار رواية الكشي في وكالة حفص بن عمرو المعروف بالعمري، كما تقدمت في ترجمة إبراهيم بن عبده، رواية الكشي، التوقيع الذي خرج لإسحاق بن إسماعيل، من أبي محمد عليه السلام، وفيه: فلا تخرجن من البلد، حتى تلقى العمري رضي الله عنه برضائي عنه: فتسلم عليه، وتعرفه ويعرفك، فإنه الطاهر الأمين العفيف القريب منا وإلينا، فكل ما يحمله إلينا من شئ من النواحي، فإليه يصير آخر أمره ليوصل ذلك إلينا، والحمد لله كثيرا. أقول: سند التوقيع قوي، وفيه تصريح بجلالة العمري وعظمته، فضلا عن وثاقته، إلا أن هنا كلاما، وحاصله أن الوكيل المعروف بالعمري هو عثمان ابن سعيد، وابنه أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري، الأول من أصحاب الهادي عليه السلام، وله إليه عهد معروف وكان وكيل العسكري ووكيل الناحية، وكان الثاني وكيل الناحية، كل ذلك ذكره الشيخ في رجاله. وقال الشيخ في كتاب الغيبة في ذكر أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري: ذكر أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد، أبا جعفر العمري رحمه الله، مات في سنة 304، وأنه كان يتولى هذا الامر نحوا من خمسين سنة، يحمل الناس إليه أموالهم، ويخرج إليهم التوقيعات... وعلى هذا فلم يعلم أن المراد بالعمري، هو حفص بن عمرو، ولعل المراد به: عثمان بن سعيد، فلم يدل على وثاقة حفص إلا وكالته من قبل الإمام عليه السلام، وقد تقدم في ترجمة إبراهيم بن سلام، أنها لا تلازم الوثاقة بل إن وكالته أيضا لم تثبت وإن ذكره الكشي، وذلك لبعد أن يكون حفص وابنه من الوكلاء المعروفين، ومع ذلك لم يذكرا ولا في رواية واحدة. وكيف يمكن أن يكون محمد بن حفص كان يدور عليه الامر، كما ذكره الكشي، وكان يعرف بابن العمري، مع أن محمد بن عثمان العمري هو الذي كان يتولى هذا الامر، نحوا من خمسين سنة، وقد ذكر الشيخ - قدس سره - عدة روايات في عثمان بن سعيد، ومحمد بن عثمان، في كتاب الغيبة فراجع. بل من البعيد جدا وجود رجلين يعرف كل منهما بالعمري، وكان كل منهما وكيل العسكري عليه السلام، ويكون لكل منهما ابن يسمى بمحمد ويكنى أبا جعفر، وكيل الناحية، ويدور عليه الامر. على أن المستفاد من التوقيع، أن العمري، كان شخصا واحدا يصل إليه كل ما يحمل إلى الإمام عليه السلام، فيوصله إليه، والله العالم بحقيقة الامر. ثم إن من الغريب ما صدر من العلامة - قدس سره - فإنه ذكر في القسم الأول كلا من جعفر بن عمرو المعروف بالعمري 9، من الباب 1، من فصل الجيم، وحفص بن عمرو المعروف بالعمري 2، من الباب 8، من فصل الحاء، وعثمان بن سعيد العمري 2، من الباب 18، من فصل العين، وصرح في الأخيرين بوكالتهما عن أبي محمد العسكري عليه السلام، وذكر في الأول: رواية الكشي الدالة على وكالته. وذكر كلا من محمد بن حفص بن عمرو أبي جعفر 75، من الباب 1، من فصل الميم، ومحمد بن عثمان بن سعيد أبي جعفر العمري الأسدي 57، من ذلك الباب، وقال في الأول: وكان وكيل الناحية، وكان الامر يدور عليه. وقال في الثاني: وكان أبوه يكنى أبو عمرو جميعا وكيلان في خدمة صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه) ولهما منزلة جليلة عند هذه الطائفة، وكان يتولى هذا الامر نحوا من خمسين سنة، وقال عند موته: أمرت أن أوصى إلى أبي القاسم الحسين بن روح، وأوصى إليه وأوصى أبو القاسم بن روح إلى أبي الحسن علي بن محمد السمري.. الخ. وجه الغرابة: أن العمري المعروف بناء على ما ذكره ثلاثة أشخاص وكان كلهم وكيلا عن أبي محمد العسكري عليه السلام، وأن الذي كان يدور الامر عليه هو أبو جعفر محمد بن حفص، مع أن الذي تولى الامر نحوا من خمسين سنة: هو أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد، وهو الذي أوصى إلى أبي القاسم ابن روح. وأغرب من ذلك ما صدر من الشيخ (قدس سره) فإنه كما عرفت ذكر في كتاب الغيبة: محمد بن عثمان بن سعيد العمري وأباه وذكر وكالتهما ولم يتعرض لحفص ولا لابنه محمد، ومع ذلك قد ذكر في رجاله حفص بن عمرو العمري المعروف. والمتحصل مما ذكرنا: أنه لم يعلم وجود لحفص بن عمرو العمري، ولا لابنه، فضلا عن أن يكونا وكيلين. وأما ما في الكشي، فلابد من حمله على غلط النسخة بعد مخالفتهما لما تسالم عليه الأصحاب، من أن الوكيل كان عثمان بن سعيد، وابنه محمد، وقد ذكر العلامة نفسه في ترجمة محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي، أن له كتاب الرجال كثير العلم إلا أن فيه أغلاطا كثيرة كما ذكر ذلك النجاشي أيضا.