من أصاب رسول الله صلى الله عليه وآله، رجال الشيخ (9). روى محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: إن سمرة بن جندب كان له عذق في حائط لرجل من الأنصار، وكان منزل الأنصاري بباب البستان، وكان يمر به إلى نخلته ولا يستأذن فكلمه الأنصاري أن يستأذن إذا جاء، فأبى سمرة فلما تأبى، جاء الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فشكا إليه وخبره الخبر، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وخبره بقول الأنصاري وما شكاه، وقال: إن أردت الدخول فاستأذن فأبى، فلما أبى ساومه حتى بلغ من الثمن ما شاء الله، فأبى أن يبيع! فقال: لك بها عذق يمد لك في الجنة فأبى أن يقبل!! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله، للأنصاري: اذهب فاقلعها وارم بها إليه، فإنه لا ضرر ولا ضرار. الكافي: الجزء 5، كتاب المعيشة 2، باب الضرار 149، الحديث 2. ورواه الشيخ بأسناده عن أحمد بن محمد بن خالد نحوه. التهذيب: الجزء 7، باب بيع الماء والمنع منه، الحديث 651. ورواه محمد بن يعقوب أيضا في الكافي: الجزء 5، الباب المذكور 149، الحديث 8، باختلاف عن علي بن محمد ابن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن بعض أصحابنا، عن عبد الله ابن مسكان، عن زرارة. ورواه الصدوق مع اختلاف ما أيضا بأسناده، عن الحسن الصيقل، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر عليه السلام. الفقيه: الجزء 3، باب حكم الحريم، الحديث 208، وباسناده، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، الجزء 3، باب المضاربة، الحديث 648. وروى محمد بن يعقوب، عن حميد بن زياد، عن أبي العباس عبيد الله بن أحمد الدهقان، عن علي بن الحسن الطاطري، عن محمد بن زياد بياع السابري، عن أبان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله القصواء إذا نزل عنها علق عليها زمامها، قال: فتخرج فتأتي المسلمين، قال: فيناولها الرجل الشئ ويناولها هذا الشئ فلا تلبث أن تشبع، قال: فأدخلت رأسها في خباء سمرة بن جندب فتناول عنزة فضرب بها على رأسها فشجها، فخرجت إلى النبي صلى الله عليه وآله - فشكته. روضة الكافي: الحديث 515. والمتحصل من هذه الروايات: أنه كان رجلا معاندا وغير خاضع للحق ولا مراعيا لرسول الله صلى الله عليه وآله كرامة!! ويؤيد خبثه وشقاءه ما حكاه ابن أبي الحديد عن شيخه أبي جعفر، قال وروي أن معاوية بذل له مائة ألف درهم على أن يروي أن آية: (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا...) إلى قوله: (والله لا يحب الفساد) نزلت في علي عليه السلام وأن آية: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد) نزلت في ابن ملجم فلم يقبل، فبذل له مائتي ألف فلم يقبل، فبذل ثلاثمائة ألف فلم يقبل، فبذل أربعمائة ألف فقبل. شرح نهج البلاغة، المجلد الأول، صفحة 361، وقيل إنه عاش حتى حضر مقتل الحسين عليه السلام، وكان من شرطة ابن زياد، وكان أيام مسير الحسين عليه السلام إلى العراق يحرض الناس على الخروج إلى قتاله. وما ذكره الطبري في تاريخه في أوائل أحداث سنة خمسين، في الجزء الرابع، من أن محمد بن سليم قال: سألت أنس بن سيرين: هل كان سمرة قتل أحدا؟ قال: وهل يحصى من قتلهمسمرة بن جندب؟ استخلفه زياد على البصرة وأتى الكوفة، وقد قتل ثمانية آلاف من الناس فقال له زياد: هل تخاف أن تكون قتلت أحدا بريئا؟ قال: لو قتلت مثلهم ما خشيت!!.