من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، رجال الشيخ (21). أقول: عد بعضهم سفينة هذا من الممدوحين، واستند في ذلك إلى عدة روايات: منها: ما ورد في كف الأسد عنه وخضوعه له، وقد رواه المحدث النوري، عن الحسين بن حمدان، باسناده عن أبي حمزة الثمالي، عن حجر بن عدي الطائي، عن الأصبغ بن نباتة. المستدرك: الجزء الثالث، باب السين من الفائدة 10، من الخاتمة. ورواه الكليني - قدس سره - في الكافي: الجزء 1، باب مولد الحسين بن علي عليه السلام (116)، الحديث 8. عن الحسين بن محمد، قال: حدثني أبو كريب وأبو سعيد الأشج، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن أبيه إدريس بن عبد الله الأودي. ورواه الراوندي في الخرائج (تارة) بلا واسطة (وأخرى) عن ابن الأعرابي. وفي بعض هذه الروايات ذكر ركوبه الأسد أيضا. ومنها: ما رواه المحدث النوري، عن الحسين بن حمدان، باسناده، عن محمد ابن سنان الزاهري، عن المفضل بن عمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن سعيد ابن المسيب، عن عمرو بن الحمق الخزاعي، عن عمار بن ياسر، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله، في غزوة ذات السلاسل، فرجعنا منها ظاهرين ولحقنا سقي من السماء... حتى ورد رسول الله صلى الله عليه وآله الوادي، فنظر إلى شدة جريانه وقلة الناس في عبوره، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: تسفن يا سفينة على الوادي، فنزل سفينة عن فرسه ووضع عنه سلاحه فرمى بنفسه في عرض الوادي، فصار الوادي دونه، وصار كالسفينة، فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله، فمشى على ظهر سفينة حتى صار في جانب الوادي، ودعا أمير المؤمنين عليه السلام. فنزل وعبر على سفينة، ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: قم يا سفينة فحسبك هذا افتخارا... الحديث. المستدرك: الجزء 3، باب السين من الفائدة 10، من الخاتمة. وباسناده عن الحسن بن محبوب الزراد، عن عبد الرحمان بن الحجاج، عن محمد بن أبي يعقوب، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام لسفينة مولى أم سلمة: ملاك الله علما جما إلى مشاشك فأنت فلك الله المشحون، وأنت الباب لي ولابني الحسن بعد سلمان. المستدرك: الجزء 3، باب السن من الفائدة 10، من الخاتمة. وباسناده عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن الصادق عليه السلام أنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض أسفاره إذ انتهى الناس إلى غدير، فإذا فيه ماء، فعبر الناس أمتعتهم، فجاء سفينة فعبر متاع رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال له: يا قيس أنت سفينتي والباب للأئمة من بعد سلمان: وأنت وسلمان ومن يليه في البابية سواء. المستدرك: الجزء 3، باب السين من الفائدة 10، من الخاتمة. أقول: هذه الروايات كلها ضعيفة، وأكثرها مرسلة، وراوي جملة منها الحسين بن حمدان، وقد مرت ترجمته. نعم ذكر ابن شهرآشوب في المناقب، في (فصل في تواريخ المجتبى وأحواله عليه السلام) أن من جملة بوابيه قيس بن ورقاء المعروف ب (سفينة)، وعن الكفعمي في جنته مثله، وعن دلائل الطبري: أن بوابه سفينة، وما ذكروه لم يثبت، ولو سلم فلا دلالة في ذلك على الحسن. ثم إن اسم سفينة - على ما ذكره ابن شهرآشوب والكفعمي - قيس، وكذلك صرح به في رواية الحسين بن حمدان باسناده عن إبراهيم بن أبي البلاد، إلا أن البرقي ذكر في رجاله في الطبقة الثالثة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: عبد الرحمان بن قيس مولى رسول الله صلى الله عليه وآله، أسلم على يده وسماه عبد الرحمان، ولقبه سفينة راكب الأسد.