قال النجاشي: (سماعة بن مهران بن عبد الرحمان الحضرمي، مولى عبد ابن وائل بن حجر الحضرمي، يكنى أبا ناشرة - وقيل: أبا محمد -. كان يتجر في القز ويخرج به إلى حران، ونزل من الكوفة كندة، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام، ومات بالمدينة، ثقة، ثقة، وله بالكوفةمسجد بحضرموت، وهو مسجدزرعة بن محمد الحضرمي بعده، وذكره أحمد بن الحسين رحمه الله وأنه وجد في بعض الكتب أنه مات سنة خمس وأربعين ومائة في حياة أبي عبد الله، وذلك أن أبا عبد الله عليه السلام. قال: (إن رجعت لم ترجع إلينا)، فأقام عنده، فمات في تلك السنة وكان عمره نحوا من ستين سنة، وليس أعلم كيف هذه الحكاية، لان سماعة روى عن أبي الحسن، وهذه الحكاية تتضمن أنه مات في حياة أبي عبد الله عليه السلام (والله أعلم). وله كتاب يرويه عنه جماعة كثيرة أخبرنا عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا جعفر بن عبد الله المحمدي، قال: حدثنا عثمان بن عيسى عنه بكتابه). وعده الشيخ في رجاله (تارة) من أصحاب الصادق عليه السلام (196)، قائلا: (سماعة بن مهران الحضرمي الكوفي، يكنى أبا محمد، بياع القزمات بالمدينة). وأخرى من أصحاب الكاظم عليه السلام (4)، قائلا: (سماعة بن مهران، مولى حضرموت ويقال مولى خولان، كوفي، له كتاب روى عن أبي عبد الله عليه السلام، واقفي). وعده البرقي أولا في أصحاب الصادق عليه السلام، قائلا: (سماعة بن مهران مولى خولان، كوفي، حضرمي). وثانيا في أصحاب الكاظم عليه السلام من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام. قائلا: (سماعة بن مهران مولى حضرموت ويقال: مولى خولان، كوفي)، وعده الشيخ المفيد في رسالته العددية من الاعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والاحكام، الذين لا يطعن عليهم، ولا طريق إلى ذم واحد منهم. روى سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام، وروى عنه عثمان بن عيسى. كامل الزيارات: الباب 17، في قول جبرئيل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله، إن الحسين تقتله أمتك من بعدك، الحديث 3. روى عن أبي عبد الله عليه السلام، وروى عنه القاسم بن سليمان. تفسير القمي: سورة الحديد، في تفسير قوله تعالى: (ويجعل لكم نورا تمشون به). بقي الكلام في أمرين: الأول: لا إشكال في وثاقة سماعة بن مهران، وحجية روايته بناء على ما هو الصحيح من حجية خبر الثقة وإن لم يكن عادلا، وأما بناء على اختصاص الحجية بخبر العادل، فربما يتوهم عدم حجية روايته من جهة وقفه، ولذلك ذكره العلامة وابن داود في القسم الثاني (من لا يعتمد على رواياتهم) الخلاصة (1) من الباب (7) من فصل السين، ورجال ابن داود (220)، فقد صرح الصدوق - قدس سره - بأن سماعة واقفي. الفقيه: الجزء 2، باب ما يجب على من أفطر أو جامع في شهر رمضان متعمدا أو ناسيا، وباب الصلاة في شهر رمضان، ذيل الحديث 328، وصدر الحديث 397. وتبعه على ذلك الشيخ في رجاله. وظاهر كلام النجاشي من تكرير كلمة (ثقة) وعدم التعرض لوقفه عدم وقفه، وهذا هو الظاهر، فإن سماعة من أجل الرواة ومعاريفهم فلو كان واقفيا لشاع وذاع، كيف ولم يتعرض لوقفه البرقي والكشي وابن الغضائري، ولم ينسب القول به إلى غير الصدوق - قدس سره -. ويؤيد عدم وقفه ما رواه أبو عمرو الكشي في ترجمة زرعة بن محمد الحضرمي (348). (قال: سمعت حمدويه، قال: زرعة بن محمد الحضرمي واقفي. حدثني علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثني الفضل، قال: حدثنا محمد بن الحسن الواسطي، ومحمد بن يونس قالا: حدثنا الحسن بن قياما الصيرفي، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام وقلت: جعلت فداك ما فعل أبوك؟ قال: مضى، كما مضى آباؤه، فقلت: فكيف أصنع بحديث حدثني به زرعة بن محمد الحضرمي، عن سماعة بن مهران أن أبا عبد الله عليه السلام قال: إن ابني هذا فيه شبه من خمسة أنبياء، يحسد كما حسد يوسف عليه السلام، ويغيب كما غاب يونس، وذكر ثلاثة أخر، قال: كذب زرعة ليس هكذا حديث سماعة، إنما قال صاحب هذا الامر - يعني القائم عليه السلام - فيه شبه من خمسة أنبياء لم يقل ابني). وما رواه محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيىوأحمد بن محمد، عن محمد ابن الحسين، عن أبي طالب، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، قال: كنت أنا وأبو بصيرومحمد بن عمران مولى أبي جعفر عليه السلام في منزله بمكة، فقال محمد بن عمران: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: نحن اثنا عشر محدثا، فقال له أبو بصير سمعت من أبي عبد الله عليه السلام؟ فحلفه مرة أو مرتين أنه سمعه، فقال أبو بصير: لكني سمعته من أبي جعفر عليه السلام. الكافي: الجزء 1، كتاب الحجة 4، باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم عليهم السلام 126، الحديث 20. الثاني: قد عرفت رواية النجاشي عن أحمد بن الحسين أنه وجد في بعض الكتب أن سماعة مات سنة 145 في حياة أبي عبد الله عليه السلام، واعتراض النجاشي عليه بأن سماعة روى عن أبي الحسن عليه السلام. أقول: اعتراض النجاشي عليه في محله ويدل عليه أمران. الأول: ما ذكره النجاشي من رواية سماعه عن أبي الحسن عليه السلام، وهي كثيرة، فقد روى سماعة عن أبي الحسن عليه السلام في ثمانية موارد، وعن أبي الحسن الأول في موردين، وعن أبي الحسن الماضي في مورد واحد، وعن أبي الحسن موسي في خمسة موارد، وعن أبي إبراهيم في خمسة موارد، وعن العبد الصالح في ثلاثة موارد. وروى بعنوان سماعة بن مهران، عن أبي الحسن عليه السلام في أربعة موارد، وعن أبي الحسن الأول في مورد واحد، وعن أبي الحسن الماضي في ثلاثة موارد، وعن أبي الحسن موسى في ثلاثة موارد، وعن عبد صالح في مورد واحد، على ما ستعرف مواردها في الطبقات. الثاني: رواية جماعة عنه، وهم لم يدركوا الصادق عليه السلام، وهم: ابن أبي عمير، وأحمد بن محمد بن أبي نصر، وجراح الحذاء، والحسن بن محبوب، وعثمان ابن عيسى. وعلي بن الحكم، على ما ستعرف إن شاء الله تعالى. وكيف كان فطريق الصدوق إليه أبوه - رضي الله عنه -، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى العامري، عنه. والطريق صحيح. طبقته في الحديث وقع بعنوان سماعة بن مهران في إسناد كثير من الروايات تبلغ مائتين واثنين وعشرين موردا. فقد روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن، وأبي الحسن موسى، وأبي الحسن الأول، وأبي الحسن الماضي، وعبد صالح، عليهما السلام، وعن أبي بصير، ومحمد ابن عمران، والكلبي النسابة، ومضمرة. وروى عنه أبو أيوب، وأبو جميلة، وابن أبي عمير، وابن فضال، وابن محبوب، وأحمد بن محمد بن أبي نصر، وإسحاق بن عمار، وجراح الحذاء، وجعفر ابن بشير، وجعفر بن عثمان، والحسن بن محبوب، والحسين بن عثمان، وزرعة، وزرعة بن محمد، وزرعة بن محمد الحضرمي، وشاذان بن الخليل أبو الفضل، وصفوان بن يحيى، وعبد الله بن جبلة، وعبد الله بن المغيرة، وعبد الله بن وضاح، وعثمان بن عيسى، وعثمان بن عيسى الرؤاسي، وعلي بن حديد، وعلي ابن الحكم، وعلي بن رئاب، وعلي بن عبد الله الحناط، وعمار بن مروان، والقاسم ابن سليمان، ومحمد بن سليمان، ومحمد بن سماعة الصيرفي، ومحمد بن علي، ومحمد ابن علي الهمداني، ومحمد بن عمار، ومحمد بن عيسى، ومروك بن عبيد، ومسمع ابن أبي سيار، وهشام بن سالم، ويونس، ويونس بن عبد الرحمان. اختلاف الكتب روى الشيخ بسنده، عن عثمان بن مروان، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله عليه السلام. التهذيب: الجزء 4، باب قضاء شهر رمضان وحكم من أفطر فيه، الحديث 843. ورواها بعينها في باب نية الصوم من هذا الجزء، الحديث 527، ولكن فيه: عمار بن مروان عن سماعة، وهو الصحيح الموافق للكافي: الجزء 4، كتاب الصيام 2، باب الرجل يصبح وهو يريد الصيام 42، الحديث 3. وروى بسنده أيضا، عن عبد الله بن جندب، عن سماعة بن مهران، عن أبي بصير. التهذيب: الجزء 4، باب العاجز عن الصيام، الحديث 669. كذا في الطبعة القديمة أيضا، ولكن في الاستبصار: الجزء 2، باب ما يجب على الشيخ الكبير والذي به العطاش، الحديث 340، عبد الله بن جبلة بدل عبد الله بن جندب، وهو الصحيح بقرينة سائر الروايات. أقول: تقدمت له الروايات بعنوان سماعة أيضا.