أحمد بن حماد المروزي
المسار الصفحة الرئيسة » الرجال » أحمد بن حماد المروزي

 البحث  الرقم: 542  المشاهدات: 3537
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد عليه السلام، تارة من دون
توصيف (9)، وأخرى مع توصيفه بالمروزي (15)، وثالثة في أصحاب العسكري
عليه السلام (8)، قائلا: " أحمد بن حماد المحمودي يكنى أبا علي ".
أقول: الظاهر أن في كلامه الأخير سقطا. والصحيح: محمد بن أحمد بن
حماد، فان أحمد بن حماد توفي في حياة الجواد عليه السلام، فكيف يصح عده
في أصحاب العسكري عليه السلام؟!.
ويؤكد ذلك: أن المحمودي المكنى أبا علي: هو محمد بن أحمد بن حماد، لا
أحمد بن حماد.
وعده البرقي من غير توصيف في أصحاب الجواد عليه السلام.
قال الكشي (439): " محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو علي المحمودي
محمد بن أحمد بن حماد المروزي، قال: كتب أبو جعفر عليه السلام إلى أبي في
فصل من كتابه، فكان توفي من يوم أو غد: ثم وفيت كل نفس بما كسبت وهم
لا يظلمون. أما الدنيا فنحن فيها متفرجون في البلاء، ولكن من هوى هوى
صاحبه فإن يدينه (فإن دان بدينه) فهو معه، وإن كان نائيا عنه، وأما الآخرة
فهي دار القرار.
وقال المحمودي: قد كتب إلي الماضي عليه السلام، بعد وفاة أبي: قد مضى
أبوك رضي الله عنه وعنك، وهو عندنا على حالة محمودة، ولن تبعد من تلك الحال.
محمد بن مسعود، قال: حدثني المحمودي: أنه دخل على ابن أبي داود وهو
في مجلسه، وحوله أصحابه، فقال لهم ابن أبي داود: يا هؤلاء ما تقولون في شئ
قاله الخليفة البارحة؟ فقالوا: وما ذلك؟ قال: قال الخليفة: ما ترى العلانية
(العلائية) تصنع أن أخرجنا إليهم أبا جعفر عليه السلام سكران، منشأ، مضمخا
بالخلوق؟ قالوا إذا تبطل حجتهم وتبطل مقالتهم، قلت: إن العلانية (العلائية)
يخالطوني كثيرا ويفضون إلي بسر مقالتهم، وليس يلزمهم هذا الذي جرى،
فقال: ومن أين قلت؟ قلت: إنهم يقولون لابد في كل زمان على كل حال لله في
أرضه من حجة، يقطع العذر بينه وبين خلقه، قلت: فإن كان في كل زمان الحجة
من هو مثله أو فوقه في النسب والشرف كان أول الدلائل على الحجة، لصلة
السلطان من بين أهله وولوعه به، قال: فعرض ابن أبي داود هذا الكلام على
الخليفة، فقال: ليس إلى هؤلاء القوم حيلة لا تؤذوا أبا جعفر عليه السلام ".
أقول: يأتي الكلام على هذه الرواية، في ترجمة ابنه محمد بن أحمد بن حماد
المحمودي.
وقال الكشي أيضا: " وجدت في كتاب أبي عبد الله الشاذاني، سمعت
الفضل بن شاذان، يقول: التقيت مع أحمد بن حماد المتشيع، وكان ظهر منه
الكذب، فكيف غيره، فقال: أما والله لو توغرت عداوته لما صبرت عنه،
فقال الفضل بن شاذان. هكذا والله قال لي. كما ذكر.
علي بن محمد القتيبي، عن الزفري بكر بن زفرة الفارسي، عن الحسن بن
الحسين، أنه قال: استحل أحمد بن حماد مني مالا له خطر، فكتبت رقعة إلى أبي
الحسن، شكوت فيها أحمد بن حماد، فوقع فيها خوفه بالله، ففعلت ولم ينفع،
فعاودته برقعة أخرى، أعلمته أني قد فعلت ما أمرتني به فلم أنتفع، فوقع: إذا لم
يحل فيه التخويف بالله فكيف نخوفه بأنفسنا؟!.
محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو علي المحمودي، قال: حدثني أبي، قال:
قلت لأبي الهذيل العلاف: إني أتيتك سائلا، فقال أبو الهذيل: سل - واسأل الله
العصمة والتوفيق -، فقال أبي: أليس من دينك أن العصمة والتوفيق لا يكونان
إلا من الله لك، لا بعمل تستحقه به. قال أبو الهذيل: نعم، قال: فما معنى دعائي
أعمل وآخذ؟، قال له أبو الهذيل: هات مسألتك. فقال له: شيخي أخبرني عن
قول الله عز وجل: (اليوم أكملت لكم دينكم) قال أبو الهذيل: قد أكمل لنا
الدين، فقال شيخي: وخبرنا إن سألتك عن مسألة لا تجدها في كتاب الله، ولا في
سنة رسول الله صلى الله عليه وآله، ولا في قول أصحابه، ولا في حيلة فقهائهم،
ما أنت صانع؟ فقال: هات، فقال شيخي: خبرني عن عشرة كلهم عنين وقعوا
في طهر واحد بامرأة وهم مختلفو الأمر، فمنهم من وصل إلى بعض حاجته ومنهم
من قارب حسب الامكان منه، هل في خلق الله اليوم من يعرف حد الله في كل
رجل منهم مقدار ما ارتكب من الخطيئة، فيقيم عليه الحد في الدنيا. ويطهره منه
في الآخرة؟ وليعلم ما يقول في أن الدين قد أكمل، فقال: هيهات، خرج آخرها
في الإمامة ".
أقول: الرجل ممدوح فهو من الحسان، ويكفي في ثبوت ذلك، قول أبي
جعفر عليه السلام، فيما رواه الكشي بسند قوي: " وهو عندنا على حالة
محمودة ".
وأما ما في كتاب أبي عبيد الله الشاذاني (محمد بن نعيم) من قول فضل بن
شاذان، من أنه ظهر له منه (أحمد بن حماد) الكذب: فهو لم يثبت، لأن محمد
ابن نعيم لم تثبت وثاقته، على أن ظهور الكذب أحيانا لا ينافي حسن الرجل، فإن
الجواد قد يكبو.
وأما ما عن الحسن بن الحسين، من أن أحمد بن حماد استحل منه مالا له
خطر، فطريقه مجهول.


الفهرسة