قال النجاشي: " عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي، روى عن الرضا عليه السلام، ثقة، صحيح الحديث، له كتاب وفاة الرضا عليه السلام ". وعده الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا عليه السلام (14) قائلا: " عبد السلام ابن صالح الهروي أبو الصلت عامي ". كذا في المطبوع من رجال الشيخ وفي رجال ابن داود (295) من القسم الثاني، وكذا في رجال السيد التفريشي من دون ذكر كلمة (عامي). وأما نسختا الميرزا والمولى القهبائي فلم يكن فيهما ذلك، والمذكور فيهما بدل ذلك: " عبد السلام بن صالح يكنى أبا عبد الله ". وهو الموجود في المطبوع من رجال الشيخ (48). وكيف كان فقد عده الشيخ في باب الكنى من أصحاب الرضا عليه السلام (5) قائلا: " أبو الصلت الخراساني الهروي عامي، روى عنه بكر بن صالح ". وقال الكشي (518) أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي: " حدثني أبو بكر أحمد بن إبراهيم السنسني، رحمه الله، قال: حدثني أبو أحمد محمد بن سليمان من العامة، قال: حدثني العباس الدوري، قال: سمعت يحيى بن نعيم (معين ظ) يقول: أبو الصلت نقي الحديث، ورأيناه يسمع ولكن كان شديد التشيع ولم ير منه الكذب. قال أبو بكر: حدثني أبو القاسم طاهر بن علي بن أحمد، ذكر أن مولده بالمدينة، قال: سمعت بركة بن قيس الأشعري (الأسفرايني)، يقول: سمعت أحمد بن سعيد الرازي، يقول: إن أبا الصلت الهروي ثقة، مأمون على الحديث، إلا أنه يحب آل رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان دينه ومذهبه حب آل محمد صلوات الله عليهم وعلى أبي الصلت رحمه الله ". بقي هنا شئ وهو أن عبد السلام بن صالح أبا الصلت لا إشكال في وثاقته، ولعلها من المتسالم عليه بين المؤالف والمخالف، ولم يضعفه إلا الشاذ من العامة كالجعفي والعقيلي. قال ابن حجر في تقريبه: " عبد السلام بن صالح بن سليمان أبو الصلت الهروي مولى قريش نزل نيسابور صدوق له مناكير وكان يتشيع وأفرط العقيلي، فقال: كذاب ". إنما الاشكال في مذهبه، فالمشهور والمعروف تشيعه، وهو ظاهر عبارة النجاشي، لكن عرفت من الشيخ أنه عامي، والظاهر أنه سهو من قلمه الشريف، فإن أبا الصلت مضافا إلى تشيعه كان مجاهرا بعقيدته أيضا، ومن هنا تسالم علماء العامة على أنه شيعي، صرح بذلك ابن حجر وغيره. ويؤكد ذلك ما تقدم من الكشي، وما رواه الصدوق عن أبيه - رحمه الله -، قال: حدثنا محمد بن معقل القرميسيني، عن محمد بن عبد الله بن طاهر، قال: كنت واقفا على رأس أبي وعنده أبو الصلت الهروي، وإسحاق بن راهويه، وأحمد ابن محمد بن حنبل، فقال أبي: ليحدثني كل رجل منكم بحديث، فقال: أبو الصلت الهروي: حدثني علي بن موسى الرضا عليه السلام - وكان والله رضي كما سمي -، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد ابن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم: الايمان قول وعمل. فلما خرجنا قال أحمد بن محمد بن حنبل: ما هذا الاسناد؟ فقال له أبي: هذا سعوط المجانين إذا سعط به المجنون أفاق. العيون: الجزء الأول، الباب 22، الحديث 6، في ما جاء عن الرضا عليه السلام في الايمان، وفي معنى هذه الرواية في الباب عدة روايات عن أبي الصلت. روى بعنوان عبد السلام بن صالح، عن الرضا عليه السلام، وروى عنه إسحاق بن محمد. الكافي: الجزء 3، كتاب الصلاة 4، باب الصلاة في الكعبة وفوقها 58، الحديث 21. وروى بعنوان عبد السلام بن صالح الهروي، عن الرضا عليه السلام، وروى عنه حمدان بن سليمان. الفقيه: الجزء 3، باب الايمان والنذور والكفارات، الحديث 1128، والتهذيب: الجزء 4، باب الكفارة في اعتماد إفطار يوم من شهر رمضان، الحديث 605، والاستبصار: الجزء 2، باب كفارة من أفطر يوما من شهر رمضان، الحديث 316. وروى بعنوان عبد السلام بن صالح الهروي أبي الصلت، عن الرضا عليه السلام. الفقيه: الجزء 2، باب ثواب زيارة النبي والأئمة عليهم السلام، الحديث 1609.