زين الدين بن علي
المسار الصفحة الرئيسة » الرجال » زين الدين بن علي

 البحث  الرقم: 4917  المشاهدات: 3841
قال الشيخ الحر في أمل الآمل (81): " الشيخ الأجل زين الدين بن علي
ابن أحمد بن محمد بن جمال الدين بن تقي الدين بن صالح (تلميذ العلامة)
العاملي الجبعي الشهيد الثاني.
أمره في الثقة والعلم والفضل والزهد والعبادة والورع والتحقيق (والتبحر)
وجلالة القدر وعظم الشأن وجمع الفضائل والكمالات أشهر من أن يذكر، ومحاسنه
وأوصافه الحميدة أكثر من أن تحصى وتحصر، ومصنفاته كثيرة مشهورة.
روى عن جماعة كثيرين جدا من الخاصة والعامة في الشام ومصر و بغداد
وقسطنطينية وغيرها.
وذكره السيد مصطفى بن الحسين الحسيني التفريشي في كتاب الرجال
وقال فيه: وجه من وجوه هذه الطائفة وثقاتها كثير الحفظ نقي الكلام
[له تلاميذ أجلاء و] له كتب نقية جيدة [منها شرح شرائع المحقق الحلي] قتل
[لأجل التشيع!] في قسطنطينية سنة 966 إنتهى.
وكان فقيها محدثا نحويا قارئا متكلما حكيما جامعا لفنون العلم، وهو أول
من صنف من الامامية في دراية الحديث لكنه نقل الاصطلاحات من كتب العامة
كما ذكره ولده وغيره.
له مؤلفات منها: شرح الارشاد في الفقيه للعلامة [واسمه روض الجنان في
شرح إرشاد الأذهان] خرج منه الطهارة والصلاة ولم يتم وهو أول ما ألفه وكتاب
شرح الألفية مختصر وشرح متوسط وشرح مطول وشرح النفلية وشرح اللمعة
مجلدان [واسمه الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية] وشرح الشرائع سبع
مجلدات [واسمه مسالك الأفهام في شرح شرائع الاسلام] وحاشية فتوى
خلافيات الشرائع وحاشية القواعد وحاشية تمهيد القواعد وحاشية الارشاد
ومنية المريد في آداب المفيد والمستفيد وحاشية المختصر النافع ورسالة أسرار
الصلاة ورسالة في نجاسة البئر بالملاقاة وعدمها ورسالة في تيقن الطهارة والحدث
والشك في السابق ورسالة في من أحدث في أثناء غسل الجنابة ورسالة في تحريم
طلاق الحائض الحامل الحاضر زوجها المدخول بها ورسالة في طلاق الغائب
ورسالة في صلاة الجمعة ورسالة في الحث على صلاة الجمعة ورسالة في آداب
الجمعة ورسالة في حكم المقيمين في الاسفار ومنسك الحج الكبير ومنسك الحج
الصغير ورسالة في نيات الحج [والعمرة ورسالة في أحكام الحبوة ورسالة في
ميراث الزوجة] ورسالة في جواب ثلاث مسائل ورسالة في عشرة مباحث مشكلة
في عشرة علوم وكتاب مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد وكتاب كشف
الريبة عن أحكام الغيبة ورسالة في عدم جواز تقليد الميت ورسالة في الاجتهاد،
والبداية في الدراية وشرح الدراية وكتاب غنية القاصدين في اصطلاحات
المحدثين وكتاب منار القاصدين في أسرار معالم الدين ورسالة في شرح حديث " الدنيا
مزرعة الآخرة " وكتاب الرجال والنسب وكتاب تحقيق الاسلام والايمان ورسالة
في تحقيق النية ورسالة في أن الصلاة لا تقبل إلا بالولاية ورسالة في فتوى
الخلاف من اللمعة ورسالة في تحقيق الاجماع وكتاب الإجازات وحاشية على
عقود الارشاد ومنظومة في النحو وشرحها ورسالة في شرح البسملة وسؤالات
الشيخ زين الدين وأجوبتها وسؤالات الشيخ أحمد وأجوبتها وفتاوى الشرائع
وفتاوى الارشاد ومختصر منية المريد ومختصر مسكن الفؤاد ومختصر الخلاصة
وفتاوى المختصر ورسالة في تفسير قوله تعالى: (والسابقون الأولون) ورسالة في
تحقيق العدالة وجواب المسائل الخراسانية وجواب المباحث النجفية وجواب
المسائل الهندية وجواب المسائل الشامية ورسالة المسائل الاسطنبولية في
الواجبات العينية والبداية في سبيل الهداية وإجازة الشيخ حسين بن عبد الصمد
وفوائد خلاصة الرجال ورسالة في دعوى الاجماع في مسائل من الشيخ ومخالفة
نفسه ورسالة في ذكر أحواله وغير ذلك من الرسائل والإجازات والحواشي.
[ورأيت بخطه كتابا فيه أحاديث نحو ألف حديث انتخبها من كتاب
المشيخة للحسن بن محبوب].
وقد ذكره ولد ولده في كتاب الدر المنثور ومدحه بما هو أهله وذكر أكثر ما
مضى ويأتي مع زيادات لم ننقلها خوف الإطالة.
وقد صنف تلميذه الشيخ محمد بن علي بن الحسن بن العودي العاملي
الجزيني في أحوال شيخنا المذكور تاريخا وقفت على نبذة وانتخبت منه بعض
أحواله فمما قال فيه: (حاز من صفات الكمال محاسنها ومآثرها وتروى من
أصنافها بأنواع مفاخرها، كانت له نفس علية تزهي بها الجوانح والضلوع وسجية
سنية يفوح منها الفضل ويضوع، كان شيخ الأمة وفتاها ومبدأ الفضائل ومنتهاها
لم يصرف لحظة من عمره إلا في اكتساب فضيلة ووزع أوقاته على ما يعود نفعه
في اليوم والليلة).
ثم ذكر تفصيل أوقات التدريس والمطالعة والتصنيف والمراجعة والاجتهاد
في العبادة والنظر في أحوال المعيشة وقضاء حوائج المحتاجين وتلقي الأضياف
بوجه مسفر وكرم وبشاشة، ثم ذكر بلوغه غاية الكمال في الأدب والفقه والحديث
والتفسير والمعقول [والهيئة] والهندسة والحساب وغير ذلك وانه مع ذلك كان ينقل
الحطب بالليل على حمار لعياله، ونقل عنه من رسالته التي ألفها في ذكر أحواله
أن مولده ثالث عشر شوال سنة 911 وأنه ختم القرآن وعمره تسع سنين وقرأ
على والده في فنون العربية والفقه إلى أن توفي والده سنة 925 وانه ارتحل في تلك
السنة مهاجرا في طلب العلم إلى ميس فاشتغل على الشيخ علي بن عبد العالي
إلى أواخر سنة 933 وأنه ارتحل بعد ذلك إلى كرك نوح وقرأ بها على السيد حسن
ابن جعفر جملة من الفنون، وأنه انتقل إلى وطنه الأول جبع [سنة 934 ثم ارتحل
إلى دمشق فاشتغل على الشيخ شمس الدين محمد بن مكي وعلى الشيخ أحمد
ابن جابر ثم رجع إلى جبع] ورحل إلى مصر سنة 942 لتحصيل ما أمكن من
العلوم وقرأ على جماعة من علماء العامة وذكرهم وذكر ما قرأ عليهم من كتبهم في
الحديث والفقه وغيرهما، وأنه قرأ بمصر على ستة عشر رجلا من أكابر علمائهم
وذكرهم مفصلا وأنه ارتحل سنة 944 إلى الحجاز فحج ورجع إلى جبع، ثم سافر
إلى العراق لزيارة الأئمة عليهم السلام سنة 946 ورجع تلك السنة، ثم سافر
إلى بلاد الروم سنة 951 وأقام بقسطنطينية ثلاث أشهر [ونصفا] وأعطوه المدرسة
النورية ببعلبك، ورجع وأقام بها ودرس في المذاهب الخمسة مدة طويلة، وذكر ابن
العودي جملة من مؤلفاته السابقة. هذا ما نقلته منه ملخصا.
ويظهر منه ومن إجازات الشيخ حسن وإجازات والده أنه قرأ على جماعة
كثيرين من علماء العامة وقرأ عندهم كثيرا من كتبهم في الفقه والحديث
والأصولين وغير ذلك، وروى جميع كتبهم، وكذلك فعل الشهيد الأول والعلامة،
ولا شك أن غرضهم كان صحيحا ولكن ترتب على ذلك ما يظهر لمن تأمل وتتبع
كتب الأصول وكتب الاستدلال وكتب الحديث، ويظهر من الشيخ حسن عدم
الرضا بما فعلوا.
وما رأيت له شعرا إلا بيتين رأيتهما بخطه ونسبهما إلى نفسه، وهما:
لقد جاء في القرآن آية حكمة * تدمر آيات الضلال ومن يجبر
وتخبر أن الاختيار بأيدينا * (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)
وأخبرني من أثق به أنه خلف ألفي كتاب، منها مائتا [ان] كانت بخطه من
مؤلفاته وغيرها.
وممن رثاه السيد رحمة الله النجفي بقصيدة طويلة [والسيد عبيد النجفي
بقصيدة طويلة] ولم أقف على تلك المراثي.
وقد قال في تاريخ وفاته بعض الأدباء:
تاريخ وفاة ذلك الأواه * الجنة مستقره والله
وكان سبب قتله على ما سمعته من بعض المشائخ ورأيته بخط بعضهم
أنه ترافع إليه رجلان فحكم لأحدهما على الآخر، فغضب المحكوم عليه وذهب
إلى قاضي صيدا واسمه معروف، وكان الشيخ مشغولا في تلك الأيام بتأليف شرح
اللمعة وفي كل يوم يكتب منه غالبا كراسا ويظهر من نسخة الأصل أنه ألفه في
ستة أشهر وستة أيام لأنه كتب على ظهر النسخة تاريخ ابتداء التأليف، فأرسل
القاضي إلى جبع من يطلبه وكان مقيما في كرم له مدة منفردا عن البلد متفرغا
للتأليف، فقال له [بعض] أهل البلد قد سافر عنا مدة، فخطر ببال الشيخ أن
يسافر إلى الحج وكان قد حج مرارا لكنه قصد الاختباء فسافر في محمل مغطى
وكتب قاضي صيدا إلى سلطان روم أنه قد وجد ببلاد الشام رجل مبدع خارج
عن المذاهب الأربعة، فأرسل السلطان رجلا في طلب الشيخ وقال له: اثني به
حيا حتى أجمع بينه وبين علماء بلادي فيبحثوا معه ويطلعوا على مذهبه ويخبروني
فأحكم عليه بما يقتضيه مذهبي.
فجاء الرجل فأخبر أن الشيخ توجه إلى مكة، فذهب في طلبه فاجتمع به في
طريق مكة فقال له: تكون معي حتى نحج بيت الله ثم افعل ما تريد، فرضي
بذلك فلما فرغ من الحج سافر معه إلى بلاد الروم، فلما وصل إليها رآه رجل فسأله
عن الشيخ فقال: رجل من علماء الشيعة الإمامية أريد أن أوصله إلى السلطان.
فقال: أو ما تخاف أن يخبر السلطان بأنك قد قصرت في خدمته وآذيته وله هناك
أصحاب يساعدونه فيكون سببا لهلاكك، بل الرأي أن نقتله وتأخذ برأسه إلى
السلطان، فقتله في مكانه من ساحل البحر، وكان هناك جماعة من التركمان فرأوا
في تلك الليلة أنوارا تنزل من السماء وتصعد فدفنوه هناك وبنوا عليه قبة، وأخذ
الرجل رأسه إلى السلطان، فأنكر عليه وقال: أمرتك أن تأتيني به حيا فقتلته، وسعى
السيد عبد الرحيم العباسي في قتل ذلك الرجل فقتله السلطان ".


الفهرسة