سليم بن قيس
المسار الصفحة الرئيسة » الرجال » سليم بن قيس

 البحث  الرقم: 5401  المشاهدات: 7505
قال النجاشي في زمرة من ذكره من سلفنا الصالح في الطبقة الأولى:
(سليم بن قيس الهلالي له كتاب، يكنى أبا صادق أخبرني علي بن أحمد
القمي، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم
ماجيلويه، عن محمد بن علي الصيرفي، عن حماد بن عيسى وعثمان بن عيسى،
قال حماد بن عيسى: وحدثناه إبراهيم بن عمر اليماني عن سليم بن قيس
بالكتاب).
وقال في ترجمة هبة الله أحمد بن محمد الكاتب: (وكان يتعاطى الكلام
ويحضر مجلس أبي لحسين بن الشيبة العلوي الزيدي المذهب، فعمل له كتابا
وذكر أن الأئمة ثلاثة عشر مع زيد بن علي بن الحسين، واحتج بحديث في كتاب
سليم بن قيس الهلالي أن الأئمة اثنا عشر من ولد أمير المؤمنين عليه السلام). (انتهى).
وقال الشيخ (348) سليم بن قيس الهلالي: (يكنى أبا صادق، له كتاب
أخبرنا به ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن أبي القاسم
الملقب بماجيلويه، عن محمد بن علي الصيرفي، عن حماد بن عيسى وعثمان بن
عيسى، عن أبان بن أبي عياش عنه، ورواه حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن
عمر اليماني، عنه).
وعده في رجاله في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام (5)، وفي أصحاب
الحسن عليه السلام (1)، وفي أصحاب الحسن عليه السلام (1)، قائلا: (سليم
ابن قيس الهلالي). وفي أصحاب السجاد عليه السلام (6)، قائلا: (سليم بن قيس
الهلالي ثم العامري الكوفي صاحب أمير المؤمنين عليه السلام). وعده من
أصحاب الباقر عليه السلام (1)، وتقدم في سلمة.
وعده البرقي من الأولياء من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، وفي
أصحاب أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام وأبي عبد الله الحسين بن علي
من أصحاب أمير المؤمنين عليهم السلام، وكناه في الأخير بأبي صادق، وعده في
أصحاب السجاد من أصحاب أمير المؤمنين عليهما السلام مقتصرا على كنيته،
وقال عند عده في أصحاب الباقر عليه السلام من أصحاب أمير المؤمنين عليهما
السلام: (أبو صادق سليم بن قيس الهلالي).
وقال الكشي (44) سليم بن قيس الهلالي:
(حدثني محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثنا الحسن بن علي بن كيسان،
عن إسحاق بن إبراهيم بن عمر اليماني، عن ابن أذينة، عن أبان بن أبي عياش،
قال: هذا نسخة كتاب سليم بن قيس العامري ثم الهلالي دفعه إلي أبان بن أبي
عياش وقرأه، وزعم أبان أنه قرأه على علي بن الحسين عليهما السلام. قال: صدق
سليم رحمة الله عليه هذا حديث نعرفه.
محمد بن الحسن، قال: حدثنا الحسن بن علي بن كيسان، عن إسحاق بن
إبراهيم، عن ابن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي،
قال: قلت لأمير المؤمنين عليه السلام: إني سمعت من سلمان ومن مقداد ومن أبي
ذر أشياء في تفسير القرآن ومن الرواية عن النبي صلى الله عليه وآله، وسمعت
منك تصديق ما سمعت منهم، ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير
القرآن ومن الأحاديث عن نبي الله عليه السلام أنتم تخالفونهم - وذكر الحديث
بطوله - قال أبان: فقدر لي بعد موت علي بن الحسين عليهما السلام أني حججت
فلقيت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام، فحدثت بهذا الحديث كله لم
أخطئ منه حرفا، فاغرورقت عيناه، ثم قال: صدق سليم، قد أتى أبي بعد قتل
جدي الحسين عليهما السلام وأنا قاعد عنده فحدثه بهذا الحديث بعينه فقال له
أبي: صدقت قد حدثني أبي وعمي الحسن عليهما السلام بهذا الحديث، عن أمير
المؤمنين صلوات الله عليه وعليهم فقالا لك: صدقت قد حدثك بذلك ونحن
شهود، ثم حدثناه أنهما سمعا ذلك من رسول الله، ثم ذكر الحديث بتمامه).
وقال ابن الغضائري: (سليم بن قيس الهلالي العامري: روى عن أبي
عبد الله، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، عليهم السلام، وينسب إليه هذا
الكتاب المشهور، وكتاب أصحابنا يقولون إن سليما لا يعرف ولا ذكر في خبر،
وقد وجدت ذكره في مواضع من غير جهة كتابه ولا من رواية أبان بن أبي عياش،
وقد ذكر ابن عقدة في رجال أمير المؤمنين عليه السلام أحاديث عنه، والكتاب
موضوع لامرية فيه، وعلى ذلك علامات فيه تدل على ما ذكرناه، منها ما ذكر أن
محمد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت، ومنها أن الأئمة ثلاثة عشر وغير ذلك،
وأسانيد هذا الكتاب تختلف تارة برواية عمر بن أذينة، عن إبراهيم بن عمر
الصنعاني، عن أبان بن أبي عياش عن سليم، و (تارة) يروي عن عمر، عن
أبان بلا واسطة).
وقال في أبان بن أبي عياش: (ونسب أصحابنا وضع كتاب سليم بن قيس
إليه).
وقال الشيخ المفيد (رحمه الله) في آخر كتابه (تصحيح الاعتقاد): (وأما ما
تعلق به أبو جعفر (رحمه الله) من حديث سليم الذي رجع فيه إلى الكتاب
المضاف إليه برواية أبان بن أبي عياش، فالمعنى فيه صحيح، غير أن هذا الكتاب
غير موثوق به، وقد حصل فيه تخليط وتدليس، فينبغي للمتدين أن يجتنب العمل
بكل ما فيه ولا يعول على جملته والتقليد لروايته، وليفزع إلى العلماء فيما تضمنه
من الأحاديث ليوقفوه على الصحيح منها والفاسد، والله الموفق للصواب)
(إنتهى).
وقال النعماني في كتاب الغيبة في باب ما روي في أن الأئمة اثنا عشر إماما: (إن
كتاب سليم بن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأصول التي رواها أهل العلم
حملة حديث أهل البيت عليهم السلام وأقدمها وأن جميع ما اشتمل عليه هذا
الأصل إنما هو عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وأمير المؤمنين عليه السلام،
والمقداد، وسلمان الفارسي، وأبي ذر، ومن جرى مجراهم ممن شهد رسول الله صلى
الله عليه وآله، وأمير المؤمنين عليه السلام وسمع منهما وهو [من] الأصول التي
ترجع الشيعة إليها وتعول عليها، وإنما أوردنا بعض ما اشتمل عليه الكتاب
وغيره من وصف رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة الاثني عشر ودلالته
عليهم وتكرير ذكر عدتهم وقوله: إن الأئمة من ولد الحسين تسعة تاسعهم
قائمهم) (إنتهى).
وقال ابن شهرآشوب في معالم العلماء (390): (سليم بن قيس الهلالي
صاحب الأحاديث له كتاب).
وقال العلامة - قدس سره - في الخلاصة القسم الأول (1) من الباب (8)،
من فصل السين: (وقال السيد علي بن أحمد العقيقي: كان سليم بن قيس من
أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، طلبه الحجاج ليقتله فهرب، وأوى إلى أبان
ابن أبي عياش، فلما حضرته الوفاة قال لأبان: إن لك علي حقا، وقد حضرني
الموت يا ابن أخي إنه كان من الامر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله كيت
وكيت وأعطاه كتابا فلم يرو عن سليم بن قيس أحد من الناس سوى أبان بن
أبي عياش، وذكر أبان في حديثه، قال: كان شيخا متعبدا، له نور يعلوه).
بقي الكلام في جهات:
الأولى: أن سليم بن قيس - في نفسه - ثقة جليل القدر عظيم الشأن،
ويكفي في ذلك شهادة البرقي بأنه من الأولياء من أصحاب أمير المؤمنين عليه
السلام، المؤيدة بما ذكره النعماني في شأن كتابه، وقد أورده العلامة في القسم الأول
وحكم بعدالته، وأما ابن داود فقد ذكره في القسمين الأول (731) والثاني (219)
ولا نعرف لذلك وجها صحيحا.
الثانية: أن كتاب سليم بن قيس - على ما ذكره النعماني - من الأصول
المعتبرة بل من أكبرها، وأن جميع ما فيه صحيح قد صدر من المعصوم عليه السلام
أو ممن لابد من تصديقه وقبول روايته، وعده صاحب الوسائل في الخاتمة، في
الفائدة الرابعة، من الكتب المعتمدة التي قامت القرائن على ثبوتها وتواترت عن
مؤلفيها أو علمت صحة نسبتها إليهم بحيث لم يبق فيه شك.
ولكن قد يناقش في صحة هذا الكتاب بوجوه:
الأول: أنه موضوع، وعلامة ذلك اشتماله على قصة وعظ محمد بن أبي بكر
أباه عند موته مع أن عمر محمد وقتئذ كان أقل من ثلاث سنين، واشتماله على أن
الأئمة ثلاثة عشر.
ويرد هذا الوجه أولا أنه لم يثبت ذلك، والسند في ذلك ما ذكره ابن
الغضائري، وقد تقدم غير مرة: أنه لا طريق إلى إثبات صحة نسبة الكتاب
المنسوب إلى ابن الغضائري، كيف وقد ذكر صاحب الوسائل في ترجمة سليم بن
قيس: والذي وصل إلينا من نسخة الكتاب ليس فيه شئ فاسد ولا شئ مما
استدل به على الوضع، ولعل الموضوع الفاسد غيره ولذلك لم يشتهر، ولم يصل
إلينا (إنتهى).
وقال الميرزا في رجاله الكبير: ان ما وصل إلي من نسخة هذا الكتاب،
المذكور فيه أن عبد الله بن عمر وعظ أباه عند الموت وأن الأئمة ثلاثة عشر
مع النبي صلى الله عليه وآله، وشئ من ذلك لا يقتضى الوضع. (إنتهى).
وقال الفاضل التفريشي في هامش النقد: (قال بعض الأفاضل: رأيت فيما
وصل إلي من نسخة هذا الكتاب أن عبد الله بن عمر وعظ أباه عند موته، وأن
الأئمة ثلاثة عشر من ولد إسماعيل، وهم رسول الله صلى الله عليه وآله مع
الأئمة الاثني عشر ولا محذور في أحد هذين (إنتهى).
واني لم أجد في جميع ما وصل إلي من نسخ هذا الكتاب إلا كما نقل هذا
الفاضل، والصدق مبين في وجه أحاديث هذا الكتاب من أوله إلى آخره، فكان
ما نقل ابن الغضائري محمول على الاشتباه). (إنتهى كلام الفاضل التفريشي).
أقول: ومما يدل على صحة ما ذكره صاحب الوسائل والفاضلان التفريشي
والاسترابادي: أن النعماني روى في كتاب الغيبة باسناده عن سليم بن قيس في
كتابه حديثا طويلا، وفيه:
(فقال علي عليه السلام: ألستم تعلمون أن الله عز وجل أنزل في سورة
الحج: يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم
تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من
حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول
شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس.
فقام سلمان - رضي الله عنه - عند نزولها فقال يا رسول الله صلى الله عليه
وآله: من هؤلاء الذين أنت شهيد عليهم وهم شهداء على الناس الذين اجتباهم
الله ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة أبيهم إبراهيم؟ فقال رسول الله
- صلى الله عليه وآله -: عنى الله بذلك ثلاثة عشر إنسانا: أنا وأخي عليا وأحد
عشر من ولده) (الحديث).
وروى أيضا باسناده عنه قال: لما أقبلنا من صفين مع أمير المؤمنين عليه
السلام نزل قريبا من دير نصراني إذ خرج علينا شيخ من الدير جميل الوجه
حسن الهيئة والسمت، معه كتاب حتى أتى أمير المؤمنين عليه السلام فسلم
عليه... (إلى أن قال): وفي ذلك الكتاب ثلاثة عشر رجلا من ولد إسماعيل بن
إبراهيم خليل الله من خير خلق الله... (إلى أن قال) رسول الله اسمه محمد
صلى الله عليه وآله وأحب من خلق الله إلى الله بعده علي ابن عمه لامه وأبيه
ثم أحد عشر رجلا من ولد محمد وولده أولهم يسمى باسم ابني هارون شبرا
وشبيرا وتسعة من ولد أصغرهما واحد بعد واحد، آخرهم الذي يصلي عيسى
خلفه.
وروى أيضا بإسناده عنه حديثا طويلا وفيه: أن رسول الله صلى الله عليه
وآله سمي لعلي، قال علي عليه السلام: قد سألت فافهم الجواب (إلى أن قال):
قلت يا رسول الله - صلى الله عليه وآله - ومن شركائي؟ قال صلى الله عليه
وآله: الذين قرنهم الله بنفسه وبي فقال: يا آيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا
الرسول وأولي الأمر منكم (الآية) (إلى أن قال): قلت يا رسول الله - صلى الله
عليه وآله - سمهم لي، فقال: ابني هذا، ووضع يده على رأس الحسن عليه السلام،
ثم ابني هذا ووضع يده على رأس الحسين عليه السلام، ثم ابن له على اسمك
يا علي عليه السلام ثم ابن له محمد بن علي عليهما السلام ثم أقبل على الحسين
عليه السلام وقال سيولد محمد بن علي في حياتك فأقرأه مني السلام ثم تكمله
اثني عشر إماما (الحديث).
وروى باسناده عنه أيضا أن عليا عليه السلام، قال لطلحة في حديث
طويل عند تفاخر المهاجرين والأنصار: يا طلحة أليس قد شهد رسول الله
- صلى الله عليه وآله - حين دعا بالكتف ليكتب فيها ما لا تضل الأمة بعده ولا
تختلف؟.. إلى أن قال: وسمي من يكون من أئمة الهدى الذين أمر المؤمنين
بطاعتهم إلى يوم القيامة فسماني أولهم ثم ابني هذا حسن ثم ابني هذا حسين ثم
تسعة من ولد ابني هذا حسين (الحديث).
وروى بإسناده عنه أيضا حديثا طويلا فيه، قال علي بن أبي طالب عليه
السلام: إن رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال: فما بال أقوام يعيروني
بقرابتي وقد سمعوني أقول فيهم ما أقول من تفضيل الله تعالى إياهم - إلى أن
قال -: نظر الله إلى أهل الأرض نظرة فاختارني منهم، ثم نظر نظرة فاختار عليا
أخي وزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي - إلى أن
قال - ثم إن الله نظر نظرة ثالثة فاختار من أهل بيتي بعدي وهم خيار أمتي أحد
عشر إماما بعد أخي واحدا بعد واحد (الحديث).
وروى محمد بن يعقوب بسندين صحيحين، وبسند آخر عن أبان بن أبي
عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، قال سمعت عبد الله بن جعفر الطيار يقول:
كنا عند معاوية أنا والحسن والحسين عليهما السلام، وعبد الله بن عباس، وعمر
ابن أم سلمة فجرى بيني وبين معاوية كلام فقلت لمعاوية: سمعت رسول الله
- صلى الله عليه وآله - يقول: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم أخي علي بن أبي
طالب عليه السلام أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا استشهد علي فالحسن بن علي
أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم ابني الحسين من بعده أولى بالمؤمنين من أنفسهم،
فإذا استشهد فابنه علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم وستدركه يا علي،
ثم ابنه محمد بن علي أو بالمؤمنين من أنفسهم ثم تكملة اثني عشر إماما تسعة
من ولد الحسين... إلى أن قال، قال سليم: وقد سمعت ذلك من سلمان وأبي ذر
والمقداد وذكروا أنهم سمعوا ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وآله - الكافي:
الجزء 1، كتاب الحجة 4، باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم، عليهم
السلام 126، الحديث 4.
ورواه النعماني في كتاب الغيبة عن محمد بن يعقوب نحوه.
ورواه الصدوق في الخصال، في أبواب الاثني عشر، الحديث 41، بسندين
صحيحين عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي نحوه.
وروى أيضا فيه الحديث 38، عن أبيه - رضي الله عنه - قال: حدثنا سعد
ابن عبد الله بن أبي خلف، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى،
بن عبد الله بن مسكان، عن أبان بن تغلب، عن سليم بن قيس الهلالي، عن
سلمان الفارسي، قال: دخلت على النبي - صلى الله عليه وآله - وإذا الحسين على
فخذيه وهو يقبل عينيه ويلثم فاه وهو يقول: أنت سيد ابن سيد، أنت إمام بن
إمام أبو الأئمة، أنت حجة ابن حجة، أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم
قائمهم.
وبما ذكرناه يظهر أن ما نسبه ابن الغضائري إلى كتاب سليم بن قيس من
رواية أن الأئمة ثلاثة عشر لا صحة له، غاية الأمر أن النسخة التي وصلت إليه كانت
مشتملة على ذلك، وقد شهد الشيخ المفيد أن في النسخة تخليطا وتدليسا، وبذلك
يظهر الحال فيما ذكره النجاشي في ترجمة هبة الله بن أحمد بن محمد من أنه عمل
كتابا لأبي الحسين العلوي الزيدي، وذكر أن الأئمة ثلاثة عشر مع زيد بن علي
ابن الحسين عليهم السلام واحتج بحديث في كتاب سليم بن قيس الهلالي: أن
الأئمة اثنا عشر من ولد أمير المؤمنين عليه السلام.
وأما وعظ محمد بن أبي بكر أباه عند موته فلو صح فهو وإن لم يمكن عادة
إلا أنه يمكن أن يكون على نحو الكرامة وخرق العادة.
وعلى ذلك فلا وجه لدعوى وضع كتاب سليم بن قيس أصلا.
وثانيا: إن اشتمال كتاب على أمر باطل في مورد أو موردين لا يدل على
وضعه، كيف ويوجد ذلك في أكثر الكتب حتى كتاب الكافي الذي هو أمتن كتب
الحديث وأتقنها.
الوجه الثاني: أن راوي كتاب سليم بن قيس هو أبان بن أبي عياش، وهو
ضعيف على ما مر، فلا يصح الاعتماد على الكتاب، بل قد مر عن العقيقي أنه
لم يرو عن سليم بن قيس غير أبان بن أبي عياش.
والجواب عن ذلك أن ما ذكره العقيقي باطل جزما، فقد روي عن سليم
ابن قيس في الكافي وغيره من غير طريق أبان.
وأما ما ذكره ابن الغضائري من انحصار راوي كتاب سليم بن قيس بأبان،
فيرده ما ذكره النجاشي والشيخ من رواية حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن
عمر الصنعاني، عنه كتابه.
الوجه الثالث: أن راوي كتاب سليم بن قيس أبان بن أبي عياش وهو
ضعيف، وإبراهيم بن عمر الصنعاني وقد ضعفه ابن الغضائري، فلا يمكن
الاعتماد على كتاب سليم بن قيس.
والجواب: أن إبراهيم بن عمر وثقه النجاشي ولا يعارضه تضعيف ابن
الغضائري على ما مر الكلام في ترجمته.
هذا، والصحيح أنه لا طريق لنا إلى كتاب سليم بن قيس المروي بطريق
حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر، عنه، وذلك فإن في الطريق محمد بن علي
الصيرفي أبا سمينة وهو ضعيف كذاب.
الجهة الثالثة: قد عرفت أن للشيخ إلى كتاب سليم طريقين: في أحدهما
حماد بن عيسى، وعثمان بن عيسى، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم، وفي
الثاني حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن سليم.
وأما النجاشي فالظاهر أن في عبارته سقطا وجملة (عن أبان بن أبي عياش،
عن سليم) قد سقطت بعد قوله: (وعثمان بن عيسى). وكيف كان فلا يصح ما
ذكره ابن الغضائري من اختلاف سند هذا الكتاب، فتارة يروي عن عمر بن
أذينة، عن إبراهيم بن عمر الصنعاني، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم، وتارة
يروي عن عمر، عن أبان بلا واسطة.
وذلك فإن عمر بن أذينة غير مذكور في الطريق أصلا، وإبراهيم بن عمر
روى عن سليم بلا واسطة.
ثم إن بعض أهل الفن قد استغرب رواية إبراهيم بن عمر عن سليم بلا
واسطة، واستظهر سقوط الواسطة، وأن الصحيح رواية إبراهيم، عن ابن أذينة،
عن أبان، عن سليم، كما في الكافي: الجزء 2، كتاب الايمان والكفر 1، في بابي
دعائم الكفر وصفة النفاق 167 و 168، الحديث 1.
أقول: هذا الاستغراب غريب! فإن رواية إبراهيم بن عمر، عن سليم مع
الواسطة أحيانا لا ينافي روايته عنه كتابا بلا واسطة، فإن إبراهيم بن عمر من
أصحاب الباقر عليه السلام، فيمكن أن يروي عن سليم بلا واسطة، ودعوى
أن ما في الكافي رواية عن كتاب سليم أيضا دعوى بلا بينة وتخرص على الغيب،
بل الظاهر أن لسليم أحاديث من غير كتابه، والشاهد على ذلك: ما قدمناه عن
ابن شهرآشوب من أنه صاحب الأحاديث، له كتاب، ويشهد له أيضا: أن
النعماني بعد ما روى عدة روايات عن كتاب سليم، روى رواية عن محمد بن
يعقوب باسناده عن سليم، وقد تقدمت الروايات ويظهر من ذلك: أن رواية محمد
ابن يعقوب لم تكن موجودة في كتاب سليم.
بقي هنا أمران:
الأول: أن ابن الغضائري ذكر في كلامه رواية سليم بن قيس عن أبي
عبد الله، والحسن والحسين وعلي بن الحسين عليهم السلام، وهذا غريب جدا!!
فإن سليم بن قيس لم يدرك الصادق عليه السلام، بل الظاهر من الرواية الأولى
المتقدمة عن الكشي أنه مات في زمن علي بن الحسين عليهما السلام، ولكن
الرواية ضعيفة، وقد صرح الشيخ في رجاله بأنه من المدركين للباقر عليه السلام.
الثاني: أن المذكور في روايتي الكشي المتقدمتين، رواية إسحاق بن إبراهيم
ابن عمر اليماني، عن ابن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس،
وهاتان الروايتان - مع أنهما ضعيفتان، ولا أقل من جهة الحسن بن علي بن
كيسان - فيهما تحريف لا محالة، فإن الراوي عن ابن أذينة هو إبراهيم بن عمر
اليماني، لا ابنه إسحاق، بل لا وجود لإسحاق بن إبراهيم، ومن المطمأن به أن
التحريف من النساخ، والصحيح فيه: الحسن بن علي بن كيسان، عن أبي
إسحاق إبراهيم بن عمر اليماني، عن ابن أذينة.
وكيفما كان فطريق الشيخ إلى كتاب سليم بن قيس بكلا سنديه ضعيف،
ولا أقل من جهة محمد بن علي الصيرفي (أبي سمينة).
روى عن أمير المؤمنين عليه السلام، وروى عنه أبان. الكافي: الجزء 1،
كتاب الحجة 4، باب الإشارة والنص على الحسن بن علي عليه السلام 66،
الحديث 1، وفي التهذيب: الجزء 9، باب الوصية ووجوبها، الحديث 714، أبان
رفعه إلى سليم بن قيس الهلالي.
وروى عنه أبان بن أبي عياش. الكافي: الجزء 1، كتاب فضل العلم 2، باب
المستأكل بعلمه 14، الحديث 1، وباب الفئ والأنفال 130، الحديث 1، والجزء
2، كتاب الايمان والكفر 1، باب البداء 131، الحديث 3، وباب أدنى ما يكون
به العبد مؤمنا 179، الحديث 1.
وروى عن أبي ذر، وسلمان، وعبد الله بن جعفر الطيار، والمقداد، وروى عنه
أبان بن أبي عياش. الكافي: الجزء 1، كتاب الحجة 4، باب ما جاء في الاثني عشر
والنص عليهم، عليهم السلام 126، الحديث 4، وذيله.
وروى بعنوان سليم بن قيس الهلالي، عن أمير المؤمنين عليه السلام.
الفقيه: الجزء 4، باب رسم الوصية، الحديث 488.
وروى عنه أبان. التهذيب: الجزء 6، باب المكاسب، الحديث 906.
وروى عنه أبان بن أبي عياش. الكافي: الجزء 1، كتاب فضل العلم 2، باب
استعمال العلم 13، الحديث 1، وباب اختلاف الحديث 21، الحديث 1، والجزء 2،
كتاب الايمان والكفر 1، باب دعائم الكفر وشعبه 167، الحديث 1، والتهذيب:
الجزء 4، باب تمييز أهل الخمس ومستحقه، الحديث 362.
وروى عنه إبراهيم بن عثمان. الكافي، الروضة: الحديث 21.
وروى عنه إبراهيم بن عمر اليماني. الكافي: الجزء 1، كتاب الحجة 4، باب
في أن الأئمة شهداء الله عز وجل على خلقه 9، الحديث 5.
وروى عن سلمان الفارسي، وروى عنه إبراهيم بن عمر اليماني. الكافي،
الروضة: الحديث 541.


الفهرسة